الغش في امتحانات الباكلوريا يعمق جراح المنظومة

الغش في امتحانات الباكلوريا يعمق جراح المنظومة

مراد الصغراوي

 

يعتبر الغش من الموضوعات اللغوية والأدبية والتربوية والنفسية والاجتماعية المعقدة، وذلك نظرا لتعدد أشكال الغش ومدلولاته ومستوياته وأساليبه، ولموضوع الغش عدة جوانب تربوية واجتماعية ودينية واقتصادية وأمنية، ويجمع الباحثون على أن الغش عبارة عن انحراف في السلوك وغير تربوي وينم عن شخصية غير سوية أو ناضجة وهذا السلوك على اختلاف أشكاله يعتبر محرما أخلاقيا، وهو مخالف لنداء الواجب ومخالف لقيم الإنسان الأصلية.

أولا: تعريف الغش

الغش ظاهرة تدل على سلوك غير سوي، سلوك منحرف وغير أخلاقي وهو سلوك مرضي يهدف إلى تزييف الواقع لتحقيق كسب مادي أو معنوي أو من أجل إشباع بعض الحاجيات أو الرغبات لدى الفرد، والغش من الناحية الأخلاقية مثله مثل الكذب والخداع وهذه الدلائل للغش تتفق مع ما جاء في اللغة العربية من معنى للغش فيقال غشه ويغشه غشا أي لم ينصحه واظهر له خلاف ما يضمره والغش يدل على الخيانة، أما تعريف الغش من الناحية التربوية فإنه يعرف بأنه عملية تزييف لنتائج التقويم كما يعرف بأنه محاولة غير سوية لحصول التلميذ على الإجابة من أسئلة الاختبار وباستخدام طريقة غير مشروعة.

ويعرف علماء التربية الغش بأنه ظاهرة اجتماعية منحرفة وذلك لخروجها عن المعايير والقيم الاجتماعية التي يضعها المجتمع ولما تتركه من أثار سلبية تنعكس بصورة واضحة على مظاهر الحياة الاجتماعية في المجتمع.

ثانيا: انتشار ظاهرة الغش في الامتحانات الإشهادية

نحن نعلم أن ظاهرة الغش موجودة لدى تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات وفي داخل المؤسسات العلمية التربوية وخارجها، وبشكل فردي وجماعي ولدى الصغار والكبار،الذكور والإناث وتشير الدراسات إلى أن هذه الظاهرة انتشرت لدى التلاميذ العاديين في تحصيلهم الدراسي ومن المتفوقين وكذلك لدى التلاميذ ضعاف التحصيل والذين يعانون من صعوبات في مجال التعلم.

فهناك دراسات تربوية أجريت في ظاهرة الغش من هذه الدراسات،أن 82% من تلاميذ العينة قاموا بالغش في الامتحانات الإشهادية مقابل نسبة تقدر ب حوالي 69% من التلاميذ.

ولعل أحدت الدراسات في مجال التعلم تشير إلى أن نسبة الغش الإجمالية تصل إلى 25% والواقع يثبت العكس إد يرى المتتبعون للشأن التربوي أن النسبة تفوق بكثير ما تم الإعلان عنه، لذلك نتوقع بأن أساليب الرقابة في الاختبارات مهما تنوعت لا تكون مجدية بشكل كلي والمشكلة ليست عدم وجود ضوابط قانونية وإنما المشكلة في الواقع هي مشكلة إعداد التلميذ تربويا ونفسيا وفكريا وأخلاقيا.

ثالثا: العوامل المؤدية إلى سلوك الغش

عديدة هي العوامل المؤدية إلى الغش منها:

1- التنشئة الأسرية والإتجات الوالدية في تربية الأطفال، فالدراسات التربوية والاجتماعية والنفسية أجمعت كلها على أهمية التنشئة الأسرية للأطفال داخل الأسرة وفي المراحل المبكرة من أعمارهم، فالأسرة بما يسودها من عادات وقيم تلعب دورا بارزا في تعليم الطفل وفي إكسابه مجموعة من القيم الحسنة.

2- العوامل التربوية التعليمية ومنها نظام الامتحانات وخوف التلميذ من الامتحانات كلها عوامل قد تدفع المتعلم إلى التفكير في الغش.

3- العوامل الاجتماعية فغالبا نلاحظ ان الطبقة العليا في المجتمع ما تشجع أو تضغط على ولدها من اجل احتلال مركزا اجتماعيا مرموقا على العكس من الطبقة الدنيا.

4- تقاعس المتهاونين من رجال التربية عن أداء واجبهم المهني كما يجب الشيء الذي ينعكس سلبا على المتعلم فيجد نفسه معدم التحصيل الدراسي مضطرا إلى اللجوء إلى الغش

رابعا: أساليب الغش في الاختبارات

أجريت عدة دراسات كان الهدف منها معرفة الطرق والأساليب المختلفة التي يستخدمها التلاميذ في مجال الغش، وغالبا تنحصر هذه الأساليب في نقل الإجابة عن السؤال أو الجزء الهام منها من صديق مجاور في قاعة الامتحان، أو النقل من أوراق مصغرة ومعدة لهذا الغرض أو تبادل أوراق نفس الإجابة مع تلميذ آخر ولعل أخطر هذه الأساليب وأكثرها انتشارا في الوقت الراهن هي نقل الإجابة من أجهزة اللاسلكي من خارج قاعة الامتحان، وهناك أساليب بدأنا نسمع بها وهي قيام أحد المراقبين ممن له صله بالتلميذ الممتحن بمساعدته للتلميذ داخل الفصل.

خامسا: علاج حالات الغش في الاختبارات

من بين الوسائل التي ينبغي اعتمادها لعلاج معضلة الغش هي توجيه التلميذ وإرشاده والنظر في جميع مشكلاته المدرسية والأسرية والصحية والاجتماعية وهذه مهمة الأستاذ.

إن مدارسنا بشكل عام تعاني من سلبية عدد من الآباء في متابعة أبنائهم  وترك الحبل على الغارب لإدارة المدرسة لتتحمل التربية مع التعليم والحقيقة هي إن هؤلاء الآباء لا يشعرون بالخطر الحقيقي الناجم عن سلبيتهم إلا بعد حدوث أضرار تمس الأبناء سواء كانت انحرافات سلوكية أو رسوبا دراسيا متكررا،والغريب في الأمر إن أصابع ألاتهام تشير في المقام الأول والأخير إلى إهمال المدرسة وعدم رعايتها الكاملة للأبناء وناسين دورهم المهم في التربية والرعاية والتواصل مع المؤسسة التعليمية من اجل حماية الأبناء وحماية المجتمع ولا تنسى قول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم"أدبوهم لسبع وعلموهم لسبع وصاحبوهم لسبع"

 

 

 

 

 

 

عدد التعليقات (1 تعليق)

1

ورزازي

الغ

يجب على وزارة التربة والتعليم ان تضع كامرات للمراقبة في الاقسام للحد من الغش وهذا لا يكلف شيءا لانه لايعقل ان التلميد حضر دروسه طول السنة وفي الاخير يأتي كسول دون مستوى ويستعمل طريقته الخاصة في الغش ويحصل على نتيجة عاليه وكذلك ان هناك بعض المراقبين في الامتحانلت يساعدون على الغش الله ياخد فيهم الحق

2014/06/13 - 06:42
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة