غيفارا: أيقونة النضال العالمي
إعداد: عبد الله أموش
شخصيات أَعادتها الثورات، ورُفعت لها الشارات والشعارات، وهَتفت بحياتها مئات المئات، ورُسمت صورها على اللوحات، وقُدمت لها التحيات والشعارات، وأُقيمت لها النصب في الساحات، ودَون لها التاريخ العبارات والكلمات:
"خيرُ لنا أن نموت ونحن واقفين مرفوعي الرأس، مِنْ أن نموت ونحن راكعين". "أنا لست محرراً. المحررون لا وجود لهم، فالشعوب وحدها هي التي تحرر نفسها".
"إنني أحس على وجهي بألمِ كلِّ صفعةٍ تُوَجَّه إلى كل مظلومٍ في هذه الدنيا، فأينما وُجِدَ الظلمُ فذاك هو موطني".
شخصيات عالمية أعادتها ثورات العالم العربي كأيقونات وقدوات نضالية للتحرر من ظلم الاستبداد، فحملت صورها في الساحات وميادين التحرير أبرزها: إرنستو 'تشي' رافاييل جيفارا دِلاسيرنا اشتهر بلقب "تشي جيفارا"، ثوري كوبي أرجنتيني المولد سنة 1928، كان رفيق فيدل كاسترو. يعتبر شخصية ثورية فذّة في نظر الكثيرين.
درس الطب في جامعة بوينس آيرس وتخرج عام 1953، وكان مصاباً بالربو فلم يلتحق بالخدمة العسكرية. قام بجولة حول أمريكا الجنوبية مع صديقه ألبيرتو غرانادو على متن دراجة نارية وهو في السنة الأخيرة من الطب وكونت تلك الرحلة شخصيته وإحساسه بوحدة أميركا الجنوبية وبالظلم الكبير الواقع من الملاكين الكبار على المزارع اللاتيني البسيط. توجه بعدها إلى غواتيمالا، حيث كان رئيسها يقود حكومة يسارية شعبية، كانت من خلال تعديلات - وعلى وجه الخصوص تعديلات في شؤون الأرض والزراعة - تتجه نحو ثورية اشتراكية.
وكانت الإطاحة بالحكومة الغواتيمالية عام 1954 بانقلاب عسكري مدعوم من قبل وكالة المخابرات المركزية (CIA).
وفي عام 1955 قابل جيفارا المناضلة اليسارية "هيلدا أكوستا" من "بيرو" في منفاها في جواتيمالا، فتزوجها وأنجب منها طفلته الأولى، وهيلدا هي التي جعلته يقرأ للمرة الأولى بعض الكلاسيكيات الماركسية، إضافة إلى لينين وتروتسكي وماو تسي تونغ.
توجه إلى المكسيك حيث التحق بحركة كوبية تحت قيادة فيدل كاسترو، وقد لعب دورا مهما في هذه الحركة حيث اشتهر بلقب الضابط الأذكى بسبب صفاته، كان يكره الخيانة والغدر والجبن، حتى عندما ألقي القبض عليه وتم سجنه لم يتفوه بكلمة سيئة عن اللذين خانوه ووشو به، وبهذه الصفات كان قد كسب احترام أصدقائه وأعدائه أيضا، حتى عدوه اللدود جاري برادو كابتن الجيش البوليفي قائد عملية تدمير فرقة غيفارا العسكرية أعجب بشجاعة وصفاته.
أفشل غيفارا العديد من محاولات إغتيال كاسترو التي نظمتها وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، فكون صداقة عميقة بينه وبين فيدل كاسترو الذي أطلق عليه اسم تشي غيفارا وأصبح مقربا جدا من فيدل الذي أصبح حاكم كوبا رسميا فعينه فيما بعد وزيرا للصناعة.
توجه عام 1967 إلى بوليفيا لمساعدة المقاومة هناك، في هذه السنة تمكن جاري برادو من إلقاء القبض عليه بمساعدة الفرقة البوليفية المدربة والمجهزة بواسطة الاستخبارات الأمريكية بعد العديد من المحاولات في أدغال بوليفيا. وتم إعدام الثائر تشي غيفارا في التاسع من أكتوبر1967.
وإن أعدم غيفارا كما هو مصير رجال التحرير والمقاومة فإن الثورات اللاحقة بأمريكا اللاتينية واسيا وفي العالم العربي أبت إلا أن تعيده كرمز عالمي للنضال والمقاومة.
زائر
شكرا لكم على هده النفحات التاريخية التى تنعش داكرتنا وتوسع رأيتنا للعالم وتغدى ثقافتناالانسانية.