المغرب السياسي والعمل الحزبي

المغرب السياسي والعمل الحزبي

محمد فوزي

اصبحت الساحة السياسة خالية من سياسين جديين قادرين على بلورة بارمج وحلول تلبي تطلعات الناخبين, بالكاد نرى سياسين يستحقون مقاعدهم, اغلب السياسين الذين يشغلون المقاعد و المناصب الحساسة داخل لجان الاحزاب وهياكلها,تحصلوا على مناصبهم اما بالريع السياسي و المجاملة او بالاقدمية والوراثة, مما يجعل العرض السياسي الهزيل و لا يرتقي للمستوى و تطلعات المواطن المغربي.

عرف المغرب على مدى تاريخه قبل و بعد الاستقلال شخصيات وعمالقة سياسة, بصموا حركات و احزاب بل والسياسية الوطنية والدولية.

اليسار افرزر نخب مثال سي عبد الرحيم بوعبيد, بن بركة, عبدالله ابراهيم, اليازغي, اليوسفي, بن سعيد, السرفاتي و القائمة تطول.

كما اليسار, الوسط واليمين كان زاخر بشخصيات اثرت المجال العام كاعلال الفاسي, أحرضان, الخطيب و القائمة تطول كثيرأ, نختلف او نتفق مع طرحهم هذه مسالة اخرى تعود لكل شخص و قناعته.

كان حضور الاحزاب سياسية مستمر على مدى الخمسين عام بالرغم سنوات الرصاص و مابعدها و كانت النخبة السياسية حاضرة امام كل التحديات اوحدث وطني.

كانت الاحزاب قريبة للشارع, حاضرة فيالحياة اليومية للمجتمع ببرامجها الاجتماعية ودفاعها عن ملفات تمس حياةالانسان المغربي, و بأعضائها المندمجين في مجتمعهم بأختلافته, وقادرة على تقديم اطروحات سياسية مبتكرة, انعكست جودةالطبقة السياسية على ثقة الناخب المغربي بالاجاب في ذلك الزمان.

الى ان هذا العهد فد ولى, و اصبحنا نرى احزاب افرغت من مضمونها و لا تمثل فكرها و بات المغاربة يجهلون وجودها.

أزمات الاحزاب المغربية تنقسم الى قسمين

القسم الاول:

أحزاب ذوتاريخ عريق في النضال لكن اصبحت فارغة, لم تجدد الوجوه بل هذه الوجوه اصبحت تعتبر مقاعدها ملك شخصي بحكم التاريخ و تدير الكيان كاملك شخصي.

اصبحت هذه الكيانات مسخرة لتكسب الشخصي و الريع السياسي بل لتوريث المناصب في بعض الاحيا, بدلا من ان تكون حزب فاعل مجتمعيا لخدمة المغاربة

مثال:

 نجد احزاب اليسار المنادية و المتشبثة بقيم الديمقراطية من جهة و تمارس الريع السياسي داخليا بأسقاط ابناء سكرتير العام للحزب قبل موعد الاستحقاقات الانتخابية, و نرى وجوه شابة و جديدة مدفوعة دفعا (ذوصلات مع بعض القيادين, أوبسبب اموال اقاربهم) لتتخطى كوادر مخضرمة, لكي ييضمنو مقاعدهم داخل جهاز التمثيل الشعبي يعطي رسالة واضحة لسؤ التسير, و حزب اخر يستمرامينه لأكثرمن ولاية و تستمر رحلة التقهقر الشعبي دون التغير في الخطابا والوجوه.

القسم الثاني:

احزاب كانت تمتلك قاعدة شعبية واختفت بسبب قيادات غير مؤهلة تفتقر للفكر و الرؤية السياسية بعيدة الامد, او الحد الادنى للمعرفة.

مثال:

 اليمين المغربي اومايسمى الاحزاب التقليدية و الاسلامية ليست بافضل حال, مابين الشعبوية والشخصيات الهزلية التي تفتقر للحد الادنى لثقافة الشعبية و الحضور, و حزب الاسلامي الذي يختبئ خلف الدروشة.

مايجمع القسمين: هو افلاس الاحزاب هو نتيجة سؤى الادارة و تدني الحوكمة الداخلية الجيدة للقانون الداخلي, و هنا لن نستطيع ان نطلب من السلطات العمومية لكي تتدخل, لن يكون الحل من قبل السلطة.

في نظري الحل هو الاصلاح يأتي من داخل هذه الاحزاب, و بتشكيل احزاب جديدة كماحصل في فرنسا, و النتيجة غير مضمونة فيصبح التطرف هو الاغلبية والاحزاب التقليدية اقلية سياسية.

سمعت كثيرا عن عزوف الشباب عن الشاْن العام و المجال السياسي, لا ارى كيف نستعيد الشباب للسياسة.

   كانت النخب الحزبية تصنع رجالات دولة وامسينا في عهد الاحزاب تفرز رجال الشكارة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات