لماذا نود الانتقام ؟
محمد يحظيه
في السبعينات من القرن الماضي توجهت سيدة يابانية عمياء إلى محطة القطار، ولأن هذه الأخيرة لم تكن مجهزة حينها بأجهزة لإرشاد فاقدي البصر، أخطأت السيدة وسقطت تحت عجلات القطار وفارقت الحياة.. فثار اليابانيون معلنين الحداد العام غضبا على إهمال هذه المجهولة الفقيرة، مما أدى إلى إقالة الحكومة دون تأخير، ووضع خطة لتغطية كافة الطرق اليابانية بالوسائل اللازمة لخدمة ذوي الاحتياجات
الخاصة حرصا على سلامتهم.. وبالفعل بعد بضع سنوات تمت ترجمة الخطة على أرض الواقع.. والرائع في الأمر أنهم كتبوا رسالة على طرقاتهم :"تخليدا لمن أيقظت ضمير الشعب الياباني"..
نعم سيداتي وسادتي هذه هي اليابان ؛ منبع الشمس (كما يعني اسمها)..
نعم سيداتي وسادتي هذه هي اليابان ؛ منبع الشمس (كما يعني اسمها)..
لكن السؤال المطروح هو كيف استطاعت هذه الدولة التي خرجت مدمرة من الحرب العالمية الثانية تحقيق كل هذه المعجزات الاقتصادية والعلمية والثقافية ؟؟
إن أول خطوة قامت بها اليابان هي عدم التفكير في الانتقام .. فهي بدلا من أن تخرج من الحرب العالمية الثانية حاقدة على العالم بعد قصفها بالقنابل النووية من الولايات المتحدة الأمريكية ، استطاعت اليابان أن تخرج أكثر تسامحا وصمودا وقوة حين علمت أن الإرادة الحقة والإخلاص والتفاني ذخيرة لمن لا يؤمن بالمستحيل.. فلوأن اليابانيين فكروا بعد هذه الحرب في الانتقام لما استطاعوا الوصول إلى ما وصلوا إليه والذي لن نصل إليه إلا بعد عشرات إن لم أقل مئات السنين..
فهاهي اليابان اليوم تنافس أمريكا اقتصاديا وصناعيا وتكنولوجيا..
أمريكا ؛ التي ارتكبت في حقهم أبشع فاجعة في تاريخ الحروب البشرية..
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
المقالات الأكثر مشاهدة
1756 مشاهدة
3
1630 مشاهدة
4
785 مشاهدة
9