وزارة الوفا: أهو وفاء أم وفاة

وزارة الوفا: أهو وفاء أم وفاة

جواد فهمي

 

. بعد 20 فبراير، خطاب ملكي تم الإعلان فيه عن سياسة جديدة وإصلاحات جديدة، كان من شأن هذا كله، تغييرات في البلاد منها انتخابات مبكرة، حملت السيد الوفا إلى وزارة التعليم وزيرا لها، حينها أعلن السيد الوزير في أول خرجاته عن إلغاء العمل ببيداغوجيا الإدماج ... بعدها انتظر الجميع البديل الذ سيقدمه الرجل الأول للوزراة .. تتوالى الأيام فإذا بها زيارات إلى هنا وهناك تثير ضجات وأستأذن لأقول في حقها ما قيل قديما ''جعجعة ولا طحين'' ولا يحتاج الأمر هاهنا إلى العودة إلى ذلك تفضيلا فيكفي ذكر بعض عناوينها لتستحضروا القصة وما فيها، فالرجل يعترف له أن عباراته تصل إلى القلوب والعقول فلا تفارقها، فلا أدري ألجمالها وحسن دقتها أم أن في الأمر شيئ آخر له علاقة ببركة السيد الوفا  ومدينة سبعة رجال... كان هذا هو البديل الذي حمله السيد الوفا للوزارة فبعد القضاء عن حق الإضراب بنهج سياسة الاقتطاع، رافعا شعار ''الأجر مقابل العمل'' وبعد الحسم في عدم تسوية وضعية حاملي الشهادات العليا بالإعلان عن مباراة لا زال يكتنفها الغموض في حيثياتها وضوابطها... كان  الرجل له موعد مع استحقاق وطني أظهر فيه جهدا غير معتاد للسيطرة على وضع هو للإنفلات أقرب لكن هيهات هيهات فاليد الواحدة لا تصفق كما يقال، لكن فوق الطاقة لا تلام فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها... ومما يزيد هذه الوزارة غموضا فبعد أن أصدرت جل الأكاديميات بيانا مرفوق بمطبوع لمتابعة الدراسة، استفاقت الوزارة فإذا بالسيد الوفا يظهر من جديد وكأنه كان به نوم عميق أو أصابته غيرة المرأة على حبيبها، فيصدر هو بدوره مذكرة في الشأن ذاته بمطبوع جديد!! محددا أيام قليلة لا تتجاوز الأسبوع ينبغي فيها للراغب في الاستفادة من الترخيص من ملئه وتسليمه للجهات المعنية، وهي الفترة ذاتها التي شهدت إصدارا لمذكرة الحركة الجهوية التي بدورها كان وقت صلاحيتها ساعات معدودة وتنتهي صلاحيتها !! مع العلم يا سادة أن نتائج الحركة الوطنية والتي يقتضي التفكير السليم أن تظهر نتائجها قبل الانتقال لما هو جهوي، لا زالت لم تظهر ولم تصدر وزارة السيد الوفا ولا بيانا رغم ما تعلمه أن رجال وزارتها لأيام وهم ينتظرون في كل لحظة وحين مولود هذه الوزارة الذي في الغالب ما يكون عاقا غابت عنه ملامح الرضا والأمان ...

          إنه زمن أصبح فيه من تسمى بالبشر مصدرا للسوء، ومن تسمى بالأمن والأمان فقيل في حقه أمينا أو أمينة مصدرا للكذب والتلاعب والخيانة، ومن قال أنا إسمي وفا عن ذلك أبعد للوفاة أقرب.

        

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات