انكشفت الأكاذيب

انكشفت الأكاذيب

الحسن بنونة

أجد عددا لا بأس به من بني جلدتنا عربا و أمازيغ مسلمين يستعملون التسامح مع جميع البشر ، قولا و فعلا و دفاعا عن الإنسانية و البشرية جمعاء . و هذا جعلني أن أكتب هذه السطور المتواضعة موضحا ما توصلت إليه من قناعة بعد ما قرأت و سمعت دروسا دينية و أخلاقية و دروسا اجتماعية من كتاب مسلمين و غير مسلمين .

فاقتنعت أن التسامح يكون مع كل إنسان مسالم و مع كل أقوام و شعوب مسالمة ، و ليس مع من قلبه مفعم و مكتظ بالعداوة و البغضاء لك و لدينك و عرقك .

فالشريعة الإسلامية هي الوحيدة المتسامحة مع البشرية و ليس فيها ما يدفع نحو الكراهية و التباغض ، قال تعالى (( لكم دينكم و لي دين )) سورة الكافرون ، أي لِما التباغض و التناحر ؟ انتم احرارا في اتخاذ عقيدتكم و لنا الحق في حرية اعتقاداتنا .

و قال الله في مقام آخر ،:(( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )){الممتحنة:8}

و من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين فى الحروب : "لا تقطعوا شجرة .. ولا تقتلوا امرأة ولا صبيا ولا وليدا ولا شيخا كبيرا ولا مريضا" ـ فقطع الأشجار من علامات الوحشية والإجرام ، حتى في حالة الحرب ، وتقارن في همجيتها بقتل الأطفال والمرضى و تدمير البنية التحتية لمدن كلفت الملايير و السنوات و الجهود لتشييدها.

فالمطالبة بالتعامل الحسن و البر و القسط و الجميل مع الكافر الذي لا يقاتلك و لا يعتدي عليك و لا يهجرك من وطنك من أخلاق الدين الإسلامي الحنيف ، و البر يقتضي كل ما هو حسن ، فالله أمر الأبناء بأن يبروا بوالديهم و هم أقرب الناس إليهم ، و في هذه الآية الكريمة جعله مع الكافر المسالم . فأي شريعة غير الإسلام تأمر بمثل هذا ؟ أُقسم و أنا على أتم اليقين أنها لا توجد سوى في هذا الدين العظيم ، ففي الانجيل المحرف دعوات للقتل و القضاء على غير المسيحيين واغتصاب نساء عدوهم ، و التاريخ يشهد ما فعل الرومان و الإفرنج باليهود و بالمسلمين في الحروب الصليبية ، و في التلموذ الكتاب المحرف و المختصر للتوراة و الذي أضاف فيه حخامات اليهود مجموعة من التشريعات ضد غيرهم و أنهم شعب الله المختار تجد افكار القتل و الغذر و التشريد لا تُعد و لا تحصى ضد غيرهم ، و ما يجري اليوم في قطاع غزة و كل فلسطين و لبنان لشهيد على غذر و قساوة قلب اليهود الصهاينة على المسلمين ، فما يسمونه الجيش الأكثر أخلاقا في العالم يقتل المرأة أمام أعين طفلها قبل قتله و هو لا يمتلك شعرة للدفاع عن نفسه أو العكس ، و يحتسب الجندي القاتل أن ذاك القتل قربانا لربه . فأي شريعة هذه و أي إنسانية يتكلم عنها و بأي حق يُقتل طفل بريئ ؟ 

و مع ذلك تأتينا الدول الغربية تتبنى حقوق الإنسان و حقوق الطفل و حقوق حرية الرأي و حق الاختلاف . فإذا خالفت الإسلام و مسست بنبيه و حرقت المصحف فهذا حق إبداء الرأي و حرية التعبير ، أما إن مسست بالهولوكوست و عدد اليهود الذين قُتلوا أثناء الحرب العالمية الثانية ، فأنت إرهابي و تخالف القوانين الدولية و تعتبر مداناً بمعاداة السامية . و تحاكم و تسجن . 

الكلام يطول عن التناقضات الصهيونية و الغربية لكن و بكل اختصار هؤلاء من بني جلدتنا الذين يدافعون عما يفعل الصهاينة بشعب مسلم ذو حق في المقاومة لتحرير أرضه المغتصبة ، ما همهم وعن من يدافعون و لما هم ضد المقاومة ؟ المقاومة التي أعادت القضية للواجهة و رفعت همة الشعوب الإسلامية .

فتحية اجلال و تقدير للمقاومة و كل فصائلها ، و تحية لكل الشعوب العربية و المسلمة و الشعوب الحرة التي خرجت بتظاهرات ضد الغطرسة الصهيونية الأمريكية الغربية .

ختاما سؤال حير أغلب المسلمين ، لِما اتخذت الدول الإسلامية و خاصة العربية التجاهل و الصمت اتجاه هذا العدوان الظالم ضد شعب عربي مسلم أعزل لا يجد لقمة عيش و لا ماء و لا مساعدات حيث كل الحدود مغلوقة إغلاقا محكما من جهات العدو و من جهات العرب انفسهم .

انكشفت الأكاذيب و انكشف المنافقون ، قال تعالى : (( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )) سورة الصف .

انكشفت اكاذيب أمريكا عن حمايتها للسلام في العالم .

انكشفت أكاذيب الأمم المتحدة بأنها منظمة تدافع عن السلام والكرامة و المساواة بين الشعوب .

انكشفت أكاذيب الجامعة العربية بأنها ليست عربية بل عبرية .

انكشفت أكاذيب حكام العرب أن جيوشهم يستعملونها دفاعا عن الأوطان بل في الواقع يستعملونها ضد شعوبهم إلا بعض الدول حتى لا اكون مجحفا .

انكشفت أكاذيب حق النقض في الأمم المتحدة الذي جعلوه للدفاع عن المظلوم فأصبح وسيلة لحماية الظالم .

و ما خفي أعظم .

فاللهم افتح على إخواننا في غزة وكل فلسطينين بل في كل بقاع الأرض فتحا مبينا قريبا .

 

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات