حركة 20 فبراير... هل تمثل الشعب المغربي ؟

حركة 20 فبراير... هل تمثل الشعب المغربي ؟


إلياس الخريسي: الملقب بالشيخ سار مغني الراب

نجحت حركة 20 فبراير في أقل من خمس أشهر، في جدب انتباه الشعب المغربي المحايد ، البسيط ، الذي لا علاقة له بالسياسة ... و جعلته يطرح عدت أسئلة كان من الصعب التفكير في أجوبتها قبل البوعزيزي .

لكن لم يكن قط هدف الحركة هو جدب الانتباه كل المقهورين و المستضعفين و أصحاب العقول الضعيفة، و الدين كانوا – قبل 20 فبراير – يكسبون قوت يومهم بصعوبة و قبل النوم يقولون الحمد لله و عاش الملك ...بل كان الهدف هو استغلالهم و إغراءهم بمطالب مشروعة بهدف الخروج منادين : الشعب يريد إسقاط الاستبداد .

هده الفئة من الشعب المغربي التي انضمت إلى حركة 20 فبراير للمناداة بتحسين أوضاعها والمطالبة بعيش كريم، غلاء المعيشة، الرشوة... طبعا لا يجب علينا لومها، لأنها لم تسأل نفسها من يمثل الحركة التي تخرج في مظاهراتها ؟ ما هي الأهداف الحقيقية وراء هده الحركة ؟ من يمولها ؟ الخ ...

لا أنكر أن حركة 20 فبراير نجحت في ضم عدد مهم من الشعب المغربي ... لكنها ضمت كدالك كل المتمردين اليساريين الراديكاليين و الإسلاميين المتطرفين بالإضافة إلى الملحدين و المثليين ... وهدا ما جعلها عرضة للانتقاد .

و مع مرور الأيام و ظهور عدت حقائق على الانترنيت في خصوص الأعضاء البارزين في حركة 20 فبراير، كانت النتيجة هي عزوف الشعب المغربي عن الحركة ، و هدا تأكد بعد خرجة 24 أبريل التي أبانت أن عدد المشاركين بدأ يقل بالمقارنة مع الخرجة الأولى و الثانية في 20 فبراير و 20 مارس .

هدا العزوف جاء نتيجة عدم الوضوح و الشك في مصداقية الحركة ، و لأنها في حد ذاتها حركة و ليست حزب و بالتالي كل من هب و دب يستطيع الانتماء إلى الحركة ، وهدا لا يكلفه إلى الانضمام إلى صفحتها على الفايسبوك و تلقي التعليمات من أصحاب الصفحة المجهولين ، الدين يستخدمون اليوتوب و مقاطع الفيديو لكي يحرضوا الشعب على الشعب .

طبعا كان للحركة مناهضوها من قبل أول خرجة ، لأنهم كانوا يؤمنون بحرية التعبير وحرية التظاهر السلمي ، تقبلوا الحركة و التزموا بصمت و مراقبة تطور الأوضاع .

لكن كل شيء تغير بعد الخطاب التاريخي لصاحب الجلالة محمد السادس في التاسع من مارس ، والدي جاء بإصلاحات عميقة في الدستور . فكان هدا التاريخ اسما لحركة جديدة (9 مارس) وتلتها حركات أخرى أهمها (ماتهدرش بسميتي) . هده الحركات رفعت شعار عدم تحدث حركة 20 فبراير بإسم الشعب المغربي ، خاصة أن الشعب المغربي لا يتفق كليا مع مطالب الحركة ، بل هناك من الشعب من يرفض النقاش في كل ما يخص الملكية .

كل هدا جعل الحركة تصف مناهضيها بأولاد المخزن أو أصحاب لاكريمات وصولا إلى اتهامهم بالبلطجية ، فمع ظهور مول الشاقور و مول السيف ، أصبح من الصعب إقناع الحركة أن البلطجة ليست من صالح المخزن ، وأن المخزن ليس له أي علاقة بالناس الدين يهددون الحركة ، و كذلك الشعب المغربي الواعي الذي يحب بلده ويحب ملكه يندد بهده الأفعال، لا لشيء إلى لأن الشعب ضد العنف بكل أنواعه .

و بعد عدة تطورات في الساحة السياسية ، و بعد استقالات بعض الوجوه البارزة من حركة 20 فبراير ، التي لم يشهد لها إغواء الشعب بمطالب مشروعة ولم يشفع لها النضال من أجل السلفية بعد الإفراج عن معظمهم ، و لم يشفع لها المعتقل الوهمي بتمارة الذي تبين أنه مجرد مؤسسة إدارية ، ولم يشفع لها بوشتى الشارف الذي تبين أنه كاذب . بدأت تفكر في طريقة أخرى لزعزعت النظام وتسليط الضوء على مطالبها، ألا وهو التصعيد .

و تجلت أهم مظاهر التصعيد في رفع سقف المطالب والتمرد المباشر الذي تبين بعد تنظيم مظاهرات في أماكن غير مرخص لها و بدلك استفزاز الأمن لتبدأ آلة القمع في العمل و كأنهم يقلون : عافاكوم قمعونا ...

يطلبون القمع لكي يأخدو له صورا ومقاطع فيديو ينشرونها فيما بعد على صفحات الفايسبوك في محاولة لجمع عدد من المتعاطفين من دوي القلوب الضعيفة و العقول الغير واعية ، فبمجرد أن يرى مواطن عادي يتجول في اليوتوب مقاطع فيديو لشرطي يضرب امرأة ضعيفة يستنكر الفعل ويندد بيه و يفكر في الانضمام إلى الحركة . مع الأسف هدا المخطط لم ينجح لأن الشعب المغربي عاق بيهم ، الشعب المغربي مطور، ومن الصعب التأثير فيه بهده البساطة .

وسط كل هدا الضباب أصبح الشعب المغربي الذي يحب الله و يحب الوطن و يحب الملك ، حائرا أمام هده المتناقضات ، هدا الشعب لا يريد الانضمام إلى حركة 20 فبراير بالرغم من أنه يتفق على بعض مطالبها التي تحمل في الواجهة الإعلامية ولا يتفق مع كل مطالبها .

فمن المعلوم أن هدا الشعب هو أيضا يريد التغيير ، هدا الشعب أيضا يريد الإصلاح ، هدا الشعب أيضا يريد مزيدا من الحرية ... لكن هدا الشعب يرفضه الانضمام إلى حركة 20 فبراير وفي نفس الوقت يرفضه السكوت و الرضوخ،وبالتالي يحس بشيء من التناقض، نعم إنه تناقض صحي و أقول له أنه ليس من الضروري الانتماء لحركة 20 فبراير للمطالبة بحق مشروع.

أخرج أيها الشعب المستقل و قل : أنا الشعب ، و أنا أتكلم باسمي ، أنا أريد كدا وكدا ، أنا أرفض أن تمثلني حركة 20 فبراير .

 

 

عدد التعليقات (3 تعليق)

1

زوزو

قبل البدء بالتعليق اقول لك رحم الله الام التي انجبتك....كان موقفي من اصحاب الراب .سلبي وغير مفهوم .ولاكن الان اتضح لي ان اهل الراب كاهل مكة ادري بشعابها انتم ادري بما يخالج هموم المواطنين انت صغير ربما في السن ولاكن كبير في العقل .اخي لقد تطرقت الي موضوع في الصميم اغلب المغاربة يشاطرونك الرائ هدا الكلام المنبعت من شخص فطن وواع بالمور فالامر كما تطرقت لة في موضوعك الامور غير في محلها ما هادا ما كنا ننتضر من الحركة فالمور زاغت عن السكة ولان ضقنا منها ومن تصرفات المندسين فيها ضرعا .عليها الان وبدون نقاش ان ترحل .عن شوارعنا.ارحلوال ارحلوا اشعب يريد ان يسقط اصحاب الفتن الشعب يريد حركةشبابية مستقلة في مطالبها لاحركة يملي عليها ما يرد اصحاب المطامح الهدامة ولامطالب المشروعة .اقول هده المفهوم الدي توصلت لة من خلال تتبعي لاحدات من انطلاقتها .كميدان الالعاب القوي والسباق ل50000م والعداؤن من كركة 20فيفي كارانب لسباق والعداؤون الاخرون من النهج الديمو.والياسنن.والموحد .الاشترا.ونفصالي الداخل والخارج ولي معندهم شغل .ولاماز.

2011/06/15 - 08:47
2

عبد الغني

لمستخلص من فلسفة ابراهيم الحرية والديمقراطية لا تاتي بالخطابات البيانية والادبية بل بنظرية فكرية جامعة لكل العقول ووضعها امام الحدث الفكري العميق في التاريخ المستخلص من فلسفة ابراهيم عليه السلام ؟ اما اليوم والاصنام وفكرهم في كل مكان؟غي ال...بيت,في المدرسة,في السوق,في المستشفى,في الادارة,في الجمعية,في الحزب,في المسجد,في البرلمان والوزارة...........؟ وعليه يجب تبني الديمقراطية الحقانية للوقاية والسلامة؟؟ وهي ارقى من كل الديمقراطيات المعروفة؟ تنزل الاصنام من الكراسي وهي راضية مرضية معتدرة معتدرة ومعدورة؟ لا بالفؤوس ولكن بالوسائل الحديثة وسائل القرن 21؟؟؟؟ ............

2011/06/16 - 07:12
3

فاطمة

اولا تحية كبيييييرة للشيخ سار اللذي ابان و كما عهدناه على وطنيته و حبه لبلده و ملكه. اتفق مع الأخت الطنجاوية علينا أن نتحد و نضع يدا في يد من أجل الخروج في مسيرة مليونية للاطاحة بهذه الحركة اللتي اصبحت تزعجنا كثيرا. و كما قال شيخ سار \"باراك علينا من الخروج كل نهار الاحد\" الله الوطن الملك

2011/06/16 - 10:20
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة