على هامش "تهديد" الصحافية فاطمة الافريقي : صناعة "الــرمـــوز الــوهــمـيـة"
محمد أقديم
بعيدا عن ردود الفعل المتسرعة و الساخنة و العاطفية ، يمكن أن نقول بأن المرء لا يملك الا أن يندد بأيةسلوكاتتسعى الى اسكات الأصوات النقدية و ايقاف الأقلام الناقدة.... و لكن يبدو لي و الله أعلم أن تلك السلوكات "القمعية" قد لا تستهدف فعلا اسكات تلك الاصوات و كسر تلك الأقلام التي توجه لها تهديداتها، بقدر ما تسعى الى صناعة "أبطال" وهميين من لا شيء ثم ترفعها الى الأعلى و ابرازها كضحية أمام الجمهور، من خلال اضفاء صفة البطولية و التضحية عليها عن طريق اشهارها بسلوك "التهديد و القمع " اتجاهها ، و خاصة و أن موقع و دورا الضحية غالبا ما يثير التعاطف في نفوس الجماهير و الشعوب و المواطنين ... و لأننا في عصر و مرحلة لم يعد فيها للقمع و الاستبداد مردودية لا سياسية و لا اقتصادية، بل أصبح فيه القمع و المنع مكلفا و باهض الثمن أكثر من الحرية بالنسبة للأنظمة السياسية ، باستثناء الغبية منها طبعا ، و التي سرعان ما تلقى مصرعها ، على غرار ما جرى في الثورات العربية ، ذلك أننا في عصر يصنع فيهالمتلاعبون بالعقول أبطال من لا شيء و يبنون رموزا من العدم ... فلقد لاحظنا في وقت من الأوقات، كيف أنه كلما أراد مثقف تافه أو فنان سخيف أو صحفي مبتدئ أن تسير بشهرته الركبان الا و خرج بتصريح أو كتاب أو قصة أو مقال أو فيلم أو صورة يتهجم فيها على الأديان(الاسلام)، أو يخرق ما تعارف عليه المجتمع و الانسان من قيم و أعراف، ثم ينتظر ردف الفعل المتسرع من بعض المتطرفين و المتهورين كي يهددوه بالقتل و الاغتيال،أو يتعرضون لمحاكمات تمثيلية( سلمان رشدي – ناصر حامد أبوزيد ..) لتهب بالتالي وسائل الاعلام المختلة بالحديث عنه و استجوابه ، ليتحول بذلك الى بطل لا يشق له غبار، هذا في الوقت الذي تتحول فيه الأنظار عن المثقفين و التنظيمات و المناضلين الحقيقين الذي يدفعون بالفعل حياتهم ثمنا لأفكارهم و مبادئهم.
و هذا التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات لم يعد يسمح بالقمع و المنع ، فكل النوافذ مفتوحة أمام الانسان لاستنشاق الحرية و ممارستها ، وهذا الأمر قد وعته الأنظمة المستبدة و أدركت خطورته ، لذلك جددت من وسائل قمعها و منعها للأشخاص و التنظيمات ، حيث أصبحت تعتمد المراقبة و الضغط و الاختراق و الاستدراج و الترغيب و التوريط في القضايا و الملفات، أكثر مما تعتمد على التهديد و الترهيب و الاغتيال و القتل و السجن والتعذيب. و لعل النظام المخزني لدينا من أكثر الأنظمة ذكاء و نجاحا في هذا المجال، حيث استفاد من أخطاء تجربته القمعية في المرحلة السابقة، عندما صنع في الفترة السابقة مجموعة من الرموزالكرطونية في ميادين النضال، اذ جعل العديد من "الأقزام " في السياسة و الفكر "عمالقة" في النضال، . ولم يكتشف الشعب المسكين تلك الخرافة ، الا بعدما تمكن العديد من هؤ لاء من احتلال المناصب و المواقع، ليتأكد فيما بعد أن " الحصار" و "المنع " و " التهديد" مجرد آليات لجمع و تنظيم كتل بشرية حول أولئك "الرموز" الوهميين ، حتى تكون تلك الكتل البشرية سهلة المراقبة والتحكم و الانقياد ، أو آدوات لإعداد تلك الرموز لاحتلال مواقع و مناصب في المقبل من الأيام، حتى تضفي على السياسية المخزنية نوعا من المصداقية و الجدية.و حيث تبين الوقائع اليوم أن قمع شخص أو صحفي أو مثقف أو مواطن أو تنظيم سياسي أو جمعوي، ليس في الحقيقة سوى تعبئة لرصيده الشعبي و الرمزي و النضالي.
و مناسبة هذا الحديث هو ما تم الاعلان عنه من تهديدات بالتصفية للصحافية فاطمة الافريقي و تصفية أبناءها بسبب ما تكتبه في مقالاتها الصحافية الاسبوعية التي تنشر في جريدة أخبار اليوم اليومية . واذا تتبع المراقب المسار المهني و الصحافي للصحافية المعنية، والذي يتجاوز 25 سنة ، فلن يجد فيه شيئا ذي بال اسمه النضال أو الانحياز الى التغيير و الاصلاح، الى ما بعد هبوب رياح الثورات العربية ، و خاصة بعد انتصار الثورتين التونسية و المصرية، حيث لم تنبس فاطمة الافريقي ببنت شفة طيلة تلك المرحلة الى ما بعد انطلاق حركة 20 فبراير، بمعنى أن فاطمة الافريقي هي من فئة العديد من " المناضلين الجدد"، الذين جادت بهم رياح "الربيع" الديموقراطي، أي أن فاطمة الافريقي من أولئك الذين أزال "الربيع" الديموقراطي الكمامة عن أفواههم و الغبش عن أعينهم، و ما أكثر هؤلاء اليوم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يبذلون كل ما في وسعهم و يدفعون بأنفسهم للسقوط تحت عجلات سيارة المخزن ، عن سابق اصرار و ترصد، لكي تدهسهم، ليس حبا في النضال و لا تضحية في سبيل الحرية ، و لكن من أجل كسب الشهرة و صفة البطولة. اننا أما فئة من مناضلي الوقت الميت من المقابلة النضالية. و لذلك يمكن أن نضع تساؤلات استكشافية مشروعةمن قبيل :
- ماهي الأطراف التي تهددها مقالات فاطمة الافريقي مصالها بتلك المقالات الاسبوعية ؟؟
- هل سبق لفاطمة الافريقي أن كشفت عن حقائق حول ملفات معينة تشكل خطرا على جهة من الجهات ؟؟
- هل ما تكتبه فاطمة الافريقي في مقالاتها بجريدة أخبار اليوم أكثر جرأة و نقدا لما يكتبه الكثير من الصحافيين الآخرين ؟؟؟
عندما يجيب المتتبع على هذه التساؤلات بأن ما تكتبه فاطمة الافريقي ليس سوى مقالات عادية لا تهدد مصالح أحد ، و تعبر عن رأي أقل جرأة و نقدا بكثير عما يكتبه توفيق بوعشرين نفسه و ما يكتبه علي أنوزلا و أبوبكر الجامعي و محمد الساسي و أحمد عصيد و غيرهم من الأقلام الكثيرة. و بالتالي فما الداعي الى تهديدها بالتصفية .
و عليه يجب وضع هذه الأخبار و هذه التصريحات و هذه الوقائع في سياقاتها الموضوعية الحقيقية العامة حتى تفهم بشكل جيد بعيد عن ردود الأفعال المتسرعة و المتشنجة ، لان السياقات هي التي تعطي المعنى للأحداث و الوقائع و هي التي تكشف عن الحقائق الكامنة وراء التصريحات و التلميحات.
FAFAM
COMPRAISON
qu'elle ecrive avant le 20 fevrier ou après , MME AL IFRIQUI a reussi dans un temps tès court à faire connaitre une face qui était jusqu' à maintenant cachée par ses préoccupations à la télé. Et mème à la télé , ses émissions sortaient du lot lot et se caractérisaient par son professionnalisme et par sa fibre d'artiste; MM BENKIRANE , RABBAH, EL WAFA étaient ils connus avant le 20 février autant qu'ils le sont maintennant ?. Ce genre d'articles ne comportent aucune valeur ajoutée, sinon se distiguer en ramant à contre courant.
صدقت
صدقت
صدقت