أرحمنا يا واتساب ! ... رسالة إليك سيدي !

أرحمنا يا واتساب ! ... رسالة إليك سيدي !

فوزي صادق

 

السيد واتساب بن ميديا المحترم .. تحية طيبة .. أعرف إنك تتقبل النقد فأرجوا منك تقبل شكواي :

حرام عليك يا واتساب ! يامفرق الأحباب ، إذ جعلت الأب منطوياً لوحده بغرفة ، والأم لوحدها بأخرى ، والأبناء كلاً لوحده ، وافترقت العائلة ، وأصبحت الأسرة في شتات ، والبيت لم يعد كما كان ، والهدوء يعم المكان كبيت الأشباح !

حرام عليك يا واتساب ! يا مثير المشاكل ، ويا مدون زلات اللسان ، إذ توقعنا دائماً بحرج حيص بيص ، ولايمكننا التراجع وسحب كلامنا بعد خوضه دهاليزك المظلمة الطويلة ، فلا فرصة عودة أو رجعة !

حرام عليك يا واتساب ! يا صنيع الخواجات .. نحن نعرف إنك عميل بني صهيون !  إذاً لم خربت البيوت العربية ، وجعلت الأب يكره إبنائه ، والزوجة تشك بزوجها ، والأم تلعن أحفادها ، حتى وصلت الشكاوي إلي المحاكم ، بحجة التلفظ والسباب وزلات اللسان ، ووضع الصور الخاطئة والغير مقصودة .

حرام عليك يا واتساب ، يامن خونت الأحباب والعشاق ، وهجر العريس خطيبته بعد أن أصطاد عليها أفكه ، أو ربما العكس ، اصطادت هي عليه وثائق الخطيئة .

حرام عليك يا واتساب ، فقد هيجت قلوب العرسان ، وأشعلت نار العرس بكل الوديان والخلجان ، ورميت أزواجاً بأحضان عرس جديد وفتحت بيوتاً لم تكن لتكون .

حرام عليك يا واتساب ، يا فضيحة لم تسبقها فضيحة ، وأخرجت المخفي والمطفي ، ولم يبقى أحد معفي ، وعريّت كل كتاب من دفـتيـّه ، وأظهرت العبق واللبق ، ولم يبق ناقوس يدق دون علمك في أرشيفك .

حرام عليك يا واتساب ، يا مفرق الملل والنحل ، ويا شارخ كل شرخ وفاضح كل جرح ، إذ لم تبقى سنية ولا شيعية إلا عجنتها وطبختها  وبقرتها وأظهرتها ونشرتها وأكلتها ، وعلى ظهورنا علقتها .

حرام عليك يا واتساب ، ياحارق قلوب الشباب والعذارى ، ويا مقلب الأوجاع ، ومثير الفتن والنزاع ، وكاشف الستر بكل البقاع ، فلم تبقى جميلة لم تبرزها ، ولاعارية لم تفضحها .

حرام عليك ياواتساب ، فقد جعلت كل الناس إعلاميين ، وكلهم صحفيين وكلهم مخبرين ، وكلهم مصورين ومترجمين ، والصغير يقرأ ما يخفيه الكبير ، والفضيحة أصبحت بجلاجل .

فرجاء كل الرجاء يا سيدي العزيز ، يا تاج فوق رؤوسنا.. يامن تنام معنا دون زوجاتنا ، ويامن تشاركنا أعمالنا ، ويامن تشغل عقولنا في السراء والضراء ، فنحن لا نستغني عنك ، وليس لنا بد من مجالستك ، فأنت الإدمان ، بل كل الإدمان .. فأصبحت قرين والأنس ومعلم الجنس ، وكل الماء والهواء لأرواحنا ، وعدل إكسسوارات الدنيا ، فكلها أمام كفتك سواء ، حتى شاركت بالوقت صلاتنا وصيامنا وحجنا ودعائنا.

 

فأرجوك سيدي .. أستر على ديننا ومذهبنا وأمتـنا ووطننا، وعلى سمعتنا وعرضنا وسياستنا وعاداتنا وتقاليدنا ، وشؤوننا وكل ماله علاقة بنا ، وخاصة ( أسرارنا مع أزواجنا ) ، فلم تترك صغيرة ولا كبيرة لم تظهرها لعدونا قبل صديقنا .

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات