جامعة كرة ام كنيسة من زمن العصور الوسطى

جامعة كرة ام كنيسة من زمن العصور الوسطى

عبدالكريم التيال

 

عاد بذاكرتي قرار جامعة الكرة بسحب رخصة الإطار فؤاد الصحابي -شهورا الى الوراء حينما كتبت عن الجمع العام الملغى من طرف الفيفا-والذي تضمن فقرة عن الاخلاقيات والإدارة بضمير في معرض الحديث عن الاحداث المؤسفة التي شاهدها المغاربة بكل اسف وحسرة، وكنت انتظر ان تقدم الجامعة اعتذارا للشعب المغربي عما حدث وتتحرك لجنة الاخلاقيات لتأديب من تسبب في ذلك وإعادة الاعتبار لمؤسسة رياضية هز الكلام الساقط والعنف أركانها المتأكلة.

يبدو من المجدي العودة الى الماضي لفهم الحاضر، و في بعض الأحيان من المهم الرجوع الى الخلف خطوة للتقدم خطوتين، وقد تهون العودة الى التفكير في احداث الجمع العام المذكور لكن من غير المقبول ان تعود بنا جامعة كرة القدم الى عهد العصور الوسطى بقرار توقيف رخصة الاطار الوطني فؤاد الصحابي لمجرد تعبيره عن رأي، قد يختلف معه من يختلف و يتفق معه من يتفق، خصوصا اذا شاب هذا القرار عيوب في الشكل و المضمون في مخالفة صريحة للقانون واجهاز على مبدأ دستوري يكفل الحق في التعبير للمغاربة في اطار احترام الثوابت المنصوص عليها دستوريا.

ان القرار الذي اتخذته لجنة الاخلاقيات يفتقد في حد ذاته للأخلاق الرياضية والضمير الإداري، والأخطر من ذلك انه غير محصن قانونيا لكونه ضرب بعرض الحائط مبدأ دستوريا يعطي للمغاربة الحق في الفكر والرأي والتعبير كما ينص على ذلك الفصل 25 من الدستور. كما تجاوز القرار القانون 09/ 30 والذي ينص على ضرورة احترام حق الرياضيين في التعبير حسب منطوق المادة 75 ولم  تلتزم الجامعة بالقانون 01/03 القاضي بضرورة تعليل القرارات الإدارية.

كل هذا يعني ان جامعة كرة القدم لازالت لم تدخل بعد مرحلة التدبير الاحترافي او انها تعبث بالمساطر القانونية ونلاحظ هذا من خلال:

1عدم نشر مدونة الاخلاقيات وترك اختصاص صياغتها للمكتب الجامعي، رغم كونها وثيقة بأهمية خاصة يفترض ان تعرض على الجمع العام نظرا لحساسية مواضيعها.

2 عدم تعليل قرار توقيف فؤاد الصحابي في وثيقة القرار.

3 عدم ذكر الحيثيات الكاملة للواقعة ودون التأشير على الوثيقة.

يبدو ان الأخطاء القانونية للجامعة لا تنتهي فقد سبق للفيفا ان الغت جمعا عاما صرفت عليه أموال عمومية تحت طائلة عدم الالتزام بالنظام الأساسي للجامعة الدولية لكرة القدم. واليوم يأتي قرار مخطئ استصغر البعض من حجمه لكنه أحدث زوبعة كان بالإمكان تفاديها وتجنب تداعياتها خدمة للكرة المغربية.

ان مثل هذه الأخطاء تجعلنا نقلق على مستقبل الرياضة المغربية ونتساءل عما إذا كان من يرتكبها قادرا على السير قدما بكرة القدم الوطنية؟ فكم تمنيت ان تعود الكرة المغربية الى الزمن الجميل لكن الجامعة أصرت ان تعيدنا الى عهد العصور الوسطى بتصرفها خارج القانون ومصادرتها للحق في التعبير عن الرأي.

 

 

 

 

 

 

 

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات