رسالة إلى كل من يفكر في الانتحار

رسالة إلى كل من يفكر في الانتحار

عثمان السطابي

 

          بسم الله الرحمن الرحيم , و  الصلاة و السلام على خير خلق الله  سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ,

         و أبدأ بالذي هو خير , (فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) .

    وأما بعد :

         فبعد بحث قمت به حول ظاهرة الانتحار , اتضح لي أن  السبب الرئيسي في الانتحار هو : الأمراض النفسانية و خصوصا الاكتئاب منها , لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما سبب هذا المرض الخطير ؟

        فبعد التحليل الموضوعي للظاهرة ، اتضح لي أن الأسباب الرئيسية  في الاكتئاب هي المشاكل الاجتماعية و خصوصا البطالة و الفقر ,

       ويمكن تفسير هذا ، بأن المنتحر تكون له مسؤولية كبيرة و تكمن هذه الأخيرة في الإنفاق اليومي على الزوجة و الأولاد ، أو الرغبة في الحصول على المال من أجل الزواج أو أن شخص له شهادات ولم يحصل على وظيفة , ... الخ ,  وما يؤكد هذا هو أن الذكور هم الأكثر انتحارا لأنهم هم الذين يحملون المسئولية الأكبر في الإنفاق في الحاضر أو   المستقل  .

       أخي يتضح لنا أن الفقر و البطالة هما لب الأسباب التي تؤدي للانتحار .

       و لكن ألا يوجد دواء لهذه المشاكل الاجتماعية ؟

      إننا  نحن المسلمين , نؤمن بأن ما انزل الله من داء إلا و انزل له دواء

     ودواء هذه المشاكل و غيرها هو مراجعة النفس و الإيمان بقضاء الله وقدره, وبأن الله هو الرزاق و هو الفتاح.

*   و اعلم أن الله يعلم بما تعيشه وبما تعاني , واعلم أن الله هو الرحمان الرحيم.

*   و اعلم آن هذه الدنيا ليست بدار قرار .

*        واعلم أن الله حرم الانتحار, في قوله اعز من قائل » وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا « 

         و أكد على تحريم الانتحار,  و كذلك تبيين عقابه يوم القيامة  , فرسول  الله الذي لا ينطق على الهوى  في قوله : فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) رواه البخاري ( 5442 ) ومسلم ( 109 ) .

      وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة ) رواه البخاري ( 5700 ) ومسلم ( 110 ) .

     وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات . قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة ) رواه البخاري ( 3276 ) ومسلم ( 113 )

        وأختم كلامي بنصيحة إلى كل من فكر أو يفكر أو سيفكر في الانتحار :

 

v   عش المستقبل في الحاضر ,  

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة