إلى متى؟

إلى متى؟

عادل بناصر

 

سلام و ألف ألف تحية إلى القراء الأعزاء و أشكركم على ملاحظاتكم و انتقاداتكم و التي أعلقها قلادة على صدري ’ و انتقي منها البناء الهادف. حقكم في الاختلاف معي مكفول بحق ما نتقاسم مما يبدع القلم ’ و لكم كل الحق أن تختلفوا معي شريطة أن يكون التعبير بشكل لائق لا يدخل العواطف على الخط و الإدلاء بالحجج و سلك سبل السلام في حوار يرتقي بنا جميعا نحو ما هو أفضل.

كتابتي الأخيرة التي حملت دعوة من صميم القلب و صمامه إلى المسيرة المليونية ليست سوى تعبيرا عن الحق ’ فمتى نتعلم أيها الأفاضل أن نقر بالحق و نزكيه ’ فعادة ما ننتقد و قد يشتم البعض أحيانا كل من يدمر هذا البلد أو يسعى في خرابه دونما أي حساب لما قد يترك ذلك من أثر سيئ في النفوس. بنفس القاعدة لابد أن نمدح من يستحق المدح’ فقد يسخر البعض لم نمدح جلالة الملك؟ متحججين بلفظ " اللاجدوى " ... أعلم أن الملك لا يحتاج كلماتي و لا دعوتي إلى المليونية ’ فحبه ملك القلوب رأفة و رحمة و مودة لا غصبا و لا قهرا ’ لكن في ذلك توطيد و تزكية لهذا الحب المتبادل بينه و بين رعاياه الأوفياء ’ فكلمة الحق أقولها و لا أخجل من ينكر مجهوده الجبار منذ أن تولى مهام هذا البلد ... تذكروا أيها الأفاضل أن كما نجيد - نحن المغاربة و عموم العرب - الشتم و القذف لابد أن نتعلم التثمين و التزكية و المدح لمن يستحق.

معلوم داخل حقول علوم التربية أن الطفل كما تعاقبه و ترفع صوتك - رغم انه مكروه جدا - عليه في حال قيامه بسلوك غير لائق ... بنفس القدر لابد أن تحضنه و تشجعه لما يقوم بفعل حسن _ و للمتخصصين أن يدلوا بدلوهم في المجال لان المقام هنا مقام تمثيل و شرح فقط - . دعوتي هي إلى تمديد هذا الحب من باب تأكيده خصوصا أن في هذه اللحظات التاريخية بدأ يتسلل إلى الأذهان مفهوم التمرد ’و شاهدنا الكثير ممن يكرهون النظام فقط لأنه ملكي خارجين ثائرين مبتعدين عن سنة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه و سلم رغم أنهم يتشدقون بالسنة و القرآن و هم بعيدين تمام البعد عنهما ’ فالنصوص الواردة لا تدع مجالا للتأويل بأحقية الخروج عن الحاكم في أي حال من الأحوال- حيث يقيم الصلاة في رعيته-. فاستيقظوا أيها المغاربة الأعزاء لما يحاك لكم في الكواليس ’ التفوا حول ملكم و أميركم محمد السادس - نصره الله - حتى نتجنب الفتن . فلكم أن تدققوا أيها الأذكياء من يخدم هذا الهرج و المرج القائم حاليا بالمنطقة ؟ لكم الجواب أيها الأذكياء .

فهل بغير الخطوة و الجرأة التي نحاها الملك محمد السادس - نصره الله - في خطاب مارس التاريخي كنا سنكون في هذه الحال ؟

لكل الأذكياء أن يناقشوا و يمحصوا و يفكروا ’ أيقظوا إخواني عقولا تخدرت ’ هاهي نفس الخطة و المصيدة وقع فيها المصريون ’ يا لا الغباء مصر تنحو منحى العراق و الغريب بنفس الأسلوب ’ و الغبي من يلدغ من الجحر مرتين.

كونوا مع ملككم صفا واحدا و شدوا أيادي بعضكم بعضا أيها المغاربة فمسيرة الإصلاح مشتركة بين الحاكم و المحكوم عبر التاريخ.

دعوتي إلى الخروج للتعبير عن حب الملك ما هي إلا دعوة للتعبير عن هذه المحبة و تثمينها لتتوطد العلاقة في أذهاننا جميعا حتى تندحر أحلام هؤلاء المرتزقة الذين يسعون إلى هدف واحد فقط و هو زعزعة النظام العام لا غير ’ دونما أي حساب لحرمة دم المسلم و عظمة حقه عند الله يوم لا ينفع لا جماعة و لا شيخا و لا عالما مضلا و لا ... إلا من أتى الله بقلب سليم ... هذه المحبة من حقها أن تظهر للناس و أن ترسخ في عقول الجميع حتى لا يدخل غاسلي الأدمغة ليثيروا شعبنا كما فعلوا في دول الجوار ’ فالخطة منذ عهد صدام صارت واضحة فلا تقفل قنوات دماغك و فكر قبل الكلام و فكر قبل القرار و تحمل مسؤوليتك أمام الله يوم لا ينفعك أقوال كل من ظلك :

 ۝إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ -البقرة166-۝

فتعالوا لنبني جميعا هذا الوطن و لنتعاون حتى نوصله بر الأمان فتركة الماضي ثقيلة’ لنضع يدا في يد فكلنا مسئول على قدره ’ و لنتذكر نجاح الحضارات بحاكمها و محكومها.

و أختم لكم بما كتبته منذ مدة في الذكرى الثانية لانطلاق شرارة في القطر السوري الشقيق و التي لنا فيها ألف ألف ألف آلاف آلأف دليل فأين العقل ؟ و أين الحكمة . أيقظوا العقول النائمة ’ فإلى متى؟؟؟

 

 

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة