انتهازية النخبة المثقفة
عصام العباري
لم يعد ألبثه تفهم السكوت المطبق والسبات العميق للنخبة المثقفة المغربية ،حول ما يجري أمامها من متغيرات سياسية وإجتماعية وإقتصادية، في زمن ما بعد الربيع الديمقراطي .
فإن لم يكن مبتدأ هذا الحراك تنويرا أو ثورة بقيادة فكرية ، فهو اليوم في أمس الحاجة لهذه النخبة العالمة العارفة لتوجيه بوصلة الإصلاح لما يخدم غاية تأهيل المواطن وإخراجه من عباءة الرعية إلى رحاب المواطنة الحرة .
نخبة مازالت لم تستوعب محيطها المتغير، وما زالت تبحث لها عن موضع قدم بعدما تجاوزها الفعل الشعبي ، واتخذت لنفسها خيار الحياد عن الحراك السياسي بدعوى الدراسة المتئنية ، لكن حالها يفضح خوفها من فقدان ثمن بيع الفكروالفكرة ، بل بيع الضمير والأمة، لصالح قوى الإستعباد التي جعلت منها الية علمية للتحكم وتوجيه الفكر لما يخدم استمرارية مبدأ الخضوع والخنوع، بانتهازية براغماتية ،تتعفف عن خوض المعارك في الصفوف الأولى،وتتخلف إلى غاية حسم المعركة للإنضمام للجبهة الفائزة ضمانا لولاء النعمة ودوامها .
فلا فرق هنا بين نخبة مثقفة دينية أو فكرية أو غيرها، الكل إنضاف إلى كراكيز المسرحية الهزلية التي يحركها "أهل الظل "، وأصبح أعداد مثقفينا إن صح ذكرهم بهذا اللقب ،رقم ينضاف إلى أرقام إحصائيات اخرى، التي تلمع للمغرب صورته العالمية والبروتوكولية .
هي معركة طويلة لهذا الشعب لتحقيق مطلب العيش الكريم ،وكذلك مطالب رفع الحجر على نخبنا للتفكير بدون توجيه أو قيود، وعن علمائنا للإجتهاد والتجديد ، وعن أحزابنا لممارسة السياسة ،، وعن الحكومة لتدير شؤوننا، وعن بزوغ شمس بدون أ ن يكون لها "أهل ظل" يتحكمون في تدبير أمرنا ، فلك الله يا شعب المغرب