علال..قائد ثورة القوادس
عبدالسلام المساتي
كثرت الروايات واختلفت الحكايات المنسوجة حول شخصية علال مول القادوس حتى صرت أعتقد أننا نتحدث عن بطل قومي وزعيم ثوري..لا أعرف علال ولم أقرأ أغلب ما كتب عنه بالجرائد والمواقع الالكترونية لأني أعلم أن جل ما كتب بعيد كل البعد عن الحقيقة ولكن ما يهمني هو أن علال قام بعمل بطولي من خلال محاولته تسريح قنوات الصرف الصحي بالرباط التي أغلقت جراء التساقطات المطرية الغزيرة،وهو الدور الذي يجب أن يقوم به المسؤولون عن القطاع !!
"علال أنقذ الرباط"،هكذا عنونت صحيفة الكترونية إحدى مقالاتها ..تخيلوا معي أن عاصمة الوزراء والسفراء والأمراء ،بل وموطن الملك ..أنقذها علال !!ألا يستحق هذا المواطن تمثالا ينصب له أمام بناية البرلمان حتى يذكر نواب الأمة بأنهم لا شيء في نظر الشعب و في نظر علال البطل الذي لا أدري أي دافع جعله يخاطر بحياته في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه..في لحظة تجرد من الأنا وفكر في الـ "نحن" ،وقد يكون دائما يفكر بالـــ"نحن" على عكس باقي المغاربة ،نحن الذين و شمنا بالوصولية"أنا ومن بعدي الطوفان" فكاد الطوفان أن يعصف بنا لولا قائد ثورة القوادس الذي يستحق وساما كذلك الذي منح لدنيا باطما ! بالمقابل يستحق أولئك الذين وقفوا متجمهرين حول علال و يصورون اللحظة بهواتفهم ،قلت يستحقون أن يزج بهم في السجن لأنانيتهم ووصوليتهم و عجرفتهم و إحساسهم بأنهم أفضل و أحسن من علال . وهنا أستحضر ما قاله الطالب السوسيولوجي الأمريكي متحدثا عن علال بعدما شاهد مقطع الفيديو انتشر على المواقع الاجتماعية :" أنا أحترم هذا الشخص كثيرا، كان بالإمكان مساعدة علال في عملية التسريح لكن كان شغل الأغلبية هو إخراج هواتفهم و تصويره، لهذا أرى أن علال القادوس هو ضحية أكثر مما هو بطل ."
أصاب الأمريكي فيما قال ولكنه أيضا لا يعلم أننا بهذا الوطن كلنا ضحايا لسياسة "الاستحمار" ،فوقوف كل أولئك الناس من حول علال يؤكد أنهم بالفعل ضحية للإعلام وضحية للدولة اللذين يعملان على جعل المواطن المغربي كائنا لا فرق بينه و بين الحمار إلا بالجسد واللغة ..بل حتى اللغة بدأت تدنو من لغة الحمار الذي قاد مظاهرة بالرباط للاحتجاج ضد الحكومة البنكيرانية !!
هذه السياسة الاستحماراتية هي ما يجبر المواطن على الصمت بدل الاحتجاج ،الاحتجاج ضد أي شيء ،ضد القوادس التي تغلق عند كل موسم أمطار مثلا..لو حدث و احتج السكان لما اضطر علال إلى المخاطرة بنفسه من أجل إنقاذ أولئك الذين يستحمرونه و يستحمروننا جميعا..لذلك أقول للسيسيولوجي الأمريكي أننا كلنا ضحايا إلا علال ،فعلال قائد و زعيم لثورة الاحتجاج ضد القوادس.