فرعون مصري جديد من انتاج دمى "حركة تمرد اليسارية –العلمانية "

فرعون مصري جديد من انتاج  دمى  "حركة تمرد اليسارية –العلمانية  "

عبد الهادي وهبي

 

تتحمل حركة التمرد المصرية كامل المسؤولية في بحر الدماء المصري الحالي الذي  أدى إلى مجازر الجيش المصري المتوالية ، آخرها مجزرة يوم الجمعة 26 يوليوز 2013 ، و قتل حوالي  128 مصريا حرا ، تحت  قيادة الفرعون العسكري الجديد ، هل شاء القدر للمصريين أن يبقوا تحت مقولة '' كلما قضي على   فرعون  ، خلفه فرعون أخر أشد بطشا و قوة واستبدادا و ديكتاتورية ؟   و هنا اقصد الفرعون الأول  '' قبل الثورة  ، و الفرعون الجديد  هو عبد الفتاح  السيسي ، لان الرئيس الجديد المؤقت  لمصر بعد الانقلاب على الشرعية ، ليس إلا مجرد تابع  لسيده السيسي الذي هو مجرد تابع لأسياده في الغرب و إسرائيل .

      للجواب على السؤال لا بد من البداية من تأصيل الأزمة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية الحالية بمصر بعد أحداث 30 يونيو 2013  ، لابد من التأكيد على أن الشعب المغربي مع الشرعية السياسية ،وضد المؤامرة الانقلابية التي قادها الجيش ضد الرئيس الشرعي  الدكتور محمد مرسي ، الذي انتخب بطريقة ديمقراطية و نزيهة بشهادة الجميع  حتى  الاحتلال الصهيوني ، وهنا في المغرب سنواجه كل المتشردين و المتمردين الذي يردون الانقلاب على الشرعية الدستورية و الشعبية للحكومة المغربية الحالية . 

    و لكن لابد كما قلت من تأصيل ، كيف نشأ الفرعون الجديد – أي السيسي – ولنعود إلى ما قبل  المؤامرة الانقلابية  بأشهر قليلة جدا ، حيث قام فلول الثوار الذين وجدوا أنفسهم خارج اللعبة السياسية في مصر ، ولم يتمكنوا من الوصول إلى مقاليد الحكم و الكراسي السياسية ،و الوظائف العمومية ،و اعتبروا أن الإخوان اقتطفوا الثورة بين أيديهم ،وهم من خرج في البداية من اجل إسقاط نظام الفرعون الأول ( أي مبارك )  ، عندما بدؤوا يتجمهرون  ، ويعقدون تجمعات متفرقة في ميادين التحرير ، في نفس الوقت ، كان الرئيس المنتخب منشغلا في الإصلاح ، وكنس الفساد الذي تركه النظام القديم ،  توالت الأحداث ، فالتحق العلمانيون و اليساريون الذين لفظتهم الانتخابات الرئاسية ، كما يلفظ البحر الجثث الميتة ، فحصدوا الاصفار جعلتهم قلة قليلة في المعارضة ، أي لا قيمة لاصوا تهم داخل مجلس الشعب ، خارج اللعبة السياسية ، بشكل عام ، فانطلق هؤلاء الاصفار و أسسوا "  حركة التمرد المصرية  " ، أعلنوا عن مليونية في    30 يونيو 2013 ، لإسقاط الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي ، وجاء هذا اليوم ، و اجتمع فلول الثوار مع قلة من العلمانيين ، فولدوا السيسي ، جاء محملا بمرجعيات و بضغوطات أمريكية و صهيونية ، بعد امن ذاقوا  ذرعا بوصول الإسلاميين إلى السلطة ، و الكل يعلم تحركات السيسي ، ولقاءاته مع الوفود الأمريكية و الصهيونية قبيل القيام  بمؤامرة  العزل ، لتتحول مصر من جديد إلى  فوضى سياسية ، بعد ان كاد المصريون يحسون بالامن و الاستقرار و الحرية ، عاد من جديد حكم الفرعون ، و بعد أن اشتد الخناق على الكيان الصهيوني ، انفرج الوضع لديه ، و كلنا نعلم ان السيسي أغلق معبر رفح ، بعد ام فتح منذ أول يوم من أيام حكم الرئيس الشرعي لمصر محمد مرسي ، و كلنا نعلم الزيارة الأخيرة التي قام بها السيسي إلى دولة الاحتلال ، وعرج على الضفة الغربية و قطاع غزة ، هذه الزيارة مع الأسف الشديد ، هي طمأنة للكيان الصهيوني على ان زمن الإخوان و الإسلاميين انتهى ، ولا خوف على مستقبل  إسرائيل ، وان معبر رفح يوف يغلق ، ويتعود مصر الرسمية إلى مكانتها باعتبارها الراعي العربي لدولة الاحتلال ، في المقابل هدد الفلسطينيين في أرضهم ، بان مصر في عهد مرسي لسيت هي مصر في عهد السيسي  ، أي التهديد من جديد ، لطالما كان يهدد مبارك الغزاويين بالقتل في أية محالة لاقتحام معبر رفح طلبا للقوت اليومي من إخوانهم المسلمين في مصر ، ولا يسمح بمرور حتى الغذاء و الدواء

     اذا ، ما جاء بعد الانقلاب الذي قاده السيسي ، هو من أصل أفعال فلول الثوار و العلمانيين أي حركة تمرد التي تحولت الى  لتشريد المصريين من جديد ،و تمزيق الوحدة المصرية التي افتخر بها الجميع في ثورة 25 يناير  .

         من مواصفات الفرعون التي درسنا في التاريخ المصري هي ، القتل كأبشع صفة ، و التحكم في الجيش ،و تسخيره لخدمة أغراض شخصية بعيدة عن المصلحة العامة للدولة المصرية القديمة ،و حتى  في عهد الدولة المعاصرة حيث يستمر الفرعون في الحكم ، السيسي نفس المواصفات مع فارق الزمن فقط ، و الدليل على تواجد صفة القتل لدى الفراعنة ، عدد القتلة الذي تجاوز 23 قتيلا من الأبرياء المصريين من طرف مواطنين مصريين ،ولكن باللباس العسكري للسيسي ،و يقول لهم   --اقتلوا كل مولود يولد لهم ،و يخرج إلى الشارع مطالبا بإنهاء حكم العسكر أي الفرعون ،و عودة الحق لأصحابهم الشرعيين

  من صفات الفرعون أيضا ، التعالي  - أنا ربكم الأعلى-   و المصلحة الخاصة ، عندما خرج  فلول الثوار و العلمانيين يوم 30 يونيو 2013 ، و هم لا يمثلون من الشارع المصرية إلا النتفة ، سارع إلى الانقلاب ،و اليوم ملايين المواطنين في الشوارع لأزيد من 20 يوم يطالبون بالشرعية ، نجد السيسي يتعالى ، ويسلط جيوش الفرعون

        نقطة هامة و أساسية ،  ان مصر اليوم لا تزال تحت عباءة الأسرة الفرعونية  ، ومصر أيضا ظلت مجالا للعبرة لأولي الألباب ، هي مصر الآن  ، وهاهو الفرعون الجديد يسفك الدماء  ، إلى جد  الساعة أزهق أرواح  أزيد من 128  قتلى  ، وازيد من 4500 جريح ،  تضاف إلى 53 قتيلا  في يوم الانقلاب الماضي ، و العدد  في ارتفاع ، فرعون الماضي يقتل لسبب العبودية ،و الأخر بسبب قتل المعرضة ،و ها هو السيسي يقتل شعبه تحت ذريعة  - محاربة  الإرهاب – بمعنى انه يقول : كل من خرج ضد الانقلاب على الشرعية فهو إرهابي أي 40 مليون نسمة إرهابية يجب إبادتها 

        وخلاصة القول ، كان من الإمكان لحركة التمرد او التشرد المغربية ان تحقق بعض النتائج ،ولو استمراها في الحياة لأسبوع او اقل ، بدل الموت في يوم ميلادها ، لأنها اعتبرت حركة التمرد المصرية نموذجها الأول ، ولم تكن تضع في الحسبان ، ما الذي سيقع و يقع الآن  في مصر ، وأقول لرواد الحركة ، إذا توصلت بأموال من  الأعداء الداخليين و الخارجيين  ، فالأفضل ان تقتنوا بها الكتب لقراءة التاريخ و السياسة وبدل من أن تتحولوا إلى ببغاويين و ببغاويات ،و الشعب المغربي لن ولم يغامر بأمنه و استقراره ،و هو يرى الشارع المصري يلفي بسبب حركة تمرد المصرية ، العلمانيون أعداء الديمقراطية ، كانوا في البداية يقولون ان صناديق الاقتراع هي الديمقراطية ،و عندما وصل ندهم الإسلامي إلى السلطة ، صرخوا من جديد و اعتبروا ان صناديق الاقتراع ليست هي الديمقراطية ،و لا نعرف كيف نواجه هؤلاء سوى أنهم يمثلون حقيقة الفكر الماركسي و اليساري المتشدد .

      والذي يجب أن يعلم المغاربة الأحرار ، وليس أتباع الرياضي ،  منيب  وغيرهما ، أن المتزعمون لحركة التمرد اليسارية العلمانية  المزعومة  هو ليسوا شبابا على الإطلاق ، هو دمى و كزاكيز صغيرة و حقيرة للفكر العلماني البائد الماركسي الفاشل ، لان هذه الدمية الصغيرة المسماة كذبا و بهتانا شباب التغيير ، ليسوا إلا الطلبة القاعديين و الحمضيين ،و لوردات  الفكر الماركسي القاعدي في الجامعات و مقرات تجار حقوق الإنسان ، و الدليل على ذلك كيف  بحزب سياسي بعيد عن الشأن السياسي  التونسي ، و يصدر أحكاما  و بيانات يتهم حزب الفضيلة الإسلامي المعتدل الحاكم في تونس بالتورط في اغتيال العلماني محمد ابراهمي  

       و خلاصة أن وادي الدماء المصري ، قابل للانتقال إلى تونس حاليا ، و إلى أي دولة  أو شعب جر من طرف صغار العلمانيين داخل  "حركات  تمرد" ، و التساؤل المطروح الآن . لماذا انحصر الربيع العربي في ثلاثة دول من بين 24 دولة عربية  وهي مصر و تونس( و المغرب: : لان الشعب المغربي عرف كيف يقضي على انحرافات 20 فبراير و بعدها حركة تمرد و قيادة إصلاح سلمي حقيقي  ؟  لان  الغرب و العلمانيين وجدوا أن هذه الدول في الطريق الصحيح للتقدم و التنمية ،و بالتالي لابد من تحريف الربيع العربي إلى سنوات دموية .

      حركات  التمـرد المصرية و التونسية  مجرد رياح الخماسين ، سوف تنهي ،و انتم ايضا رياح الشركي  بالمغرب سوف تنتهي ،و يستمر الإصلاح الحقيقي و السلمي

 

 

 

 

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات