"جرحك لنا يا سيدي الوزير فخر لنا "

"جرحك لنا يا سيدي الوزير فخر لنا "

غرادي يوسف

 

تلقت أسرة الآداب و الشعر و الفن و الثقافة و القانون ببالغ الأسى و الحزن و نحن في هذه الأيام المباركة الروحانية خبر يصف فيه وزير التعليم العالي و البحث العلمي و تكوين الأطر ، السيد لحسن الدوادي ، المجازين بالعالة و يعتبر "اﻷدبيين " خطراً على المغرب. تزامن هذا التصريح الجريح مع إعطاء انطلاقة الباكالوريا المهنية الجديدة و التي سوف يرفع عنها الحجاب خلال الموسم الدراسي المقبل بإذن الله.

في نفس الصدد ,في يوم من الأيام عندما كان الدكتور طه حسين ، عميدا لكلية الآداب في جامعة القاهرة ، أفصح طالب عن رغبته الشديدة في متابعة مسيرته العلمية بشعبة الفلسفة لكونه كان يتوق لمعرفة الكون و أسرار الوجود ، فرد عليه ، طه حسين ، ساخراً " أنت جدير بالفلسفة فعلاً ، ﻷنك تقول كلاما غير مفهوم ". فلم يكن، طه حسين ، على علم أن الطالب الذي كان مغرما بالفلسفة "المحرمة" اسمه " نجيب محفوظ " و الذي ما زال يتربع على عرش الآداب و الفنون إلى يومنا هذا. فكيف سولت نفس الوزير بدغدغة مشاعر آلاف الطلاب والطالبات لمجرد كونهم أنهم يعشقون الفن و الآداب و يكرهون النتانة !! .

فإذا ألقينا نظرة بانورامية على الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم و التي تبوأ صداراتها ملك المغرب ،الملك محمد السادس ، سوف نخلص على أن المراكز الأولى كانت حليفة أناس تابعوا دراستهم في جامعات للآداب و العلوم الإنسانية. فاالملك محمد السادس كان قد واصل الدراسات العليا في الحقوق و نال الإجازة في موضوع "الاتحاد الإفريقي و استراتيجية المملكة في مجال العلاقات الدولية و حصل على شهادة الدراسات المعمقة في العلوم السياسية و القانون العام بامتياز.

أما الرئيس باراك أوباما فقد عمل و لمدة اثنى عشر عاما كأستاذ للقانون الدستوري في كلية الحقوق بجامعة شيكاغو كمحاضر. فالقانون يا سيدي الوزير هو الذي يحميك و يحميني.و السياسية فإنها علوم إنسانية اجتماعية محضة و الآداب يا سيدي الوزير هو الذي علمنا الأدب و احترام الغير ، و الشعر يا سيدي الوزير هو منبع العلم و لا يشرب من نيله إلا من كان له ذوق في هذه الحياة . و التاريخ هو الذي يعلمنا أخطأنا لكي لا نكررها ، و كما قال ادموند بيرك الشهير "أولئك الذين لا يعرفون شيئا عن التاريخ يتجهون الى تكراره ". و جغرافية الصحراء مغربية حتى النخاع و الفلسفة يا سيدي الوزير فإنها محجوزة للعظماء فقط.

فوزاراتكم يا سيدي هي من بهدلت بالآداب و بالإجازة و بالماستر و بالدكتوارة و بهذا الوطن الحبيب ، اما نحن سوف نظل دوما واقفون على ناصية قصر الثقافة و الآداب خافضين هذا الموروث الذهبي الأدبي ; و إن أردتم الإلحاق بنا يا سيدي فنحن في مقدمة القطار.

عدد التعليقات (1 تعليق)

1

زكية الذكية

لا فض فوك

لا يفضض الله فاك يا يوسف. ارجو ان يكون الوزير ممن يفهم ما يكتبه اهل الادب حتى يعي ما تقول. ربما تفوه بتصريحاته تلك لخلوه من ادب مخاطبة الناس وهو شيء لم يتعلمه في دراسته للاقتصاد.

2014/07/15 - 12:18
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة