النكتة الفاضحة

النكتة الفاضحة

عبد الرحمن الأحمدي

 

 حين ساق الأستاذ المقرئ أبو زيد نكتة تدل على بُعد نفسي وسيكلوجي  يعبر عن طبيعة الإنسان في محاضرة عمرها زهاء أربع سنوات!

كان ذلك بمثابة ومضة ضوء كشفت المستور وأظهرت طابور الذين ينبشون في النوايا ومكونات الصدور، وينسجون الحبائل ليوقعوا فيها رؤوس ورموز الفكر الحر المزعج.إن هذه النكتة رسمت في الآفاق ألف علامة استفهام وأوحت بمائة سؤال وسؤال نقتصر منها على هذا العدد الذي يكشف زيف كل مرتبك بطال

متى كانت النكتة في تاريخ الأدب الإنساني عنوان عنصرية او طائفية او احتقار؟ لقد كانت النكتة عبر التاريخ عنوان الذوق النقدي الحلو المتأدب البريئ، وأسلوبا للنقد الرمزي الموجه الباني.

كم نكت الناس ـ عبر التاريخ ـ على القضاة ليقيموا اعوجاجهم وشططهم؟

كم نكت الناس على الملوك والسلاطين لينتهوا عن بعض جورهم وطيشهم وبطشهم؟ كم نكت الناس ـ عبر التاريخ ـ على التجار والجزارين والصناع؟

كم نكت الناس على الفقهاء والعلماء وما تكلمتم؟! حتى نكت ابو زيد الذي ملأ الدنيا صراخا بأفكاره الناصعة البيضاء.!

لم أقمتم الدنيا ولم تقعدوها يوم حكم على نصر حامد أبو زيد  ..... في  مصر بطلاق زوجته

وقلتم انه ظلم، وحسبتم الحكم عليه حكما على حرية الفكر والكلمة؟

أم أن ذاك أبو زيد ( التقدمي ) وهذا أبو زيد ( الظلامي )وسيان بين فوائد التقدم وفوائد الظلام إن كنتم تقرؤن.

 كم كتب الكتاب من دواوين في الأدب الشفهي سارت بها الركبان.

وكلها نكت وطرائف وأمثال و أحاجي؟

 لقد باتت النكتة فنا أدبيا ولونا ذوقيا يعبر عن ظواهر تعتري الإنسان ( بخل ـ شح ـ خوف ـ فضول ـ شره ـ طمع ـ خفه ـ بلاده ـ ظلم ـ غباء ...)

ألم يكتب أدباؤنا ـ عن الحمقى والمغفلين ؟ الم ينكتوا ويُطْرِفوا حتى على لسان الحيوان ؟ الم ينتحلوا شخصيات أسطورية وخيالية من الإنس ـ كجحا ـ ومن الحيوان كما في الكليلة ودمه ـ بل خلقوها واختلقوها حتى من عوالم العفاريت والجان ؟؟

ليست الاعجوبة ما قاله ابو زيد المفكر، فهو الغني ـ عالميا ـ عن التعريف والتجديف ورميه بالبهتان.

وإنما النكتة والأعجوبة هي أن تكشف النكتة عن طابور مدسوس رأسه وخرطومه هنا يلفق الأقاويل، وءاخره وديله في إسرائيل.

إن المغاربة ـ منذ وجد كيانهم المجتمعي ـ  وهم يؤلفون النكتة ويحبرونها ويجملونها ويتبادلونها، وما سجل التاريخ أن قبيلة خاصمت قبيلة ولا بلدة غارت على بلدة ولا شريحة حقدت على شريحة، ولا عرفت عبر هذا التاريخ أنها عنوان سخرية أو تمييز عنصري.

فمهما حاول البلداء أن يقرؤوا الأدب الشعبي قراءة سياسية أو اديولوجية فلن يسعفهم ولن ينجر خلفهم إلا من انخرط معهم في الطابور العميل البغيض ـ

إن الإرهاب الفكري الذي يمارس على العقيدة الإسلامية بالمغرب اليوم اخطر ألف مرة مما تسمونه إرهابا على الأشخاص والأجناس.

وان اللعبة مكشوفة.

وان هذه النكتة الفاضحة المباركة كشفت كمينكم ومدسوسكم. حتى صاروا نكتة الزمان في كل مكان؟؟ وليتكم خاصمتم المقرئ أبا زيد خصام

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات