حرية الرأي تستغيث... فمن المنقذ
مصطفى بن عدي
اعتقل امس الخميس مدير نشر جريدة "المساء" رشيد نيني بتهمة لم يتم الافصاح عنها لحد الان بعد اصدار قرار بمنعه من مغادرة البلاد ووضعه تحت الحراسة النظرية.
هده الظرفية التي اعتقل فيها نيني تطرح اكثر من علامة استفهام، ظرفية حساسة جدا، في عز الحراك الشعبي الكبير بالمغرب، و في وقت مطالبة الشعب بإطلاق الابرياء في ملف "السلفية الجهادية"، وأكثر من دلك وهو عشية التفجير "الاجرامي" بمقهى أركانة بمدينة مراكش.
أمور لم تلتق بالصدفة أكيد، والقارئ بين السطور يمكنه ان يستوعبها دون التعبير عنها بكلمات واضحة... فما قبل تفجير مراكش، تطرق نيني لموضوع معتقلي العقيدة بطريقة فضحت المستور، خصوصا بعد الفيديوهات التي ظهرت على الانترنيت لمعتقلين داخل سجن تمارة وأبرزهم "بوشتى الشارف" الدي لم ينسى نيني الاشارة الى قضيته في احد مقالاته محاولا بذلك فضح الألعوبة التي تقوم بها الدولة لارضاء جهات معينة، والضحية من ذلك هو كل من يطيل لحيته ويبرز التزامه الديني في ظل سياسة التبعية العمياء، وبالتالي قد يكون التطرق لمثل هده المواضيع قد ازعج جهات معينة في البلاد إزعاجا قد يصل لحد الحرج.
اعتقال نيني هذا ، لا يمكن قراءته الا في سياق التضييق على حرية الرأي والتعبير، وفي سياق كبح جماح كل من يريد اظهار الحقيقة للناس مخافة ان تنكشف المؤامرات التي تحاك علينا ونحن مغمضي العينين.
الشعب اليوم، اصبح واعيا اكثر من أي وقت مضى، ولا يحتاج الى الرجوع للاعلام الموجه في بلادنا، بل أن الاقلام الحرة تتنامى يوما بعد يوم، والادراك الحسي للمواطن ينمو بعد كل وقت وحين ليتيقن انه مستهدف في حريته وعيشه الكريم.
وفي الاخير، الافراج عن نيني أمر يجب ان ينادي به الجميع، صحفيا كان او غير دلك، معجبا او معارضا، لانه ليس نيني الدي تم المساس به فقط، بل حرية الرأي بصفة عامة هي التي طعنت من الخلف ليتأكد بالملموس انه لا فرق بين مغرب ما قبل 9 مارس ومغرب ما بعده.