قوى الاستكبار فوق القانون
علي او عمو
الحرب التي تُشنّ على الشعب الفلسطينيّ في قطاع غزة و على الشعب اللبنانيّ، هذه الحرب الشعواء الشنيعة الوحشيّة و البربريّة التي تحصد آلاف الأرواح و آلاف المُصابين من المواطنين الأبرياء العُزَّل الآمنين في بيوتهم، في حقيقة الأمر ليست سوى حربٍ تشنّها قوى الاستكبار العالميّة من أمريكا و مُعظم الدول الغربيّة، التي لا تُخفي مُساندتها لإسرائيل و الوقوف معها و إلى جانبِها بالمال و السلاح..
فمنذ السابع من أكتوبر أعلنت هذه الدول "العُظمى" أنها مع إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضدّ (الحركة الإرهابيّة) و أبدت استعدادها لفتح جسور من أجل إمدادها بالسلاح لحماية نفسها، و من هنا يتّضح جلياً أنّ أمريكا و غالبية الدول الأروبية هي مَن سمحت لنشوب هذه الحرب القذرة اللّاأخلاقيّة التي اتخذت مَساراً خطيراً لكونها لا تستهدف المُقاوَمة و إنما هدفها هو تدمير هذين البلديْن و إبادة شعبيهما قَصد تنفيذ استراتيجيتها في المنطقة و وَضع خريطة جديدة للشرق الأوسط تكون فيها إسرائيل هي الدولة العُظمى الوحيدة التي تضمن لها الحفاظ على مصالِها..
إسرائيل هي الوسيلة التي تستخدمها أمريكا و الغرب في الوصول إلى مراميها التي خطَّطت لها منذ أمد بعيد، و ها هي اليوم تشرع في تنفيذ مُخطَّطاتها. و ما صمْتُ العالَم عن الجرائم البَشِعة في حق الإنسانيّة التي ترتَكبها إسرائيل في غزة و في لبنان إلّا دليل قاطع على أنّ معظم دول العالم مع أمريكا في تطبيق غاياتها و تحقيق أهدافها في المنطقة..
لقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتيْ اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع المُقال يُوآف غالانت، بينما شهد الأمر تبايُنا أوروبيا بين الالتزام القضائي و التردّد في اتخاذ أي قرار واضح. و في هذا الإطار أدانت أمريكا و العديد من الدول الغربية القرار و رفضت ما قضت به المحكمة الدولية، مما يدُلّ على أنّ وُقوفها إلى جانب إسرائيل ثابت لا يتغيّر و أنها لن تتخلّى عنها رغم كل جرائمها التي تقترفُها في حقّ الإنسانيّة، و أنها مستعدّة لإفشال كل قرارات المحكمة الجنائيّة الدوليّة التي أصدرت في حقها..
أمريكا و العديد من الدول الغربية الصديقة لإسرائيل تواجه و بكل قوة القضاء الدولي بإبطال قراراته الصادرة في حق مجرمي الحرب في إسرائيل لكون هذا الكيان هو الطفل المُدَلَّل لأمريكا و الغرب و لا يُمكن لأحد كيفما كان المَساس به و لَوْ تعلَّق الأمر بالقضاء الدولي، إسرائيل فوق القانون الدوليّ، تفعل ما يحلو لها دون أيّة مُحاسَبة و لا معاقَبة..
أمريكا من خلال تصرُّفها الجبان تُجاه القانون الدولي تقول للعالم أنّ القانون لم يوجد لِيُطبَّق على إسرائيل و مستحيل أن تُجرى بنوده على كيان تعوّد على خرق كلّ القوانين الدوليّة التي أصدرت في حقّه منذُ نشأة "الدولة العبريّة" عام ١٩٤٨. فقد تنصّلت إسرائيل من كل قرارات الأمم المتحدة التي ترمي إلى حقّ الفلسطينيّين في تقرير مصيرهم و إقامة دولتهم المُستقلّة و ذات سيادة، هذا التحدّي الصارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي راجع إلى الحماية الكاملة لأمريكا للكيان الصهيونيّ حتى من سريان القانون الدولي عليه لِكونِه، و بكلّ وُضوح، فوق القانون و لا يوجد في العالم من يُجبِره على الالتزام بمُقتضياته...