رسالة إلى "مايسة الناجي" و إلى قراءها...
مهدي الحبشي
"آفة الجهل، تكمن في كون من يملكونه متلهفين جدا لنشره". لا تحضرني الآن هوية صاحب المقولة، و لا حتى صيغتها المضبوطة، لكني وجدت فيها أفضل تعبير يمكن أن أفتتح به رسالتي هذه، الموجهة الى أولئك ممن يستغلون الجهل المستشري بين أفراد المجتمع لنشر أفكار مسمومة و مغلوطة و لا أساس لها من المنطقية، أفكار تستمد شرعيتها من قلة علم من يقرأها و يقتنع بها...
إلى الكاتبة "مايسة سلامة الناجي"، التي شاركت ذات يوم "علمانيي الرذيلة"، كما أسمتهم، أفكارهم "الحداثية الشيطانية". و التي كانت تنتمي إلى جماعة "المتبرجات" اللواتي لا يرتدين الحجاب، و اللواتي أفتت مؤخرا ببطلان صيامهن... مايسة التي أفحمت بقوة الحجة الساخرة أحد حلفاءها اليوم، حينما اعتبرت "مستقبل بلدها"، أهم من "شعر رأسها العاري" كما روت لنا بنفسها في أحد مقالتها أيام العري و التبرج، و الانتماء للـ"علمانجيين". من كان يحب مقالاتها و أفكارها آنذاك، و أنا واحد منهم، يعرف أن مايسة انقلبت إلى ما هي عليه الآن بالتحديد إبان الحراك العربي و تصاعد مد الإسلاميين في دول الثورة، و خاصة مع امتداده إلى المغرب عن طريق صعود "إسلاميي" العدالة و التنمية إلى السلطة... صدفة ؟ لا أحد يدري... أ هي توبة نصوح خالصة لوجه الله ؟ أم ركوب على الموجة ؟ أم تكون مصادر التمويل تغيرت بما يقتضي تغيير منظور الشخص لمحيطه ؟ لست أدري، و لا يهمني أن أدري، و عموما أنا لست هنا لمناقشة شخصك، إنما لمحاكمة أفكارك الجديدة... أعلم أن كل ما سأقوله في مقالي هذا قد سبق لك و سمعته و اطلعتي عليه، بل و دافعت به عن آرائك و توجهاتك السالفة، لكن لا بأس بالتذكير، فالذكرى تنفع المؤمنين، و كذا حرصا مني على بذل جهدي قصد تنوير الرأي العام و خاصة قرائك الأعزاء الذين نجحت في سرقة اهتمامهم بذكر اسم محبوبتهم في عنوان مقالي هذا ...
منذ مدة، صار شغلك الشاغل هو مكافحة الفكر العلماني، و صرتي تشنين حملة شرسة لا تخلو من العنف اللفظي الفظيع على هذا الفكر الذي أنتجه أشخاص من قبيل : فولتير، سبينوزا، جون لوك... و أين نحن من هؤلاء ؟ و أصبحتِ من دعاة تطبيق "الشريعة"، و العودة إلى نظام "الخلافة" و تطبيق "الحدود". طيب، دعينا نسافر إلى عدد من الدول التي تطبق الشريعة و الحدود : السودان الذي أصبح بفضل تطبيق الحدود و الشريعة دولتين، تفردت الجنوبية بكل ثروات البلاد الطاقية و تركت ثروة الشريعة للشمال المسلم. أفغانستان، خراب و حرب و دماء و قطع لأنوف النساء اللواتي يهربن من تسلط أزواجهن باسم الإسلام و الشريعة، و شعب ضاق ذرعا بهذا الوضع، و أم ترجم حتى الموت أمام عيني طفلها الذي بالكاد لم يتجاوز 10 سنوات و عيناه غارقتان في الدموع... و كله من أجل "إرضاء الله". المملكة السعودية، هل تعلمين يا مايسة أن النساء مثلك في السعودية غير مسموح لهن بقيادة سيارة ؟ و ذلك باسم الشريعة... هل تعلمين أن مفتي المملكة يعتبر كل من يعارض الملك هناك زنديقا كافرا ؟ باسم الإسلام... هذا دون الحديث عن المسألة البديهية و التي لا تغيب عن ذهن أحد : كل هذه الدول متخلفة و نسب المعضلات الاجتماعية بها هي الأعلى عالميا... أما الآن فسآخذ القراء الأعزاء في رحلة إلى الدول العلمانية، و لن أذهب بعيدا إلى ألمانيا و اليابان و الولايات المتحدة... بل سأبقى فقط في حدود دول "الحضارة الإسلامية"، حتى يتسنى لي ضرب عصفورين بحجر واحد، أولا، دحض فكرة أن الإسلام و العلمانية عدوان لدودان و خطان متوازيان لا يلتقيان... و في نفس الوقت إبراز ما مدى تقدم المجتمعات العلمانية القريبة منا، نسبيا بالمقارنة مع دول الشريعة المذكورة سلفا، و لعل النموذج الأكثر وضوحا بحيث لا يترك مجالا للشك هو تركيا، دولة مسلمة بالغالبية العظمى من مواطنيها، و لها تاريخ عريق مع "الخلافة الإسلامية" أيام العثمانيين حين كان الأتراك أسيادا للعالم في العصر الوسيط. لكنها اليوم دولة علمانية دستوريا و حتى في ممارستها السياسية، و أتحدى أي شخص أن يأتيني بنموذج لدولة "اسلامية" واحدة، متفوقة تنمويا و سياسيا على تركيا ؟ لا يوجد طبعا، و بما أنني شاركت في عدة نقاشات علمانية-إسلامية، أعرف أن البعض سوف يحاول تذكيري بدولة الخلفاء الراشدين و الدولة الأموية و العباسية ... آسف يا عزيزي، حجتك مضروبة، لسنا في عصر الخيل و الليل و البيداء العباسي و الأموي، انه عصر الطائرة النفاثة و سرعة الضوء و المدينة التي لا تنام... عصر البورصة لا عصر بيت المال، عصر المعاملات المصرفية لا عصر الزكاة و الخراج، و إن من يحاول الخروج عن منطق العصر، مصيره الركود و التخلف في شتى مناحي الحياة.
إذن فما سر خراب الأوطان ؟ علمانية تركيا أم شريعة أفغانستان ؟ و مع ذلك أراك تتهمين العلمانية بأنها سبب "البيدوفيليا و خراب الأوطان"، إنني لن أطيل في الرد على هذا الكلام الذي لا يحمل أي تبرير منطقي، فيكفي أن الدول العلمانية تضرب بيد من حديد على من يغتصب أطفالها، و دولتنا الاسلامية قد عفت عنهم و تركتهم يغادرون البلاد بجرمهم البشع، لكن الأهم من ذلك أنه يوم وقعت الواقعة، معظم الفصائل و الشخصيات التي خرجت للتنديد بالأمر هم من العلمانيين، أما الوجوه الاسلامية، فاكتفى بعضها بالتزام الصمت كما فعل بنكيران، و فضل آخرون نعث الشرفاء الذين لم يرتضوا لأطفالهم المهانة بـ "العاهرات"، هذه الحادثة عرت في الواقع عن معدن العلمانيين و معدن الإسلاميين و فضحت من فضحت، لأن الإنسان يعرف بمواقفه لا بديانته و إيديولوجيته.
ختاما أيتها الأخت، أحب أن أذكرك أنه لو طبقت الشريعة فان أبسط حقوقك كامرأة سوف يكون مصيرها الزوال، و من بينها حقك في الكتابة و الظهور و التعبير عن رأيك، لأنك في نظر فقهاء الشريعة ما أنت إلا "عورة و فتنة و ناقصة عقل و دين..."، و سأعود لأستدل على قولي هذا بالمملكة السعودية التي تحرم على المرأة حق قيادة السيارة كأحد أتفه الحقوق، في حين بلغت نساء الدول العلمانية كبرى المناصب السياسية و صرن يقدن المراكب الفضائية لا فقط السيارات ...تعقلي يا أخت مايسة و دعيك من الخطاب الشعبوي و العاطفي الذي ليس من شيم الصحفيين و الصحفيات، و آمل أن لا أجد نفسي ذات يوم أتمنى تطبيق الشريعة فقط لأرتاح مما تكتبين.
khalid
وجة نظر
أول شئ اريد ان اعرف انت مع من ولصالح من تكتب هذه التفاهة ولماذا تقحم الاسلام في تعليقك نعم هو لايغدو مجرد تعليق من التعاليق التي يكتبها كل من بعلقون على صاحبتك التي اتهمتها وعتها بكل ماهو قبيح ولكن لاتنسى ان تربيتك علمانية وتفكيرك متحجر واستغرب ان اسمك فلان لما لاتكون ماريو او رماريو وهانينا اذا كان بينك وبينها شئ فاترك الاسلام جانبا ووالله لن تنجو من تعليقك هذا والله يمهل ولايهمل وعليك لعنة الله اذا لم تتب الى الله
عبد الله
لغة مليئة بأخطاء تلاميذ الابتدائي
عليك أيها الكويتب أن تراجع قواعد اللغة العربية من مستوى الابتدائي. هذا إن كنت تعرفها أصلا. النموذج هو '' صرتي'' . لا أعرف لماذا يتجرأ بعض المراهقين على اختيار مواضيع أكير من حجمهم و هم لا يجبدون حتى اللغة التي يكتبون بهــا.
منعم
جواب
اسمع أخي مالك تضرب لنا المثل بالسعودية وكأنك لا تدري ما السعودية وأكيد أنك لا تدري أما اﻹسلام فهو نزيه ومتنزه من أمثالك حتى تحكم عليه أنه لم يظمن حق االعباد سواء إناتا أو ذكرانا فكلامك مردود عنك حتى تتقف نفسك دينيا وتدري ما ااﻹسلام لا أدري لمذا يأتي كل من هب ودب يتجرؤ على هذا الدين ابحثوا لكم عن ديانات أخرى غيره وخوضوا فيها كالدين خاضوا
yanik
espagne
meme s il n est pas un écrivain ni un journaliste mais c est un marocain qui aime son pays , Maysae a montrer son vrais visage elle défendait non pas la liberté d expression ,ni la liberté de la femme , ni meme pour la prospérité de Maroc , mais elle reve la pauvre d un pays islamique , elle rève avec ceux qui ont comme elle , d un pays comme Afghanistan de détruire l histoire et le future de Maroc .
سعيد بورجيع
خلط الأوراق من النفاق.
مقالك هذا غير منصف لا للعلمانية ولا لشريعة... باعتبار تقديسك للأولى بتجسيدها في النموذج التركي متناسيا كوارثها في تونس ما قبل الثورة، ومصر عبد الناصر والسادات ومبارك... وتبخيسك للثانية بتجسيدها في السودان والسعودية متناسيا الإجهاد عليها منذ سقوط الخلافة العثمانية، وسقوط غرناطة إلى يوم الناس هذا! أما ما بينك وبين الكاتبة مايسه فأترك لها حق الرد لكونها أقدر وأجدر بذلك.