الدعارة والإقتصاد ، وشهد شاهد من أهلها

عبد الرحمان أيت قاسي

 

خلفت اتهامات الإعلامية المصرية أماني الخياط ، والتي تتهم فيها الإقتصاد المغربي بأنه مبني على الدعارة ، وأن المملكة المغربية تحتل الرتبة الثالثة إفريقيا بعد الصومال والسودان ، على قائمة الدول التي ينتشر فيها داء فقدان المناعة المكتسبة الإيدز  ، خلفت هده الإتهامات  إستياءا واسعا و ردود أفعال ساخطة  لدى المغاربة ، رغم اعتذارها لملك المغربي وللشعب المغربي ، واعتذار الدبلوماسية المصرية لنظيرتها المغربية بواسطة اتصال هاتفي من وزير الخارجية المصري بنظير المغربي  ، وقد أدت هده الاتهامات إلى طرد الإعلامية من طرف القناة المملوكة للملياردير القبطي ساويرس ، مالك شركة أوراس كوم للاتصالات ، والذي له مشاريع استثمارية بالمغرب ، وطالبت الإعلامية من يشك في أقوالها بالبحث في محرك غوغل من أجل معرفة الحقيقة ، والحقيقة أنني شخصيا بحثت في الموضوع ، وصدمت بالحقيقة التي كنت أجهلها ، حيث وجدت فعلا المغرب يتبؤ المركز الثالث عربيا ، حيث بلغ عدد المغاربة المصابين بهذا المرض الفتاك إلى حدود العام 2012 حسب موقع "أنديكس مونداي" بلغ عددهم 26000 مصاب وتحتل دولة السودان المركز الثاني ب 34000 مصاب بينما يحتل الصومال المركز الأول ب260000 مصاب،  فأين المشكلة إذن ؟ ألسيت هذه هي الحقيقة ؟ لكن الغريب في الأمر أن نائبة برلمانية مغربية كانت قد صرحت في اجتماع تحت قبة البرلمان وأمام أعين المغاربة ، بأن الدعارة تساهم في الإقتصاد الوطني للمملكة ، وطالبت الجميع بأن تكون لديهم الجرأة و الشجاعة الكافية للإعتراف بذالك ، دون أن يكون لذالك ردود أفعال كتلك التي عرفتها تصريحات أماني الخياط ، والحقيقة أن الدعارة في المغرب بلغت ذروتها ، وأصبحت واقعا لايمكن نكرانه ، وأصبح التطبيع معها يتزايد بشكل غير مسبوق ، وأصبح الإقتصاد يراهن على السياحة ، مع العلم أن بعض السياح هم من الذئاب المفترسة التي تفترس فلذة أكبادنا ذكورا كانوا أم إناثا ، فليست الإعلامية المصرية وحدها من قذفتنا بهذه الحقيقة الجارحة ، فقد  سبق للعديد من  الأجانب ، من الدول الشقيقة خاصة ممن استفادوا من هذه الخدمات ، أن فعلوا ذالك ، هؤلاء الذين تنطبق عليهم مقولة  (يأكلون الغلة ويسبون الملة) ، لكن السؤال هل نحن مستعدون فعلا للقطع مع أقدم مهنة في التاريخ ؟ أم أننا سنكتفي بردود الأفعال ، ونحني ظهورنا حتى تمر العاصفة ، وننتظر صفعة أخرى ، وهكذا دواليك ؟ أعتقد أنه أن الأوان لوضع حد لهذه الممارسات المشينة التي تسيء لسمعتنا وسمعة بلدنا ، وتتنافى مع تعاليم وقيم ديننا الحنيف ، خاصة ونحن في بلد مسلم يحكمه أمير المؤمنين .


قراءة التعليقات (7)