إخطار حول ترسيم الأمازيغية في المغرب : بين الجبرية الإلهية للعربية و الأمازيغية كنبع ثراتي

        إخطار حول ترسيم الأمازيغية في المغرب :  بين الجبرية الإلهية للعربية و الأمازيغية كنبع ثراتي

 

ذ. ربيع ورياغلي

         إن العربية لا تشكل أي مشكل للمسلمين المغاربة , و إن دور الإسلام كانت لغة تدبير شؤونها من طرف الخلفاء و الأمراء و الولاة هي العربية ,التي تكلم بها الله في القرآن وحيا ,فالذي يرى للعربية شأنها المخصوص لها بالإله لأكيد بحكمته يعلم ضرورة أن تظل لغة سائدة حتى في ديار الأمازيغ لأنها لغة ديننا ونفهم بها مقاصد الوحي و إرادة الله, و ان تظل اللغة الرسمية للبلاد, وهذا و لأن الامازيغية معطى ثقافي و شعبي و تراثي و تاريخي  ليس من المناسب  إدارة الظهور عنه ولكي لا يكون  إجحاف  أو أي شكل من أشكال الإقصاء  و النفور الثقافي للغات الأمازيغية   فإنه من صميم الحكمة في تدبير الشأن العام للبيت المغربي  أن يكون هذا المكتسب الثراتي هو اللغة الثانية في المنظومة الإعلامية و العلمية  وباقي الفضاءات المدنية, أما اللغة الإدارية فآلة تواصلها  يجب أن تعرب وان  يثبت على أن تبقى القرارات العمومية السياسية و القانونية تصدر رسميا بالعربية فعملنا من ديننا و اقتصادنا من ديننا و ديننا يتكلم باللغة العربية ,و الأمازيغية تراث لا يجهل و لا ينفى من العقول ولا يغيب يبقى حاضرا كمكون علمي و كمكون ثقافي واجتماعي.

     و من هذا المنظور و كإجراء عملي يلقي بظلاله على مشروع لغوية الأمازيغية رسميا كلغة يحاور بها المغرب العالم  كما تقدم بذلك بعد المتحركين في هذا الصدد اندفاعا فلا أرى هذا يعكس هويتنا الإسلامية و تاريخنا الحضاري كمسلمين و كمغاربة استوطنوا المغرب من امازيغ و عرب قادمون بالرسالة, فخير الحوار بين مكونات المنظومة الدولية يكون بمرجعيتها و مرجعية المغرب إسلامه  فهو معنى   و  هدف حياته, و مرجعيته هاته تستقر بمبادي الدين, لهذا فهذا الحوار  و تدبير شأن المغرب و مواقفه الداخلية و نحو نظرائه من الأقطار يكون بهاته المبادئ   التي تستسقي لوجودها  مستلزماتها من الرسالة , فتنعكس في إرادتنا السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الإعلامية, و هذا الحوار يفقد جوهريته إذا صيغ بغير خطاب ديننا العربي هذا نظريا.

   ولأن الحال قد ابتعد في الشأن العمومي وحتى الخاص عن بعض محتويات الدين و لأن الشأن قد ابتعد عن الحفاظ على الروح الإسلامية بالشكل الكامل و المرغوب  في كل فلكاتنا العمومية و حتى الخاصة,  ولأن هذا يؤثر على الميول الديني وريثما تكتمل الصحوة و يكتسب المواطن كفاءة التموقع و القدرة على إعمال المبادئ الدينية بشكل يسمح له بالتمييز بدون تعصب للثرات , فلا أرى  من الحكمة -وبشكل قطري للإشكال- من مصلحة العباد بالمغرب أن تكون الامازيغية لغة رسمية يحاور بها العالم سياسيا و دبلوماسيا تسري في إداراتنا , لما ؟ لان هذا هو بداية التزحزح عن لغة خطاب الدين فيكاد الدين يرى بعيدا بعدها لأن العربية آلة فهم الدين ,فإذا اعتلي عليها مال العباد و احتاجوا إلى جسر إليه فيشوش هذا على الميول إلى تثبيت مستلزمات الإيمان ,و هذا الميل تغليب التراث اللغوي الامازيغي على الجبرية الإلهية للغة الإسلام دين المغاربة الذين تدينو به لأكثر من 13 قرنا, أقول جبرية إلهية أي لا مناص من التهرب منها, فذلك في صميم هاته المستلزمات التي من بينها العربية كآلة لفهم الخطاب الإلهي معنى الإعمار في المغرب و باقي الأقطار الإسلامية, لهذا من يضرب في هاته الجبرية اللغوية الذي بها نالت شرفها ضرب في إرادة الله, و لا  يعني الفطن لسياسة الشؤون كما وليس من بواعث اللبابة في الامور أن الأمازيغية ليست من أرزاق الله في التواصل فلا يجب من هذا الباب أن تهمش كما غبار الحصير , غير أنها ليست لغة لدين خاتم, فلا  يجب لمن يفهم مقاصد الإعمار أن تكون بابا لنعرة أو بابا لفض اللحمة الدينية الإسلامية الأخوية, ناهيك عن أنها  ليس من شرف السلوك و الإنتهاج أن تكون مقصد لمزايدات سياسية تنال بها الرغائب عبر المغرر بهم أو ضعاف العقول أو المنفعلين ثقافيا أو المتعصبين تراثيا ,و الخاطئ من يقول أن الامازيغية ليست من لغات خلقها الله , هو واجب الحفاظ عليها لكن دون الإنفتال عن هوية الإسلام وآلة فهمه اللغوية, فمرحبا بها في أرجاء الجامعات و مرحبا بها في أرجاء الجمعيات و مرحبا بها في  رحاب انساق الإعلام و لا شيء غير هذا لأنه باب للإنفتال.

     و من هذا المنظور الذي سلف ذكره أرى كخطوة ملموسة لإنصافها, ان تكون لها مادة في المنظومة القانونية تفيد بهذا المنصوص أنها ((هي اللغة الرسمية الثانية  للبلاد مسموح التدوال  بها في المنظومات التربوية و العلمية و الإعلامية  و الإجتماعية و المجتمعاتية  المدنية دون ان تكون لها سيادة سياسية و إجرائية قانونية ))   وترسيمها يجب أن يكون مصاحبا بمواد قانونية تضمن عدم  تسجيل تجاوزات عن سيادة العربية سياسيا و إجرائيا ,و بغية تحقيق هاته الخطوة الحاسمة ثقافيا و حضاريا بالمغرب يجب توحيدها أولا لكي ترسم , و لهذا يجب مجهود علمي كبير قد طفق فيه المعهد الامازيغي لصياغة مكنونها التي توحد منطوقها رسميا و بعد المجهود العلمي يجب إنتاج مجهود إعلامي نخبوي و شعبوي معا للمس كل فئات الأمازيغ من أجل إشاعة هذا التوحيد و الاستفادة من ثماره ثم حينذاك ترسم ولهذا أقترح إنشاء منظومة نخبوية علمية تعمل على توحيد منطوقها  و حروفها الاصطلاحية كآلة ذات درجة ثانية للخطاب الرسمي دون ترجيحها سياسيا و إجرائيا و الإعداد إلى  خطط علمية لإذاعتها إعلاميا  تحضيرا للتدوال بها في ما سبق من الأنساق  وهاته الهيئة النخبوية يزيد من فعاليتها و كفاية بلوغ مرامها تناغمها مع مكونات المعهد الملكي الامازيغي و كل المتدخلين القادرين على إغناء إنجاح هذه الخطوة التي تحافظ للمغرب على اصالته .

     وإلى هذا الأجل إن ترسيمها لا يزال مجبورا بهذين المجهودين العلمي و الإعلامي ثم التقبل الثقافي الذي يحتاح إلى وقت, فمتى توفرا أرى ترسيمها بدرجة ثانية من مستلزمات امتصاص احتقان الامازيغ الثقافي بسبب تغيبها في العقود السابقة و هو التئام لمكونات الشعب المغربي و من صميم القبول بإختلاف مشاربه الثقافية  وسد أبواب ذرائع التعصب و المغرب في غنى عنها لإكمال مسيراته الإصلاحية.

 

[email protected]

 

عدد التعليقات (12 تعليق)

1

الامازيغي المسلم

أأسف لأني اطلعت على مقال مبتور و مبعثر يغلب العاطفة على العقل

2011/05/15 - 02:25
2

مغربي

الاخ تكلم بمعقولية و شرح أن العربية لغة اختارها الله فلم أرى في المقال بترا ولا بعثرة بدأ بالتحدث عن استعمال العربية في الأقطار الاسلامية منذ بداية الاسلام حتى في الاقطار الغير العربية مما يعطي انسجاما مع ما قال لان الامازيغية لغة مسلمي المغرب الغير العرب و اوضح طريقة ترسيم الامازيغية بحيث لا تتجاوز سيادة العربية سياسيا و إجرائيا و اختتم بشروط ترسيمها في الدرجة الثانية الذي يسمح بامتصاص الاحتقان اعتقد انه مقال موضوعي

2011/05/15 - 04:32
3

mouslim

Vous n\'avez pas honte d\'etuliser la religion ou l\'islam pour des fins politique ou idioligique pour satisfaire a quoi ????sachant que le peuple marocain est un peuple Amazigh sans exeption ,l\'histoire est là pour le temoigner ,arrétez de precher des salaupries sans cesse ,vous avez des reactions des mecriants , car pas seulement vous ne respectez pas l\'islam est son contenu, mais aussi vous ne respectez pas non plus les musulmants,vous etes pire que EL MOUFSIDIN FAWQA EL ARD

2011/05/16 - 04:16
4

fatima la rifaine

بعيدا عن كل الأفكار المتعصبة للغة معينة, أشاطر أ. ورياغلي الرأي. لا يجب علينا أن نكون أكـثر موضوعية عند التطرق لمثل هذه المواضيع الحساسة و التي لا تخل بوطنيتنا في اطار احترام مشاعر الأمازيغ, اشيد بما سلف ذكره بضرورة الحفاظ على اللغة العربية كلغة أولى للقوانين و المرجعية السياسية , و ضرورة المحافظة على اللهجات الأمازيغية و لا مانع من دسترتها باعتبارها جزء لا يتجزء من التراث المغربي

2011/05/16 - 05:23
5

Marocain et j\'en suis fier.

A mon avis, cet article est très objectif , reflétant l\'importance de la langue arabe et la langue Amaazigh ce qui j\'ai pas apprécié c\'est quelques commentaires à l\'égard de M. wariaghli rabie, faut donner son opinion sans enfoncer les gens ou distribuer des accusations inutiles. On est tous des marocains qu\'on soit Amazighs ou arabes, à mon avis ya pas de différences, tous des marocains aimant notre pays et il faut aller de l\'avant et se mettre sur la voie des réformes et du progrès. , .

2011/05/16 - 05:45
6

الحضري

السلام عليكم, اود ان اشكر ذ.ربيع وارياغلي, على مقاله,لانه كان لبيبا في كلامه, وارى انه باجتهاده هدا قد اصاب. الحضري

2011/05/16 - 06:12
7

Muh

نحن الأمازيغ مسلمون إلا القليل من أللدين سلكوا نهج الردة لكننا لسنا عربا و لن يجبرنا العروبيون على الاختيار بين الأمازيغية و الإسلام. فالإسلام ديننا و الأمازيغية هويتنا و الأمازيغية و العربية لغاتنا الوطنيتين و ربط الإسلام بالعروبة فكرة عروبية عنصرية لا تخدم وحدة الأمة الإسلامية . لمادا لا يقول العروبيون للأفغان و الفرس و الأكراد و الأتراك انتم عرب. هل الأتراك عرب ؟ هل الأكراد عرب ؟ هل الأفغان عرب ؟ هل الفرس عرب ؟ فلماذا هدا الإصرار العروبي على تعريب الأمازيغ باسم الإسلام. كفى تضليل و استخدام الدين الإسلامي لأغراض قومية عنصرية .إن المسيحيين العرب في لبنان و مصر و العراق و فلسطين و الكويت و يهود اليمن و لبنان أقرب إلى قلوب العروبيين من الأتراك المسلمين و الأفعان المسلمين و الأمازيغ المسلمين و هدا يدل على أن ولاء العروبيين للعروبة أقوى بكثير من ولائهم للإسلام أما نحن المسلمون الأمازيغ نفضل المسلم من غيرنا على الكافر من أهلنا. المسلمون إخوة في الله و ليسو إخوة في العروبة. هل من الواجبات الشرعية في الإسلام أن يفضل المسلم الأمازيغي الصليبيين من العرب على المسلمين الأمازيغ اللذين رفضوا طمس اللغة الأمازيغية ؟ هل من الإسلام أن يكون المسيحي العربي و اليهودي العربي معزز و مكرم و يبقى الأمازيغي المسلم محل شك و افتراء لكونه خافض على لسانه الأمازيغي ؟ الحل بالنسبة للأمازيغ المسلمون ليس في الردة كما يروج له دعاة الانفصال و التغريب و ليس في طمس الهوية الأمازيغية و تحريم اللغة الأمازيغية و حرمان الأمازيغ من ترقية لغتهم القومية كما يفعل العروبيون إنما الحل في الفصل بين العروبة و لإسلام

2011/05/16 - 10:43
8

Muh2

اللغة العربية يا أستاذ ربيع ورياغلي لغة ميتة أصلا. بالله عليك من يتحدث بها في جميع الدول التي يقال عنها عربية ما عدا في خطاب الجمعة و تقارير الأكبر. الغة ميتة ولن تستطيع أن ترجع للحياة مرة أخرى وهدا سنة الحياة .. ليست أول لغة تموت. لو ذهبت إلى الشرق لوجدت النخب المثقفة تتحدث بالانجليزية . وهدا ما يحدث سواء في البيت أو الشارع أو في مجال الأقتصاد، التكنولوجيا، عالم المال، الطب .... وفي شمال أفريقيا نجد الفرنسية .. ومن لا يتحدثه الفرنسية أو الأنجليزية في الشرق وفي شمال أفريقيا يتحدث باللهجات العربية أو بالامازيغية، الكردية وغيرها .. هدا هو الواقع. كل يوم جديد يأتينا الغرب بختراع جديد أو قانون يحمي الفراد والجماعات ونحن كل يوم نقول اللغة العربية حية .. لغة الجنة في الآخرة.. ولغة الأمبراطورية العربية التي عاصمتها الأندلس.. كفانا أحلاما ولنكن واقعيين ووطنيين.. كفانا .. كفانا. . لقد دمر مستقبل دول بكاملها بسبب الأديولوجية الوهم التي تسمى العربية

2011/05/16 - 10:49
9

ghita

je ne comprend pas comment dieu pourra parler aux amazighs au iranien aux pakistanais le jour de al ba3ete.??? le coran en arabe donc dieu ne comprend que l arabe.puis ce monsieur oublie que les amazighs sont chez eux et la place des arabes en arabie saoudite avec ces sauvages qui s entretuent et qui ne font que sauter tout ce qui bouge .puis regardez vous .la ou vous allez vous foutez la bagare .les amazighs sont tres eduqués .ce sont des gens auquels le monde entier fait confiance . arretez votre sauvagerie qui provient des desert de jazeera .vous etes au maroc pays amazighs que vs avez polué

2011/05/17 - 08:26
10

مغربي أمازيغي أصيل

غريب لما نلمس شخص الكاتب و لا نناقش رأيه هو مقاله موضوعي و مجهود ممدوح في معالجة القضية بزاوية دقيقة و اقتراحية منسجمة مع متطلبات الفئة الامازيغية لم يدر ظهره للغة الامازيغية و حافظ على العربية التي بها نقول شهادتنا أثناء الموت قال الحقيقة و لم يهمش شيئا أقوالكم عنصرية و غير واعية الحمد لله أنه يوجد أشخاص يقولون مثل قوله في المغرب فالإسلام ينصر بمثل هاته الأفكار و لا أقصد تهميش الامازيغية فهي معطى لا نجهله لكن الصواب هو الحفاظ على لغة الوحي كوسيلة الحوار السياسي و الدبلوماسي و أيضا لا مانع في ترسيم الامازيغية كلغة وطنية بعد توحيدها في المنطوق و الحروف إذا كفوا من هتك أعراض الناس و ناقشوا الافكار هذا رجل قال الحق  (بالدارجة باركا ما تقيسو في السيد راه قال هير الحق و انا امازيغي مسلم تنقول ليكم هاد الشيء )

2011/05/17 - 11:34
11

احمد دسوقي

مقال اكثر من رائع وفي انتظار المزيد

2011/06/20 - 04:57
12

zakia

اسلوب رائع استطاع ان يبلور الموضوع بصيغة بليغة واضحة و هادفة اشاطرك الراي و على كل من اراد التعليق ان يحترم ما يراه الكاتب فهده جملة من المعتقدات لا يمكن لاحد ان يعبت بها بالعكس احييك على تناول هدا الموضوع و على جراة التحرير

2011/06/21 - 11:08
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات