الشيخات و الفيضانات

الشيخات و الفيضانات

هشام بنوشن

يمكن اعتبار تغطية و سائل الإعلام العمومية للفيضانات  التي عرفتها عدة مناطق من مملكتنا السعيدة تغطية "كتحشم" كما نقول في دارجتنا , تغطية باهتة و بعيدة عن المهنية و الموضوعية و ما لفت انتباهي في القناتين الأولى و الثانية هي التصريحات المتكررة للسيد وزير الداخلية كلما حل بالقرب من إحدى المناطق المنكوبة و التي يؤكد من خلالها انه ليست هناك خسائر بشرية و خاصة في الموجة الثانية من الفيضانات رغم أن مجموعة من الجرائد الوطنية أعلنت وفاة 7 مواطنين في عدة مناطق .

        هذا من جهة أما من جهة أخرى فقناتنا الثانية أبت إلا أن تزيد الطين بلة و تبث يوم السبت الماضي سهرة من سهرات الكباريهات و التي أتتها مجموعة من الشيخات في نفس الوقت الذي كان فيه مواطنون في عدة مناطق يصارعون السيول و الأمطار الطوفانية, في صورة طبق الأصل لواقعة "روزامور" بالدار البيضاء و التي أودت بأكثر من 50 ضحية و التي كان من المفروض خلالها إعلان حداد وطني بدل بث سهرات مستفزة من طرف القناتين الأولى و الثانية.

        نحمد الله على أن الأغلبية الساحقة من المغاربة لا تشاهد قنوات القطب العمومي المتجمد و تجد في القنوات الأجنبية و في المواقع الالكترونية و الشبكات الاجتماعية ملاذها و تضطر للبحث فيها عن أخبار وطنها.

        نحلم باليوم الذي يصبح فيه لدينا فيه إعلام عمومي مهني و موضوعي يخدم كل فئات المجتمع و يحزن لأحزانه و يفرح لأفراحه.

إذن ما يمكن استنتاجه من كل هذا هو أننا لا نساوي أي شيء لدى مسؤؤولينا و لا يعتبروننا موجودين أصلا فالأمر سيان لديهم سواء متنا أو بقينا أحياء, نحن "بوزبال" في نظرهم و كما يقولونا "بوزبال منو عداد" و يحتاجوننا فقط في محطاتهم الانتخابية للوصول إلى مراكز المسؤولية و القرار لقضاء أغراضهم الشخصية و حماية مصالحهم.

 و ما يحز في قلبي هو أننا نسمي أنفسنا مسلمين و نحن لا نحترم موتانا و لا أحياءنا كما يحترمهم من نسميهم يهودا أو نصارى.

 

الغرب تقدموا فقط لأنهم جعلوا الإنسان محور أي تغيير و تنمية و أعطوه القيمة التي يستحققها عكسنا نحن العرب و المسلمين حيث نمعن في الحط من كرامة الإنسان و إهانته و جعله في مرتبة دنيا.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

المقالات الأكثر مشاهدة