رسالة الى تشي غيفارا المغربي

علي زمهرير

الى تشي غيفارا المغربي،

تمتع بولايتك السادسة او العاشرة او المائة على نقابة العمال و الفلاحين و الطلبة،

استمتع بكرسي الرئاسة او الامانة او الكتابة العامة و لما لا كرسي العرش العمالي.

سنحاول ان نمجدك اكثر من دلك امتنانا و شكرا لتاريخك النضالي، بان نرجو و نتوسل لاجهزة النقابة العتيدة بان تتبنى بالاجماع و بالتصفيق فصلا فريدا في قانونها الاساسي او الداخلي او الخاص يمتعك بالزعامة الابدية حتى لو مت غدا صباحا او خلال عطلة نهاية الاسبوع اكلينيكيا او سريريا او مت بوضوح كسائر البشر. فمن يملك شجاعتك و كفاءتك و نبلك و دكائك حتى نسمح له بان ياخد مكانك و يقود سفينة نضالية تحتاج لربان من طينة لا تجود الا بفرد واحد لا غيره في كل الازمنة.

فحتى و انت مسن، او مريض، او مريض جدا،او ميت سريريا، او ميت بالمفهوم الحرفي للموت، ستكون لا محالة اكثر شجاعة و اكثر كفاءة، و اكثر نبلا، و اكثر دكاء من افضل و احسن مناضلي السدة العالية بالله نقابتنا العتيدة.

و على درب معظم مناضلو و نقابيو هدا البلد السعيد، فاننا بكل رحب و سعادة ننتظر ان نقرا في وسائل الاعلام قريبا نبا او انباء عن احدى بناتك، او ابناءك، او احفادك وهم يدوسون بسياراتهم الفارهة عمالهن و عمالهم فقط لانهم يحتجون مطالبين في حقهم في العيش الكريم، او يصفعون او يعتدون على مواطن بسيط من ابناء الشعب، ثم يخلى سبيلهم لانهم ايضا من طينة نادرة تبقى فوق المحاسبة.

كم هو محظوظ هدا الشعب، فنضالكم المصلحي و المتواطئ  لم ينقده من تسلط المخزن ولم يخلصه من الاستبداد و من الفساد و الا فانه  كان سيستبدل استبدادا و فسادا هرمين و مريضين بكل امراض الشيخوخة باستبداد و فساد بعنفوان و عافية الشباب.

 محظوظ  هدا الشعب لانه ينتظر يسار حقيقي او يمين حقيقي او وسط حقيقي او تحالف نبيل بين كل هؤلاء (كما نجحت في دلك امم امريكا اللاتينية) ليخرج من احشاءه كما كان الحال مع الموجة الاولى من الربيع الديمقراطي التي ضربت دول شمال افريقيا و الشرق الاوسط. و سينتظر هدا الشعب مو جة ثانية و ثالثة من هدا الربيع، اوثائرات او ثوار او اصلاحيون تحمل حركتهم اسما اخرا، و خصوصا، قيما اخرى مختلفة عن قيم الانتهازية و التواطئ الدي ميز نضالكم و فضحه تشبتكم الغريب و الشاد بسلطة المناصب و تمجيد داتكم و نقابتكم التي دمرتم تاريخها حتى وصل بكم العبث ان تقولوا في حوار مع جريدة "اخبار اليوم" انكم لم تستدعوا اي نقابة عربية او اجنبية لانه لا توجد اي نقابة "تتحمر الوجه" في العالم العربي و اوربا.

فربما انت على حق، فالنقابات الشريفة و المناضلة و المهيكلة ديمقراطيا و التي هي شريكة في صنع كل هدا التقدم و التحديث في اوربا لا يمكن ان تكون مثالا لنقابة مثل نقابتكم التي "تتحمر الوجه" خجلا بحكامتها و ديمقراطيتها.

دمت طيبا في الكرسي، و دام لنا العبث، ايها الرفيق القائد الهمام نوبير الاموي.