الإيماءات الجنسية في الأماكن العمومية

الإيماءات الجنسية في الأماكن العمومية

عثمان السطابي

 

أصبح المغرب يعرف ظواهر طبيعية (كالتسونامي الصغير الذي هز بعض مدن المغرب ، المحمدية ، الرباط ، البيضاء ...) و ظواهر اجتماعية و هذه هي الخطيرة لان الأولى أمر إلهي و الثانية ناتجة عن أفعال الإنسان داخل المجتمع ، و تتزايد هذه الظواهر الاجتماعية بتزايد التطور التكنولوجي و الثقافي ، و سأركز في هذا المقال على ظاهرة مستجدة في بلدنا المغرب و  التي أصبحت تنتشر في جميع المدن المغربية و خصوصا الكبرى منها ( أكادير / فاس ، مراكش ، الدار البيضاء ، الرباط ... ) و بكل اختصار فهذه الآفة  و الظاهرة الخطيرة هي "الإيماءات الجنسية" في الشوارع و الحدائق العمومية ( القبل ، اللمس ، الاحتضان ...) بن الذكور و الفتيات ،

فالعلاقة الغير الشرعية بين الشبان و الشابات تبدأ أولا بالإعجاب من أحدهما ، ثم البحث عن الطريقة أو الوسيلة  لوصول المُعجب إلى المُعجب به ، و في حالة تراضى المعجبان ، تبدأ الكلمات الغزلية ، و التعبير الأناني (أنا كذا ، و أنا كذا و كذا .. ) و بعد حوار أناني و غزلي مدحي، يكون اللقاء .

و السؤال فماذا بعد اللقاء ؟

و أنا أجيب ، يحصل في غالب الأحيان الإيماءات الجنسية لأن من طبيعة الإنسان حب الشهوات " زين للناس حب الشهوات من النساء "،  و لهذا فإنه لا يستطيعان  الصبر و خوصا إذا كان اللقاء في مكان لا يخوضه عامة الناس ، و ربما سيقول قائل إن الإنسان كائن   عاقل يمكن أن يتحكم في غريزة الجنس . و أنا أقول له عندما نجد بعض العلاقات الغير الشرعة بين الشبان و الشابات  في الشوارع و المنتزهات أمام الناس دليل على أن العقل تنطفئ  ملكة التحكم في غريزة الجنس عندما تكثر عليه المثيرات الخارجية و يستسلم إليها  .  وسأضرب مثلا لتتضح به الأمور ، مثلا رجلا يشعر بالجوع الشديد و لا يفكر إلا في الأكل،  و  قدمت له مائدة مملوءة بالأكل و الفواكه و قلت له تفضل ، فهل في نظرك سيتردد على الأكل ، فبكل صراحة الجواب سيكون ب لا  .

   و نستخلص من المثال السابق أن الحاجة البيولوجية إذا جاءت الفرصة لتلبيتها فلا يمكن التردد  عليها . و بما أن الجنس حاجة بيولوجية في الإنسان ، فبشكل أوتوماتيكي إذا  أتيحت  لك الفرصة ستفعل ما فعل ذالك الجوعان في مائدة الأكل المملوءة. و لهذا فان الله عز و جل يأمرنا نحن المسلمين بالابتعاد عن كل مقربات الزنا و هذا في قوله تعالى " و لا تقربوا الزنا انه كان فاحشة و ساء سبيلا "

و لكن مند البداية و أنا أشخص الظاهرة و لم أبين أسبابها و لا تقديم حلول لها .

فأما بالنسبة للأسباب فتتركز في تأخير سن الزواج ، و تكاثر المثيرات الخارجة و خصوصا إثارة الرجال من طرف النساء باللباس العاري و الروائح المتأججة ، و للتنشئة الاجتماعية دور مهم في هذه الظاهرة التي تهدد مستقبل الشباب و سأركز في التنشئة الاجتماعية على الشارع و التلفاز ، فالأول له دور كبير في تربية الأطفال ، و لكن إذا نظرة إلى الشارع اليوم ستجده مليء بالإغراءات  التي يتأثر بها الأطفال مما تؤثر عليهم في شبابهم حين يصبح الشاب  ذو قرار خاص به ، و أما بالنسبة للتلفاز الذي لا يخلو الآن بيت من بيوت المغاربة تقربا ، و الذي يسمونه المغاربة القدماء ب (صندوق العجب ) فقد أصبح يعرض أفلام مخلة بالحياء ، و مسلسلات مليئة بالإغراءات الخطيرة التي تؤثر عل الأطفال و الشباب بل حتى الآباء الذين أصبحوا يتهاونون في تربية أبنائهم تربية حسنة ذو أخلاق إسلامية .

و تعددت الأسباب و النتيجة واحدة ، و لهذا فإني ألخص حلول هذه الظاهرة الخطيرة في :

إعادة النظر في التلفاز المغربي وما أصبح يعرض .

وضع  حلول لتزويج الشباب كتوفير فرص الشغل و تخفيض المهور .

وضع قوانين زجرية في حق من يمارس الإيماءات الجنسية في الأماكن العمومية و الغير العمومية .

تحسيس الشباب بخطورة العلاقات الغير الشرعية .

تحسيس الشباب بتقليد الغرب في تطورهم لا في فسادهم الأخلاقي .

 

تحسيس الشباب أن الإيماءات الجنسية لا تلبي الشهوة بشكل طبيعي بل فقط تسبب في أمراض نفسية خطيرة . 

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة