القضاء على حرَكَة حماس مُخطَّطٌ إسرائيليّ_أمريكيّ فاشِل
علي او عمو
لقد قامت ديمقراطيّة الولايات المتحدة على أشلاء شعب الهُنود الحُمر الذي أُبيدَ عن بكرة أبيه. و الشعب الفيتناميّ الذي قضى مُعظمُه في حرب أمريكية جائرة، بالإضافة إلى تدميرها لآلاف مؤلّفة من الأفغان علاوةّ على إبادتها الجماعي للشعب العراقي و غيرها من شعوب العالم، و في كلّ حروبها القذرة تَجِد نفسَها أمامَ مواجهة من حركات مُقاوَمة باسلَة مُدافِعة عن أرضها و صدّ العدوان بكلّ ما تملك من قوة.
و رغم كلّ جرائم أمريكا البشِعة فإنها تُسوِّق للعالم عبر وسائل إعلامِها أكاذيب و تُرّهات بِتناوُلها القيم الأميركية بكثير من التمجيد، فتُظهر عادة جاذبية الأمة الأميركية وتبشيرها بالحرية والمساواة وحقوق الإنسان، ونبذها للعنف والكراهية والتعصب. تتبنى الولايات المتحدة هذه القيم من منطلق تفوقها العالمي، و فرض سياساتِها على دول العالم.
لِنسأَل عن مدى تطبيق قيم الحرية والعدالة ونبذ العنف على الشعوب التي شنّت ضِدّها حروب الإبادات و القتْل الجماعيّ؟ هل التزم الأميركيون فعلا بهذه القيم مع الشعب الفلسطينيّ أم أنّ هذا الشعب ليس بَشراً مثله مثل جميع الكائنات البشريّة في العالم؟
هذه الدّولة المارِقة التي شنّت حروباً عديدة ضدّ شُعوبٍ و قامت بإبادتِها عن بكرة أبيها و في جميع أنحاء العالَم و لم تستفِذْ من هذه الحروب الظّالِمة و لمْ تأخُذ منها أيَّ درس، عِلماً أنّها تكبّدت فيها خسائر فادِحة في أرواح جُنودها و عَتادِها الحربيّ، لمْ تُدرِك جيّدا أنّ المُقاوَمة ضدّ الاحتلال عبر تاريخ البشريّة، لم تنْهزِم قطّ أمام العدو،ّ لِكوْن المُقاومة فِكرة راسخَة تتوارَثُها الأجيالُ أباً عن جدّ يستحيل طمْسُها. و هذه الفكرة لا تَعرف حدوداً جغرافيّة و لا أزمنَة مُعيَّنة، فهي مُمْتدَّةٌ في الزمان و المَكان، وهي التي يُدرك بها الإنسان حقائق الأمور باستِخدامِه لِعقلِه فيها، و لذلك فهي أداة في عملية التفكير، التي تنتُجُ عنها طاقات وقوى ومَلَكات عقليّة ونفسية جدّ هائلة و مُترسِّخة.
فالمُقاومة تُؤْمِن إيماناً راسِخاً بِمَشروعية قضيتِها و لها قوّة خارِقة للصُّمود و مُواجَهة العدوّ مهما طال الزمان و توالَت السِّنون.
وها هي إسرائيل بقيادة أمريكا و الدول الغربية اليوْم تُواجِه مُقاوَمَةً شرِسة في الأراضي الفلسطينيّة، ظنّاً منها أنّ مُسانَدتها للكيان الإسرائيلي ستُؤَدّي إلى انتصاره، الشيء الذي سيُمهِّد لها الطريق أمام إعادة رَسمَ خريطة جديدة لفلسطين الخالية من أيّة مُقاوَمة تكونُ فيها إسرائيل هي المُسيْطِرة الوحيدة على كلّ شؤونها و تنصيب سُلْطةً شكليّة تسير وفقَ سياستها و أهدافها و خُطَطِها، سعياً وراء تحقيق مشروع ممر اقتصادي (الهند الشرق الأوسط أوروبا).
المقاومة الفلسطينيّة لن تنهزِمَ على أرضِها و لنْ ترفَع الراية البيضاء أبداً رغمَ الإبادة الجماعيّة للشعب في غزة و رغم الصّمْت العالميّ الرّهيب إزاء هذه الجرائم البَشِعة ضدّ الأبرياء العُزّل، ستَخرُج المُقاوَمَة الباسِلَة مُنتَصِرةً بِحول الله و هي التي ستقوم بتغيير خريطة فلسطين و تغيير كلّ السياسات الخسيسة التي تُحاكُ ضدّ القضية الفلسطينيّة المَشروعة و ستُحرّر الأرض و تُقيم عليها دوْلةَ فلسطين و عاصِمتُها القُدس الشريف.
و ستَذهبُ خُطَط أمريكا الخسيسة إلى مزبلة التاريخ.