قضية المتصرفين في ميزان الحكامة الإدارية

قضية المتصرفين في ميزان الحكامة الإدارية

كاسم مبارك

 

 

 

مصطلح الحكامة مفهوم ثم استعماله لأول مرة من طرف البنك الدولي في 1989 الذي اعتبر الحكامة أنها:” أسلوب ممارسة السلطة في تدبير الموارد الاقتصادية والاجتماعية للبلاد من اجل التنمية".كما تم تعريف الحكامة من قبل كثير من الباحثين على أنها: “الطريقة التي تباشر بها السلطة في إدارة موارد الدولة الاقتصادية منها والاجتماعية بهدف تحقيق التنمية".

لكن هذا المفهوم يبقى من المصطلحات العائمة الفضفاضة عند المسؤولين عن تسيير الإدارة المغربية بحيث يستعمل للتبرير و التسويق للقرارات و البرامج التي غالبا لا يشرك في اتخاذها كل المكونات المعنية.

و في هذا السياق لا يخفى الدور الحيوي الذي تضطلع به فئة المتصرفين في المنظومة الإدارية المغربية..هذه الفئة التي استأثرت باهتمام المسؤولين عن

تطوير الإدارة المغربية وذلك من خلال الانخراط الفعال في كل مخططات الإصلاح المركزي و الجهوي .

لكن بعد صدور المرسوم رقم 2.06.377 بشأن النظام الأساسي الخاص بهيئة المتصرفين الذي تم تقديمه على أساس أنه إصلاح للمنظومة الإدارية تبين أن الحسابات الفئوية قد لعبت دورا في إخراج هذا النظام الأساسي المشوه و الذي أخلط تخصصات و تكوينات مختلفة في نظام واحد بشكل غير مستساغ مهنيا أو إداريا.

من نتائج هذا النظام الأساسي الجديد احتقان شديد تعانيه الكثير من المؤسسات العمومية بسبب وضعية الحيف الوظيفي و الإداري الذي وجد المتصرفون أنفسهم يعانون منها مما يتناقض مما يتناقض مع شروط الحكامة الإدارية التي يروج لها المسؤولون عن تسيير الإدارة المغربية.                               

إن من معايير الحكامة الواضحة هو إشراك جميع المكونات في أي إصلاح خصوصا إذا كان يمس فئة واسعة من موظفي الإدارة العمومية.

  و قضية المتصرفين عرفت تأزما متزايدا بسبب الإقصاء في اتخاذ القرار و التهميش المادي و المعنوي ، فضلا غياب أية معايير واضحة لتفسير خلط تخصصات الإعلام و التجارة و التسيير و التعمير و غيرها من التخصصات  مع فئة المتصرفين إلى درجة أن هاته الفئة صارت تستوعب العشرات من المهن و الميادين العلمية التي لا تربطها ببعضها أية علاقة مهنية أو علمية.

                                              و إذا كان المغرب انخرط في أوراش واسعة منها ورش الجهوية الموسعة ، فإن أي مشروع من هذا الحجم يستدعي تحفيز و تعبئة جميع مكونات الإدارة العمومية من أجل تنزيله و إنجاحه، ثم إن  الحكامة ليست مفهوما سحريا يستعمل بشكل فضفاض و غامض لملأ الفراغ مع شح التصورات و غياب الإرادة في التواصل مع كل القوى الاقتراحية الموجودة، بل الحكامة هي معايير علمية مقنعة و واضحة لا تنسجم أبدا مع حالة الاحتقان التي تعيشها الإدارة المغربية حاليا.

 

 

 

 

 

 

عدد التعليقات (6 تعليق)

1

adel maghribi

أكبر متضرر

أكبر متضرر من النظام الأساسي الجديد للمتصرفين هم خريجو مدرسة علوم الإعلام و خريجو مدارس التجارة و التسيير و التعمير..الذين وجدو أنفسهم مع فئة المتصرفين دون استشارة..

2014/05/03 - 10:51
2

م.ن

حتى المتصرفين لم يستشاروا في من سيضم قسرا وعنوة إليهم

المتصرفين هيئة وليسوا فئة والفرق واضح وناضح............مقالك مبادرة حميدة يرجى مزيد من الكتابة فيس الموضوع....وبقوة وعمق أكبر تحياتي للمتصرفين كافة ومن ضم إليهم كذلك

2014/05/03 - 06:59
3

zaki

ااطار المتصرفين اصبح مشاعا لكل من لااطارله

عرف هدا الاطار مجموعة من التجاوزات في تدبير وضعية المنتسبين له حتىاصبح اطار من لااطار له ولعل المادة 109 من النظام الاساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية التي سمحت لرجال التعليم بتغيير الاطار لاطارمتصرف لخير دليل على الاستخفاف باطار مترفف الدي لم يكن ممنوعا من الصرف.

2014/05/03 - 10:26
4

fouda

متصرف (حلاق)

المتصرفون يحتاجون ست سنوات لاجتياز امتحان ترقية واحد ووحيد و نهائي...أليس هذا حيفا...خصوصا أن هناك هيئات تستفيد من امتحانات سنوية...

2014/05/05 - 12:49
5

raid

nidal + competence

صاحب المقال يريد أن يشير إلى استفادة المهندسين من امتيازات....المهندسون ناضلوا من أجل مكتسباتهم...لما لا يفرض المتصرفون أنفسهم بالنضال و الكفاءة...إنها مسألة كفاءة و فرض الوجود....بكل بساطة....

2014/05/05 - 01:01
6

متصرف أم شبه متصرف

متصرفو نظام وحدة المدينة

المتصرفون الجماعيون المقترحون عبر لوائح الترقية السنوية يعانون في نظام وحدة المدينة من محسوبية وزبونية لا تطاق ، بحيث أن لوائح الترقية توجه من المقاطعات بلوائح معينة في حين توجه لوائح أخرى تحمل أسماء موظفين أشباح أو موظفين ينتمون لمراكز القرار بالجماعات الحضرية وهناك تقلب اللوائح ويرقى من يرقى ويضيع من يضيع ، أما ما ابتدعه بعض المشرفين على الترقيات فهو الآتي: يرقى لمتصرف أو متصرف ممتاز من يمارس صفة مسؤول رئيس مديرية أو قسم أو مصلحة والباقون ترمى وضعيتهم للمزبلة أو ينتظرون حتى يموتوا من الإنتظار . أما الفئة الأخرى فهي MI أو AC لقد حان الوقت من أجل التعامل مع أطر الجماعات على قدم المساواة والتحقيق النزيه والشفاف في الخروقات التي تطال ملفاتهم وإلا سستفاقم أوضاع الأطر الإدارية داخل المقاطعات الجماعية .

2015/04/15 - 01:59
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة