اصلاح التعليم بين تطلعات هؤلاء ...و....نوايا اولائك

اصلاح التعليم بين تطلعات هؤلاء ...و....نوايا اولائك

نصر الله البوعيشي

 

             يعتبر التعليم بالمغرب القطاع الاكثر جدلا من  بين باقي القطاعات الاجتماعية الاخرى  كما انفرد   وزير التربية الوطنية الحالي من بين جميع الوزراء الذين تعاقبوا على على هذه الوزارة بأسلوب   تدبير  خاص  اعتبره البعض  ارتجاليا  فيما  صفق له البعض  الأخر واعتبروا قراراته  جريئة وغير مسبوقة  كضمان أجواء شفافة للحركات الانتقالية الثلاث و  سحب البساط من تحت ارجل النقابات التعليمية في كثير من الملفات  وتقليص استفادة  التعليم الخصوصي من الرأسمال البشري العمومي و  الغاء مهزلة كزافيي روجرز/ بيداغوجيا الادماج واعلان  فشل  البرنامج الاستعجالي  ،   و فضح  الأشباح و الكشف عن محتلي السكنيات العمومية .

       كما  اعتبر البعض الوزير الحالي  اسوأ من حمل هذه الحقيبة الملغومة  في تاريخ المغرب وكان مثار كثير من الإنتقاذ اللاذع احيانا  بسبب  خرجاته وقفشاته وردوده المثيرة للضحك أحيانا وللسخرية احايين كثيرة  وانفراده  باتحاذ قرارات مصيرية دون استشارة باقي الفرقاء والشركاء  و إجهازه على حق الترقية بالشهادة ومنعه الصريح  نساء ورجال التعليم من متابعة أو استكمال  دراستهم  الجامعية واقتطاعه  من رواتب المضربين من رجال التعليم وتعنيفهم أمام وزارته  و جعل أيام الإضراب غير مدفوعة الأجر في سابقة خطيرة في تاريخ المغرب الحديث واغلاق باب الحوار في وجه ممثلي الشغيلة التعليمية  .      

          فهل  ما قام به الوفا - بغض النظر عن اختلافنا او اتفاقنا معه -  يدخل في صميم إصلاح المنظومة التربوية ؟ قطعا  لا ،  لأن ما قام به - في اعتقادي-  مجرد اجراءات إدارية روتينية كان يجب ان نكون قد انتهينا منها منذ زمن بعيد , فلا الوزير ولا حتى الحكومة برمتها  قادرة على اصلاح منظومة التعليم المريضة ،  لسبب بسيط  : لم يسبق لاية حكومة بما فيها الحالية ان  تقدمت بأي مشروع  للنهوض  بهذا القطاع  بل يكتفي الحزب الذي تؤول إليه حقيبة  التعليم   بتبنى  المخططات والبرامج  التي تضعها اللجن والمجالس المعينة  والمناظرات وغالبا ما تغادر الحكومة -إذا قدر لها أن تصادف واحدا من هذه المشاريع والمخططات-   دون ان تنهي ما شرعت في تنفيذه ،  ووزير التربية الوطنية - وهذا ليس دفاعا عن الوفا ولا عن  غيره - ليس مسؤولا عن اصلاح المنظومة التربوية لأن دوره  ينحصر  في تدبير ملفات من قبيل  الترقيات والحركات والنزاعات والتعيينات  فيما يبقى جوهر القضية  بين ايادي جهات اخرى بعيدة عن الانظار وفي مأمن عن المساءلة والمحاسبة .

        هذه المرة لم يات الانتقاد من نساء ورجال التعليم وخصوصا العاملين  منهم في مجال الصحافة الورقية             او الالكترونية والذين يريد الوزير الوفا ان يحصي انفاسهم بل وراسل المسؤولين الجهويين في شانهم،  كما لم يات الانتقاذ من الهيئات النقابية ولا من مختلف شركاء المدرسة ،  بل جاء على لسان اعلى سلطة في البلاد  بمناسبة  "ثورة الملك والشعب"، فقد جاء الخطاب الرسمي لهذه المناسبة  محملا المسؤولية كاملة للحكومة الحالية في فشل تعزيز المكاسب  التي تم تحقيقها و التراجع عن المخططات السابقة  وانفراد الوزارة باتخاذ قرارات مصيرية دون  إشراك      أو تشاور مع الفاعلين المعنيين ....

          وبعد هذ الانتقاذ الحاد  واللاذع  سيكثر المنظرون والمحللون والمهتمون والمختصون بقضايا التعليم واشكالاته , وستكثر الكتابات والخطب الرنانة وسيجتمع المجلس الأعلى في تركيبته القديمة  والذي لم يقدم ولم يؤخرطيلة فترة انتدابه السابقة اللهم ما كان من بعض التقارير التي يعلم الله  مصيرها ،   وسيقرر في أول اجتماع  له  تحت رئاسة  المنعم علي بهذا المنصب السامي ، تعميم   بيان  يثمن  فيه ما جاء في الخطاب الملكي من توجيهات نيرة  وسيعتبرها  خارطة الطريق لاشتغاله  وبعد ان تم ايقاظه من  سبات عميق  ، سيقرر المجلس بعد اجتماعات  و مشاورات ولقاءات  ماراطونية  ان الوضع التعليمي كارثي   وسيدعو الى مناظرة وطنية لاصلاح التعليم على غرار مناظرات افران الاولى والثانية  و سننتظر ان تسفر اشغال مختلف اللجان المنبثقة عن هذه  المناظرة  عن عشرية اخرى لميثاق  جديد لاصلاح التعليم يضاف الى بلماريس المخططات والعشريات السالفة وستكون مناسبة لتطفو وجوه جديدة على السطح تتحين الفرص للإنقضاض على المناصب  .وستسخر للمخطط الجديد  - كما هي العادة دائما - ملايير الدراهيم من احوال الشعب  وسيكون مصيرها كمصير الإمكانات والوسائل المخصصة للبرامج والخطط  السالفة ،

           لقد مل الناس ومنهم  نساء ورجال التعليم بجميع أصنافهم  باعتبارهم حجر الزاوية في كل اصلاح وليسوا فقط اذوات للتنفيذ من سماع هذه الاسطوانة المشروخة  التي تعاد على مسامعهم   بعد كل عقد من الزمن .

         فنتائج السياسات التعليمية المتبعة في بلادنا منذ الإستقلال شاخصة أمامهم   ببرامجها وخططها التي تركز على الكم  وعلى  تحقيق  نسب كبيرة للتدفق ،  واصبح  التلاميذ  ينتقلون من قسم الى أعلى بغض النظر عن مستواهم  و  كان  ذلك - مع الأسف الشديد -على حساب  الكيف /الجودة ، وترتب عن ذلك ظهور ظواهر زادت الطين بلة  فقد اكتظت الأقسام  وارتفع مؤشر التسرب  واستفحل العنف  وتحولت المؤسسات الى بورصة لبيع وشراء النقط   واصبح الهدف  المنشود الحصول على  تلك الكارتونة/ الشهادة بأي ثمن  .

          من حق الناس الذين تمكن منهم اليأس بعد كل هذه النكسات  المتتالية ان يتساءلوا : هل توجد  فعلا رغبة صادقة  نابعة من حب هذا الوطن   للنهوض بقطاع  التعليم ؟؟  ام ان الامر لا يعدو ان يكون زوبعة في فنجان ؟ هل يمكن الحديث عن اصلاح التعليم دون اصلاح بقية المجالات  الحياتية الاخرى ؟ هل يمكن الحديث عن اصلاح التعليم دون تفعيل المؤسسات الديمقراطية ووضع الآليات الفعلية للمراقبة والمحاسبة ؟

       لقد جرب الناس  النوايا الحسنة وتبين لهم  انها لا تكفي امام اصحاب النوايا السيئة المبيتة  لأولائك  الذين توكل إليهم مهمة الإصلاح , فهل سننتظر  - كالمعتاد - اصلاحا  ضوليا ( نسبة الى النعجة ضولي )  مستنسخا من تجارب الاخرين دون مراعاة لتاريخنا ولتراثنا و لثقافتنا و لديننا  ولتقاليدنا ؟ هل سيوكل اصلاح المدرسة المغربية – كالعادة-  الى  أناس لم يسبق ان وطأت اقدامهم لا هم ولا ابناؤهم  ارض المدرسة العمومية ؟  هل يمكن ان نثق في أي  اصلاح  يساهم في وضعه من يعتبر  تغيير  البرامج و المناهج مجرد صفقة تجارية و مجرد معاملة تجارية تنتهي  رقما في حساباتهم البنكية  ؟  كيف سيكون الأصلاح  الذي ننتظره  ممن يعتبر المغرب محطة للاصطياف ومعبرا لتحويل الاموال نحو حسابات قي دول الإقا%

عدد التعليقات (1 تعليق)

1

كسر الخوف د...ك

المتوازية الرباعية للتربية والتكوين

{ المتوازية الرباعية للتربية والتكوين } اساسي ثانوي جامعي المحور التربوي " لغة عربية – تربية اسلامية – تربية وطنية المحور النهضوي " فيزياء – كمياء – علوم طبيعية – رياضيات المحور التقدمي " لغات – فلسفة – تاريخ – جغرافيا – فلك المحور التاهيلي " تكوين مهني – تكوين تكنولوجي – تكوين تقني فندقة – حرف – مسرح – موسيقى – تشكيل والرسم عالي نظري عالي تطبيقي الباب الاول " الفصل الاول " تقسيم المناهج حسب اسلاك التدرج التعليمي تتكون المتوازية من اربعة محاور تعليمية كل منهم مستقل عن الاخر من حيث المواد الملقنة، وينقسم كل محور الى اربعة اسلاك من التدرج التعليمي 1-اساسي { ابتدائي- اعدادي} 2-ثانوي 3-جامعي 4-عالي الفصل الثاني تقسم السنة الدراسية على الاربعة محاور بالتساوي ، بحيث يخصص اسبوع كامل لكل محور بالتناوب في كل شهر من السنة الدراسية عبر مختلف الاسلاك الفصل الثالت يخصص الاسبوع الاخير من كل شهر لاجراء امتحان التثبيت في جل مواد المحاور الاربعة الفصل الرابع يستغل استاذ كل محور الاسبوع في تلقين كل فصل اكبر كمية واجودها من المعلومات في مواد محوره على ان يمتحن تلامدته في اخر الشهر لتثبيت الحصيلة الفصل الخامس تتكون السنة الدراسية من اربعة دورات كل دورة مدتها شهران ونصف الشهر الفصل السادس يجرى امتحان دوري يحتوي ملخصا عن المواد الملقنة خلال الدورة الواحدة عبر مجمل المحاور ، وذالك في كل اسلاك التدرج التعليمي الفصل السابع في اخر السنة الدراسية يمتحن كل فصل في ملخص الدورات الاربعة في جل المحاور ، ويعتبر الامتحان السنوي اختبار حصيلة ، بحيث يساوي في تنقيطه معدل دورتان كاملتان الفصل الثامن تتكون السنة الدراسية من اربعة دورات مدة كل دورة خمسة وسبعون يوما _تمنح عشرة ايام كعطلة دورية ، وثلاتون يوما كعطلة سنوية الفصل التاسع باعتبار المراحل العمرية للتلميذ ، يتعين التدرج في نوع المعلومات الملقنة في مجمل المواد المكونة للمحاور الاربعة الفصل العاشر مرورا بمراحل التعليم الاساسي في شطره الابتدائي، نكتفي بتعريف المواد ومكوناتها وعناصرها ، في تدرج يسمح للتلميذ باكتشاف كل العناصر والتعرف عليها حتى يستطيع رسم صورة لكل مادة بخياله الصغير والبسيط الفصل الحادي عشر خلال المرحلة الاعدادية من السلك الاول ، نعد التلميذ للتفرغ في المواد واكتشاف اسرارها وتمكينه من قواعدها واليات فهمها الفصل الثاني عشر عبر سنوات السلك الثاني يتم اختبار معارف التلميذ في التعامل مع كل مادة ، ومدا قدرته على الخلق والابداع باستعمال المعلومات التي تم تمريرها اليه خلال السلك الاول الفصل الثالت عشر من خلال السلك الثالت يتم اكتشاف مدا قدرة الطالب على تفعيل المحصول التعليمي والتربوي والتاهيلي في حياته اليومية، ومحاولة معرفة قدراته على فهم الترابط بين الحصيلة الفكرية والواقع المعاش الفصل الرابع عشر من خلال السلكين الثاني والثالت ، سنكتشف لدا التلميذ نبوغا في مواد معينة عن غيرها ، وبالتالي نستطيع صقل مواهبه وتوجيهه نحو التخصص عند السلك الرابع الدي سنحاول من خلاله اعطاء الطالب فرصة الاطلاع على مستجدات العلم ، واهم الابتكارات ونحاول تعريفه على طرق التوصل اليها ، وبالتالي سنشجعه على محاولة تفعيل معلوماته لاجل التنافس والابتكار، انطلاقا من التقليد والاقتباس وعلى الدولة في هده المرحلة ان توفرله كل الوسائل التي يحتاجها في توسيع بحثه سواءا كان نظريا اوتطبيقيا، حتى تتمكن من جني ثمار الجهد الدي بدلناه جميعا في تكوينه واعداده ، ليواصل بحثه الطويل في عالم المعرفة الفسيح وغير المحدود الفصل الخامس عشر ليس الهدف من التعليم حشو عقول التلميذ باكبر كم من المعلومات المتجاوزة ، بغرض اجتياز الامتحان والانتقال من فصل لاخر ، لكن يبقى التعليم سياسة يلزم التخطيط لها بهدف انتاج اجيال من الخريجين تحمل مفاتيح الحلول للمعظلات الملحة على الساحة الوطنية لقد حاولت المتوازية تعميم المواد الاساسية والضرورية على مدى الاسلاك التعليمية ، بغرض احداث توسع في دراستها وتخصيص اكبر حيز من الوقت للتلميذ كي يلم بالمادة ، وذالك لغرض فهمها بطريقة معينة ، لاننا نحتاج ان نفهم كل العلوم بطريقتنا الخاصة ، بغرض استعمالها في ابتكار الاساليب الملائمة لوضعنا الخاص لنخرج من المازق الدي تحاول العولمة وضعنا بداخله. ان الاقتصار على نوعان من الشعب العلمية ، مند بداية السلك الثاني تجعلنا ننتج صنفان فقط من الخريجين { علمي-او ادبي} كل منهما تم حشوه بكم هائل من المعلومات ، دون اكتساب المهرات التي تتيح للطالب اليات العمل والاستنباط حتى يستطيع تسخير المحصول الفكري للتاثير في واقعه المعاش ولهدا حاولت المتوازية تعميم دراسة كل المواد بنوعيها اضافة الى المحور التاهيلي ، عبر الثلاتة اسلاك من التدرج التعليمي كي تمنح للطالب فرصة اكتساب المهارات اليدوية والفكرية ، ليستطيع تحديد التخصص من بين شعب المحاور الاربعة اما نظرية او تطبيقية، مما سيمنح بلادنا فرصة تكوين علماء مشبعين بالاخلاق والقواعد واسس العلوم التي تعتبر المفاتيح الرئيسية لفك شفرة التخلف ومحاولة الانتقال بالبلاد الى صفوف الدول المتصنعة اعتمادا على قدراتها الداتية والبشرية . الفصل السادس عشر نقترح لانجاح هده المتوازية ادماج التكوين المهني الى وزارة التربية والتعليم لتصبح وزارة التربية والتكوين المهني والتقني يبقى نجاح التعليم رهين بانخراط نقابات التعليم في العمل على تطوير المناهج والاساليب كقوة اقتراحية متخصصة ، والدفاع باستماثة عن مقترحاتها ، وعدم الاكتفاء بالعمل على تحسين ظروف رجل التعليم فقط، وكما يقول المثل { اهل مكة ادرى بشعبها...}

2013/08/27 - 10:18
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة