هكذا يستعمل الاعلام لضرب لسان معارض

 


  أيوب مبروك 

تعرض شباب 20 فبراير و المتعاطفين معهم  لحملة اعلامية شرسة,  تقف وراءها جهات الكل بات يعرفها , فتضاربت تصريحات بعض النخب السياسية و كذلك مجموعة من الأقلام الصحفية المأجورة , فمنهم من اتهمهم بالخيانة  و العمالة للبوليساريو واخرون قالوا بأنهم عبارة عن مجموعة من الملحدين أتوا ليزرعوا الفتنة و ليفسدوا في الأرض ,كما  قالوا بأنهم ليسوا سوى رباعة ديال البراهش واكلين رمضان , ووصلت الاتهامات  الى القول بأن أحد مؤسسي حركة 20 فبراير مسيحي  حيث بادرت  الكنيسة المسيحية بالمغرب بإصدار بيانا  عممته على وسائل الاعلام المكتوبة و الالكترونية تقول فيه للراي العام أنها تتبرأ من شباب 20 فبراير, ولا أزال الى حدود كتابة هذه السطور  أجهل متى ولدت هذه الكنيسة و متى أنتخب المدعو يوحنا المغربي رئيسا لها  .
هذا من جهة و من جهة اخرى تعرض ناشطون في حركة 20 فبراير  لحملة اعلامية خبيثة بحيث تم اختراق حواسيبهم و  قرصنة حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي و قام القراصنة المسخرين من جهات تفزع أذا قامت حركة اصلاحية تنادي بمحاربة الفساد و محاكمة المفسدين  ,  بأخذ صور لبعض الناشطين و استعملوها بصيغة خاصة تهدف   الى  النيل من سمعتهم لم تقتصر الحملة الاعلامية عند هذا الحد حيث قامت القنوات الرسمية بإعلان عن الغاء المظاهرات ليلة 20 فبراير في تصريح نسب لناشطين في 20 فبراير.
جاء يوم 20 فبراير و خرج الالاف  من المغاربة بمختلف مكوناتهم الأيدولوجية و السياسية ليتظاهروا في العديد من  المدن المغربية , رغم كل المحاولات التي قامت بها هذه  الجهات من أجل ثني الشعب و عموم المواطنين عن الخروج في 20 فبراير, حيث  استعملت  مجموعة من الاساليب لتشويه الحركة و النيل منها ,نسبيا قد تكون هذه الحملة قد قلصت من شعبية الحركة و من نسبة المشاركة في المظاهرات , لكن  عموم الشعب المغربي لم يبالي بهذه الاعمال و خرج ليعبر عن رفضه للاستبداد و الفساد الذي لازال يعاني منه طيلة  5 عقود.

فشلت جميع الوسائل التي قامت بها هذه الجهات عن ثني الشعب و عموم مكونات حركة 20 فبراير عن التظاهر السلمي من أجل محاربة الفساد و المطالبة بإصلاحات سياسية و اقتصادية ,لكن هذه العصابة التي تعيش بالاستبداد و تتنفس بالفساد  استعملت اوراقها الاخيرة  حيث لجأت الى كلب مسعور اسمه أكورا ,فبعد  بضعت أيام فقط على انشاء  هذا الموقع الالكتروني أخذ ينشر صورا و معلومات شخصية بالإضافة الى  فيديوهات  لمواطنين مغاربة في  مس واضح و انتهاك للحياة الشخصية للمواطنين المغاربة .

نشر موقع أكورا مجموعة من المعلومات و الصور و الفيديوهات  الخاصة بأعضاء قياديين ينتمون الى جماعة إسلامية, و يقولون أنها تكشف  حقيقة هؤلاء للرأي العام الوطني  من خلال انغماسهم في الشهوات واللذات الجنسية  وعلاقات الحب خارج إطار العلاقات الشرعية, و يبقى الهدف من هذه الحملة الشنعاء التي تعرضت لها حركة 20 فبراير و المواليين لها هو محاولة الاضعاف الحركة و افقادها بعض انصارها , ويستند أصحاب هذا الموقع إلى تفاصيل ومعطيات   دقيقة جدا  الشيء الذي يدفعنا الى طرح أكثر من سؤال حول مصادر هذه المعلومات.
ان ما نشر على هذا الموقع  يعتبر عمل دنيء  و خسيس يستحق أشد و أقوى عبارات الادانة   فبغض النظر عن مدى صحة هذه الفيديوهات و الصور التي ينشرها هذا الموقع المشبوه الذي يديره الصحفي  الحسين يزي الذي  حيث حسب وجهة نظري يبقى هذا الصحفي وسيلة فقط استعمل من طرف هذه الجهات لضرب الحركة  الاحتجاجية و دفعها نحو تغيير مواقفها  و ترهيب كل من له موقف معارض ويقود حملة اصلاحية من أجل تفجير الفساد و ارساء الديموقراطية الحقيقية.  
 
اليوم كان الضحية هذا الهجوم الاعلامي الهمجي مواطنون مغاربة ينتمون الى جماعة اسلامية كانوا قد اعلنوا سلفا مشاركتهم في المظاهرات التي تقودها حركة 20فبراير,فالهدف  من هذه الحملة واضح فهو يهدف  من جهة الى  تضييق الخناق على هؤلاء و دفعهم الى تعديل و مراجعة مواقفهم و تصريحات بعض القياديين , ومن جهة أخرى الى  بعث رسالة قوية لباقي السياسيين الخاضعين  مفادها أن أكورا تملك لكل واحد منهم ملف فهي تعد لهم المفاجئة في حال تغيير مواقفهم...

 هكذا علمت كيف يمكن أن يستعمل الاعلام لضرب لسان معارض , فيمكن أن يجعل من  حادث تافه  أمر خطير تهتز له البلاد , و يمكن ان يطوي العديد من القضايا الجوهرية لينساها الشعب حيث لا يجد أدنى صعوبة في طي الماضي الاسود  لبعض السياسيين  المفسدين ليجعل منهم أشخاص نبلاء  و يقدمهم للراي العام على أنهم أمل الامة و مستعدون للعمل و التضحية في سبيل الوطن مهما كلفهم ذلك من جهد  ,أما أصحاب الراي المخالف فلا يتورع الاعلام عن انتقادهم الى حد نشر بعض المعطيات التي تمس  بحياتهم  الخاصة و تهدد استقرار  أسرهم.
هكذا يستعمل الاعلام لضرب لسان معارض ينادي بالإصلاح و محاكمة المتورطين في الفساد  حيث يلجأ الى الافتراء على أمل أن يعلق في أذهان الناس شيء مما يفتري على الضحية.