كنت نقطة وأفضت الكأس
عبد الرزاق مسعودي
لا تحزن فأمثالك كثر. لاتحزن فقد قالوها الجهلاء " إذا عمت هانت". لا تحزن فأمثالك إذن كثر ولست وحدك. قد نحاول أن ننسى أو نتناسى أحوال ماضينا. كان قطرانا مرصعا بالذهب.لطالما حاولنا إيهام أنفسنا أن لنا بدل معلم يمتهن مهنة التدريس معلما يحترف فن التربية. نتذكر وبأسا عميق كيف كان بعض من معلمينا لا يبرعون إلا غي تدريس بدل الأربعين تلميذا، تلميذا أو إثنين. كلما رجعنا بذاكرتنا إلى ماضينا الغير مرغوب إلا وتذكرنا كيف كن نجلس وبقية رفاقي في خلف الخلف نجلس وكأننا مدعوين لمشاهدة تلميذين وهم يبرعون في تقمص عدة ادوار فمرة يكون احدهم سمير ومرة أخرى يتبادل مع زميله دور حسن. لم يكن لنا نحن البقية إلى إتقان دور التصفيق لبراعة مجتهدينا في تمثيل الأدوار. إذن كان هناك سمير وكان هناك حسن والمعلم. لم يبقى لنا نحن إلا الانتظار لعله يكون هناك دور رابع يمكن أن نبرع فيه. حلما انتظرناه نحن والبقية. حلم كنا متأكدين من بلوغه رغم صعوبة المنافسة التي لم تكن أبدا حول من يقوم بدور سمير أو حسن لأنهما كانا حجزتا مسبقا لمن كان الأول والتاني في قسم الأول ابتدائي. لم نكن أيضا وأبدا نطمح للقيام بدور المعلم لأنه والى أمد أشبه من الطويل كان غير مرغوبا. انتظرنا طويلا فأتى الفرج. لعبت البقية الدور الرابع. كنا نحب الثعالب فتقمصنا نحن الميئوس منا دور الثعالب. كانت المنافسة شديدة على من يكون قائدا لمجموعة الثعالب ونحن نصرخ بأعلى أصواتنا" نحن الثعالب نحن الثعالب". فرحنا كثيرا بالدور لكنه لم يدم طويلا. لم يكن هناك أرانب حتى تدوم فرحة تحقيق الحلم الذي انتظرناه طويلا. لم تكن هناك أرانب, وحتى أنا والبقية لم يكن ينظر إلينا أننا نصلح لتقمص دور الحيوان الأرنب. تعالت حناجرنا وهي تجهر بأعلى أصواتها نحن الثعالب. كنا إذن لا نصلح إلا للعب دو الثعالب. لكن كان هناك سمير وكان هناك حسن والمعلم. ذات يوم مرض حسن, لم يأتي إلا سمير والمعلم. اعتقدنا أن غياب حسن قد يشفع لواحد منا بأن يكون هو حسن. رشحنا من تغلب علينا بصوته في أداء قائد قطيع الثعالب. لم يقع ما كنا نرجو وقوعه. لم يكن هناك حس لكن كان هناك المعلم حسن فلعب كل الأدوار. كان المعلم وكان حسن وكان من تفنن في اغتصاب البراءة والحلم في الغد الأفضل.
jamila
مقال فى المستوى كما العادة للأسف هذا المعلم ليس إلا صورة مصغرة تعكس واقع نظام تعلمي نخرفيه الفساد حتى النخاع...