قصة وعبرة : قصة الشاب الملحد والعالم‏

عبد الغني العمراني الزريفي

 

ذهب شاب للدراسة في أحد البلاد الشيوعية , وبقي فترة من الزمن , ثم رجع لبلاده واستقبله أهله أحسن استقبال , ولما جاء موعد الصلاة رفض الذهاب إلى المسجد , وقال لا أصلي حتى تحضروا لي شيخا يستطيع الإجابة عن أسئلتي الثلاث .

أحضر الأهل أحد العلماء , فسأل الشاب ما هي أسئلتك ؟ قال الشاب : وهل تظن باستطاعتك الإجابة عليها , عجز عنها أناس كثيرون قبلك .

قال الشيخ : هات ما عندك , ونحاول بعون الله وتوفيقه حلها .

قال الشاب : أسئلتي الثلاث هي : هل من إله خالق لهذا الكون , وإذا كان كذلك أرني شكله ؟ ما هو القضاء والقدر ؟ إذا كان الشيطان مخلوقا من نار , فلماذا يلقى فيها وهي لن تؤثر فيه ؟

وما انتهى الشاب من الكلام حتى قام الشيخ وصفعه صفعة قوية على وجهه جعلته يترنح من الألم , غضب الشاب , وقال : لم صفعتني ؟ هل عجزت عن الإجابة ؟

قال الشيخ : كلا وإنما صفعتي لك هي الإجابة .

قال الشاب : لم أفهم .

قال الشيخ : ماذا شعرت بعد الصفعة

قال الشاب : شعرت بألم قوي

قال الشيخ : هل تعتقد أن هذا الألم موجود

الشاب : بالطبع وما زلت أعاني منه

قال الشيخ : أرني شكله

قال الشاب : لا أستطيع .

قال الشيخ : فهذا جوابي على سؤالك الأول , كلنا يشعر بوجود الله بآثاره وعلامته , ولكن لا نستطيع رؤيته في هذه الدنيا .

ثم أردف الشيخ قائلا : هل حلمت ليلة البارحة أن أحد سوف يصفعك على وجهك ؟

قال الشاب : لا

قال الشيخ : أو هل أخبرك أحد بأنني سوف أصفعك ؟ أو كان عندك علم مسبق بها .

قال الشاب : لا

قال الشيخ : فهذا القضاء والقدر لا تعلم بالشيء قبل وقوعه , ثم أردف الشيخ قائلا : يدي التي صفعتك بها مما خلقت ؟

قال الشاب : من طين

الشيخ : وماذا عن وجهك

قال الشاب : من طين أيضا

الشيخ : ماذا تشعر بعد أن صفعتك ؟

قال الشاب : أشعر بالألم .

الشيخ : تماما , فبالرغم من أن الشيطان مخلوق من نار . لكن الله جعل النار مكانا أليما للشيطان .

بعدها اقتنع الشاب وذهب للصلاة مع الشيخ , وحسن إسلامه بعدما أزيلت الشبهات من عقله .

 

 


قراءة التعليقات (8)
المقالات الأكثر مشاهدة