كيـف يتحقــق الإشبـــــاع العــاطفـي ؟

كيـف يتحقــق الإشبـــــاع العــاطفـي ؟

عبدالعالي طاشة

 

تشتكي بعض الفتيات و بعض الشبان الكثير من الفراغ العاطفي ,بسبب هوّة

عاطفية تنجم عادة من أجواء أسرية خانقة لا يجد فيها الشاب و الفتاة ملاذه الآمن

فيحاول أن يبحث عن المعوّضات التي تسد له هذا النقص ، أو تردم له تلك الهوّة .

ميل البعض إلى العم أو الخال أو الجد و الجدة ، يكون أحيانا بسبب هذا الفراغ ،

و تعلق بعض الصبايا من الفتيات برجال كبار في السن ، ربما يكون في أحد أسبابه

الإفتقاد للحنان الأبوي و العثور عليه عند غير الأب ...

و في الدراسات و البحوث الجنائية إتضح أن أحد أهم عوامل الجنوح إلى الجريمة

هو النقص الحاد في التغذية العاطفية للجاني ، كما تبين من دراسات إجتماعية

و نفسية أخرى أن رغبة بعض الطلبة من الشباب و الفتيات بالدروس الخصوصية

ليس عدم الإستيعاب في غرفة الدرس ، و إنما لعوامل غير مباشرة من بينها

الظمأ العاطفي الذي يعبر عن نفسه بأشكال مختلفة .

و الذي يغذي هذه العاطفة و يسدّ فراغهـــا :

_ قبلات الوالدين لأولادهم زَخَمٌ و شحنٌ عاطفي لا يستغنون عنه كما لا يستغنون

عن غذائهم و شرابهم ، و قد يصبرون على هذا لكنهم لا يصبرون على ذاك .

_ كلمات اللطف الأبوي و حنان الأم و العاطفة الرقيقة التي يعبر عنها بنبرة الصوت

العذب ، و الدفء الغامر ، لها من القوة المنشطة ما لا يجده الشبان و الفتيات

و الصبايا و الصبيان في أقوى المنشطات المتوفرة في الصيدليات على الإطلاق .

_ إحتضان الأبناء برفق ، و تقدير مشاعرهم بعمق ، و الإنتباه الى ما يجرحهم من

كلمات أو أفعال ، و إشعارهم أن البيت هو الملجأ ، و أن صدر الأم لا يعوض ، و أن

كتف الأب لا يستبدل , و أن جلسة حميمة تغدق فيها المشاعر على مصاب أو

منكوب أو جريح نفسيا , لهي مما لا يحصي ثوابه إلا الله فضلا عما تؤمّنه من

أمصال الوقاية من الإنهيار النفسي الذي يتعرض له المصاب بـ ( الفراغ العاطفي ).

بديهة إجتماعية و نفسية لابد من الإلتفات اليها : 

ما لا أجده في بيتي و بين أسرتي ، سأبحث عنه خارجها ، و هذه بداية الطامّة أو

بداية التصدّع الأسري من الداخل حتى و إن بقيت الروابط الشكلية بين أفراد

الأسرة قائمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات