أهي أطر معطلة أم عقول معطلة؟!

أهي أطر معطلة أم عقول معطلة؟!

محند بنداود

 

كتب أحد الصحفيين عن جرأة بنكيران بعد تفعيل نظام المقايسة. وياليته الآن يحمل قلمه ليخط كلمات حول "جرأة" الأطر المعطلة حين حاصروا رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بتلك الطريقة التي سجلها التاريخ صوتا وصورة.
 
بالنسبة لـ "الأطر"، لم يكن ذلك جرأة فقط، بل هي شجاعة وبطولة!
وأتخيل "الأطر" وهي تتسامر  فيما بينها حول إنجازاتها البطولية: "والله إيلا  عبرنا عليه!" سيقول أحدهم، "شفتيني فاش طلعت فوق السيارة ديالو! واش صورتيني أصاحبي؟" سيقول آخر!!
بجميع المقاييس لم يكن ذلك لا جرأة ولا شجاعة ولا بطولة! إنها الوقاحة بعينها! إنها "الضصارة" بالدارجة المغربية المعبرة!
 
إن لكل إنسان ولكل سلوك مبادئ وقواعد تحكمه حتى لو تعلق الأمر بالتظاهر! حتى لو تعلق الأمر بالأطر أصحاب الشهادات المعطلين!
وإننا إذ نطالب عامة الناس حين يخرجون للشارع للإحتجاج، وفيهم الأمي، وفيهم "القاري"، وفيهم الواعي بقضيته التي خرج من أجلها، وفيهم المندس، وفيهم، وفيهم.. حين نطالب هؤلاء باحترام "مبادئ وأخلاق التظاهر" (ولا أقول احترام القانون) فكيف بـ"الأطر" التي لديها -مبدئيا- مستوى أكاديمي أعلى ووعي أكبر؟! 
يجب أن يكون سلوكها مشرفا للشهادة العلمية التي تحملها.
 
إن الولوج إلى عالم الشغل لا يشترط فيه فقط توفر كفاءة علمية، بل ينضاف إلى ذلك مهارات اجتماعية على "الإطار" أن يتمتع بها.
من هاته المهارات "القدرة على حل النزاع" أو "فض الخلاف". هاته المهارة تلقن في الغرب حتى للأطفال وهم في مرحلة الروض!
و "الأطر" بتصرفها هذا كشفت عن مدى تمكنها من هاته المهارة الاجتماعية!
ولنا أن نتصور واحدا منهم حين يشتغل ويقع في خلاف مع رئيسه أو حتى مع زملاءه كيف سيتصرف! سيستدعي تجربته في "النضال"، فيقطع الطريق ويحاصر ويصعد فوق سيارة زميله أو رئيسه!
 
نقطة مهمة أختم بها: يبدو لي أن هؤلاء لم يعو بعد من "يواجهون"! يظنون أن بنكيران كمن سبقه! إن بنكيران لم يأت من الصالونات السياسية البعيدة عن الشعب! إنه ابن الشعب وانتخبه الشعب!
مازال يقطن في منزله، ويمشي في الشوارع، ويدخل ويخرج من الأبواب الرئيسية لا من الأبواب الخلفية!
وقد أوردت مجلة "تيل كيل" قصة طريفة وقعت لبنكيران: فذات مساء اتصل برقم لم يجب عنه أثناء النهار. حين عرف بنفسه انفجر الشخص على الجانب الآخر من الخط بالضحك وأجاب: "إلا كنت انتا عبد الإله بنكيران أنا هو باراك أوباما" وأقفل الهاتف!
 
إن هؤلاء الأطر بتصرفهم ذلك وضعوا أنفسهم وجها لوجه أمام مئات الآلاف الذين انتخبوا بنكيران والذين مازالوا يتعاطفون معه.   
 
همسة أخيرة في أذن إخوتنا: إن كنتم أصحاب شهادات معطلين فلا تعطلوا ،رجاءً، عقولكم وأخلاقكم!
 

عدد التعليقات (5 تعليق)

1

احمد

لنغير سلوكنا

للحوار أدب للنضال حدود للديمقراطية أخلاق فلا تخلطوا كل ذلك فانه فوضى وقلة أدب ان دل كلامي على شيء فإنما يدل على اتفاقي مع كاتب المقال واحيطكم علما أنني لست متحزبا لكني احب وطني

2013/09/20 - 05:46
2

مواطن

انصر أخاك ظالما أم مظلوما .

2013/09/20 - 06:42
3

dieu roi peuple

dieu roi peuple

اللي ما مكوي بنار البطالة و اللي موظف شبح و ماعندو شهادة جامعية هو فقط من يزايد ويهرنط مثلا هذا السيد شوف شحال قابط كرشوة لكي ينور عقولنا هذا الظلامي المجد للأطر العليا التي أعطت لمول الزاوية التمساحية علاش يحوص علاش يدور يعني

2013/09/21 - 11:48
4

مواطن

كفى من النفاق

كفى من النفاق تأكون الغلة و تسبون الملة أنت من العدالة و التنمية و لهذا تأكل من لحم إخوتك المعطلين و باااااااااز ليكم و الله حتا بعتو راسكم رخاس الله يلعن ليما يحشم هذا ما نقول المعطلون قامو بما كان سيقوم به أي فصيل و بن كيران تحداهم و دار علاش و هل تريدون أن يستقبلوه بالوروود و براكا من النفاق و خطاب المطلومية

2013/09/21 - 01:06
5

حنان

في الصميم

مقال جيد يتحدث عن الأخلاق ولكن الخطأ الأكبر أنه مدح كثيرا حكومة أنهكت جيوب المغاربة وكثرة الوعود وكثرة الأفلام فيلم صراع مع حميد شباط صراع مع صلاح الدين مزوار لا حول ولا قوة إلا بالله

2013/09/22 - 03:30
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة