الأقربون أولى بالمعروف
شهيد لحسن امباركي
بسم الله الرحمن الرحيم.
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ((
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ))
منذ نعومة أظافرنا و نحن نردد شعارنا " الله الوطن الملك"، فبالله آمنا و عليه توكلنا و إياه نرجوه في كل آمالنا.و كل الشعوب التي تحب أوطانها تردد '' نموت و يحيى الوطن"
و نحن نقول "نحيا و يحيا الوطن".
فلوطننا أثنينا فلذات أكبادنا و شبابنا بالدفاع عنه و الجهاد في سبيله. إن حب الوطن من الإيمان علمناها لأجيالنا، فترى كل مغربي مؤمن يدود عن وطنه بالغالي و النفيس و كل شبر من وطننا معجون بدماء و عرق جباه الفلاحين، الكادحين، المعلمين و الأساتذة،
الجنود، الممرضون و جميع طبقات و شرائح المجتمع من أبنائنا و ليس للملك فيه أي قطرة من هذه و تلك. و الذي يهدي من أرضنا شبرا فقد أهدى مع الشبر كفاحنا نضالنا أحياءنا شهداءنا. ففي هذه الأيام يتجول الملك في البلدان الإفريقية و يتكرم بنا حيث يشاء و كأن شعبنا في رفاهية و ازدهار، فلم تزل خيم الفقراء تملأ بلادنا و المعوزين في كل أنحاء الوطن فهل يا ترى أليس نحن أولى بهذه الهدايا و العطايا و المكارم؟ أليس الأقربون أولى بالمعروف؟ فمن هم الأقربون لجلالة الملك الماليين أم أبناء الوطن العراة الذين يفترشون الأرض و ليس لهم مأوى. فنحن أملنا بالله و نطلب منه سبحانه و تعالى أن يثبتنا على الإيمان و يهدنا إلى الصراط المستقيم. و كذلك لن يتغير حبنا لوطننا و لن نطلب منه و دائما و أبدا نعطي له و نمده بجهدنا ووقتنا لأنه مرتعا لنا و مأوى لنا، ففيه ترعى مواشينا و منه زادنا و ملحنا بسهوله و جباله و هضابه و كل رملة منه هي ملك لنا و من أحب الله و أحب الوطن نحبه أكان فردا من الشعب أو ملكا و لكن لا نحب من لا يحب وطنه و يفرط فيه و يهدي لمن يشاء لغير المغاربة بما يشاء.
و كما نحن ثابتين على حبنا لله و الوطن أتمنى أن لا يخيب جلالة الملك ضننا و أن نغير اتجاه حبنا و نصبغ الملك بالصبغة التي يزيلها المطر فأرجو أن تكون صبغة ثابتة كقدره الثابت في قلوبنا