وزير الداخلية محمد حصاد و تأجيل الانتخابات
أحمد العمراني
عندما نتحدث عن محمد حصاد فلا يمكننا إلا أن نربطه بمدينة طنجة و الخمس سنوات التي قضاها فيها و سجل فيها العديد من النقاط الإيجابية التي تحسب له ، بالإضافة إلى العديد من النقاط السلبية التي حولت مدينة طنجة إلى شبح مخيف من السكن العشوائي و من تكاثر الجرائم بعد فتح الباب على مصراعيه للاستمار الوطني و الدولي و بالتالي نزوح مئات الآلاف من المواطنين من كل مدن و قرى المغرب نحو طنجة طلبة للعمل و العيش الكريم .
محمد حصاد وزير الداخلية الحالي ووالي طنجة سابقا كان شخصية محترمة و حول مدينة طنجة لقطب اقتصادي ضخم في ظرف سنوات قليلة، ووضع البنيات التحتية الأساسية التي لم تكن كافية أمام النزوح الجماعي للمواطنين نحو مدينة كانت هادئة و ساكنة كل حي يعرفون بعضهم البعض مع ما يصاحب ذلك من وقار و احترام .
محمد حصاد كان ذلك المسؤول الصارم مع المنتخبين و يدير طاحونة الانتخابات بكيفية سلسة بالرغم من تواجد لوبيات الفساد التي تقزم دورها في السنوات الأخيرة و بالطبع كل التوجهات التي يخطط لها كانت هناك أطر كفأة تؤطر و تنفذ و هنا يأتي دور مصطفى الغنوشي المعروف بتواصله و فعاليته ، و أكبر عملية اجتماعية نفذها مصطفى الغنوشي بإشراف الوالي محمد حصاد هو دعم قطاع التعليم من خلال تخصيص أكثر من مليار سنتيم سنويا من حصة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإضافة إلى حث مقاولات البناء على بناء المؤسسات التعليمية و الحجرات الدراسية و تعويض البناء المفكك في إطار توسيع العرض التربوي و التغلب على الاكتظاظ و الحد من الهدر المدرسي و قد تم تحقيق مساهمة المقاولات العقارية الكبرى ببناء 11 مؤسسة تعليمية و تكفل المقاولون المتوسطون بالقضاء على الحجرات الدراسية ذات البناء المفكك و تم القضاء على أكثر من 150 حجرة دراسية من البناء المفكك و يتم التهييئ للقضاء على ما تبقى من البناء المفكك ضمن المخطط الاستراتيجي لنيابة وزارة التربية الوطنية طنجة أصيلة الذي أدمج في مشروع طنجة الكبرى، و بالطبع يستمر في هذا العمل الاجتماعي المحض الذي ليس من ورائه أرباح الوالي محمد اليعقوبي و تتبع الكاتب العام للولاية مصطفى الغنوشي ، حيث تم تخصيصر 7 ملايير سنتيم على مدى أربع سنوات لدعم قطاع التعليم .
محمد حصاد الوالي كان ناجحا في العديد من البرامج ، لكنه أخفق في وضع حد للسكن العشوائي بسبب غياب الحزم من طرف المنتخبين و المسؤولين المحليين في المقاطعات ، و كذلك اعترف بقوة تنسيقية حماية البيئة و المناطق الخضراء السلوقية أولا و لم يجاري خطوات كبار المستثمرين العقاريين و لوبي العقاري بل انحاز لساكنة طنجة و قال بالحرف بعد اشتداد الضغط الشعبي ضد لوبي العقار ، لن أكون ضد إرادة الساكنة .
و لا ننسى أن أدار بثبات و حكمة ثورات و مسرات حركة 20 فبراير و لم يستعمل العنف إلا إذا تم تهديد الممتلكات العامة .
و الآن يصرح محمد حصاد بصفته وزير الداخلية بأن الانتخابات الجماعية لن تكون إلا سنة 2015 بعدما عجز بنكيران و العنصر عن تحديد الموعد ، و هكذا يكون مقربا من مركز القرار ، و بالفعل كانت طنجة بالنسبة لمحمد حصاد بمثابة معبر لتجميع جميع الخبرات و مواجهة جميع الإشكالات ، و بصفتي ناشط حقوقي أدعو وزير الداخلية الجديد تطبيق القانون و التخلي عن العصا التي تكسر ظهر الأطر المعطلة بالرباط ،و البحث عن صيغ لمواجهة الاحتجاجات بعيدا عن العنف كما حصل في الحرم الجامعي لمرتيل، حيث تم الاعتداء على الطلبة بشكل فظيع داخل المدرجات و هذا يعتبر سابقة خطيرة منذ على الأقل عقدين من الزمن.