غابت مكارم الأخلاق

غابت مكارم الأخلاق

إسماعيل بوكيلي مخوخي

 

 قمنا بأداء صلاة الجنازة ترحما على مبادئ الصدق و الأمانة و الاحترام ، بل و حتى التعاون و التآزر و التلاحم ، أين نحن من التعاون على البر ، كيف أصبح المجتمع يلقب من في قلبه جزءا و لو صغيرا من مكارم الأخلاق أنه [نيَة] أو بأسلوب الشارع [خبري ، بوجادي، دمدومة] ؟؟ ، أين غابت قصص أجدادنا عن الجار الذي يحمي عائلة جاره حتى يعود من سفره الطويل ؟ و أين الأخ من هذا و كيف أصبح يعامل أخته؟ و كيف هي أصبحت تتصرف كي تجعله يعاملها بشكل أخلاقي؟ حتى أنني ظننت أن خروجهما مع بعضهما أصبح محظورا أو ربما جريمة يعاقب عليها القانون، وفي هذا الزمن أصبحنا نرى الأم الحنونة تقوم بكل شيء في المنزل بداية من الذهاب إلى التسوق ، و الخروج عند البائع ، و الجديد هو حملها لوصلة الخبز بنفسها إلى الفرن، والإبن الذي يدعي بقمة الرجولة وسط الأهل و الأصدقاء إما نائم في سبات عميق،أو جالس في مع الأصدقاء في الحي،وبالمقابل البنت التي عرفت بحنانها اتجاه أمها تظل طول النهار أمام التلفاز،تشاهد جميع المحطات،و مربية الأجيال التي يقال في حقها أنها مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأخلاق، أصبحت لها صفة الخادمة في المنزل تنكس و تطبخ و تغسل أين نحن من كل هذا؟ نعم فلقد غابت مكارم الأخلاق.

      أين غاب الصدق؟ ومن تثق فيه و تؤَمنه على سرك؟ دون أن تدري أنه عند حدوث أول سوء تفاهم فسيكون مصير اسرارك البوح لكل من له صلة بك،و هو بداخله فرح و سرور و بهجة، كأنه كرس مبدأ سائد لديهم و دخل منظومة مكارمهم الأخلاقية، أين التلاحم العائلي يوم العيد؟ ووجود الأعداد الهائلة من العائلة والجيران تتوافد لتقديم التهاني، أصبحنا في زمن حتى الأخ لا يسأل عن أخيه، ويوم يريد السؤال يبدأ بجملة أصبحت رنانة في كل البيوت: فاش كتقرا آ خويا هاذ العام؟ إذن ما معنى هذا، بصريح العبارة و بطريقة غير مباشرة يبين لك و يوضح أنه غير مهتم بك، لأن الغريب في الأمر أن هذا السؤال يتكرر عشرات المرات في السنة الواحدة.

      أين التآزر في المحن ؟ نزعم أننا مسلمين يعني أن التآزر من شيمنا، من في هذا الزمان تجده يساعدك في حل أزمة أومشكل؟

 

غابت مكارم الأخلاق و أصبحنا في زمن يريد المرء فيه أن يراك كل يوم في محنة و عذاب و كرب وحزن شديد، شتَنا نحن و أزمنة الرجال أصحاب السواعد و القلوب النيرة البيضاء،نحن في زمن الحقد و الكره و البغضاء انقلبت الكفة و غابت مكارم الأخلاق، و بعد انتهائي من أداء صلاة الجنازة على غياب العزة والفخر والمجد الذي كنا نعتز به ، نزلت من عيني قطرات دموع بدون تعداد،كانت محصورة سنين و سنين وسط قلعة مهجورة بدوامة لا تنبؤ إلا بضباب كثيف ستأتي معه زخَات مطرية رعدية لن تنتهي سوى بالفيضان، وغابت مكارم الأخلاق.

عدد التعليقات (8 تعليق)

1

مقال جميل يتحدت عن م اصبحنا نعيشه الان في مجتمعاتنا العربية و شكرا لكم

2014/07/15 - 02:17
2

wiam

غابت مكارم الأخلاق

Bien dit monsieur Ismail c'est totalement raisonnable vous avez bien fait et bon chance

2014/07/15 - 01:25
3

مقال يستحق القراءة لانه يجسد حال مجتمعنا البائس

2014/07/15 - 03:41
4

abdou

مقال جميل جدا يعكس واقع مجتمعنا اليوم.. كل التوفيق و النجاح لكاتبنا الشاب اسماعيل

2014/07/16 - 05:38
5

ismail c la vérité wlh bn Chance a Khoyyya

2014/07/16 - 05:43
6

ذ.بخنيف

تحية لك

اثمن فيك همتك وغيرتك على أخلاق المجتمع المغربي، تحية لك الأخ اسماعيل، عرفتك طالب القانون، والآن اكتشف فيك إرهاصات الاديب وفقك الله ورعاك

2014/07/17 - 05:19
7

abdelbar boukili

esprit critique tres bien bonne continuation

2014/07/17 - 11:19
8

إسمعيل بوكيلي مخوخي

تحية لكم

سررت بتعليقاتكم وهذا ما سيزيدني إلحاحا و إصرارا عاى الكتابة والتعبيو عن رأيي بملامسة الواقع المعاش. شكر جزيل لقدوتي أستاذي الجامعي سمحمد بخنيف على تعليقه الذي سيبقى في مسمعي دائما وسأعمل في باقي الأيام على أن يزيد فخره بي . شكرا أستاذي الفاضل.

2014/07/18 - 01:41
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة