أخبارنا المغربية ـ و.م.ع
بحس وطني كبير وبإرادة صلبة، قام البطل المغربي في رياضة القفز بالمظلات، أنس البقالي، بالقفز وهو يرفع العلم المغربي فوق سلسلة جبال الهيمالايا الشهيرة بدولة النيبال، وذلك في مبادرة رمزية تندرج ضمن الاحتفالات بالذكرى الـ 42 لتنظيم المسيرة الخضراء.
وتمكن البقالي، وهو مدرب محترف للطيران الحر والقفز بالمظلات، أول أمس الاثنين، من القفز من علو يبلغ 7000 متر، فوق أجواء قمة إفرست وعدد من قمم جبال الهيمالايا، حاملا معه علما مغربيا بطول 10 أمتار وعرض 10 أمتار، مع الاستعانة بكتلة من الأحجار يبلغ وزنها 30 كيلوغراما، من أجل تثبيت عملية حمل العلم خلال مرحلة التحليق، خاصة مع الرياح القوية بالمنطقة.
وقال أنس البقالي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "لقد حاولت، للسنة الثانية على التوالي، القيام بهذه القفزة، ولكن هذه المرة في إحدى أعلى القمم في العالم، للمساهمة في الاحتفالات المخلدة لذكرى المسيرة الخضراء، ومنح إشعاع أكبر لوطني المغرب، والتعريف بهذه الرياضة المتميزة".
وأوضح البقالي، الذي يقيم بشكل دائم في الإمارات العربية المتحدة، أنه تمكن خلال تظاهرة "إفرست سكاي دايف 2017 "، المنظمة في دولة النيبال، من تحقيق رقم قياسي جديد، من خلال القيام بأعلى قفزة بعلم في العالم، وحمل أكبر علم يحلق فوق سلسلة جبال الهيمالايا.
وأضاف البطل المغربي أن تحقيق هذا الإنجاز غير المسبوق، الذي استغرقت الاستعدادات التقنية للقيام به نحو عام كامل، تم بمساعدة من فريق خاص يضم مكلفا بالأوكسجين وآخر مكلفا بإعداد ومراقبة مظلات ونظام القفز، فضلا عن ثلاثة مصورين تلفزيين قفزوا بدورهم من أجل تصوير هذا الإنجاز.
وأشار البقالي إلى أن الطريق إلى تنفيذ هذا المشروع، الذي يأتي بعد القفزة التي قام بها فوق أجواء جزيرة "نخلة جميرة" بمدينة دبي في سادس نونبر 2016، اعترضته عدة صعوبات تتمثل أولا في طبيعة المكان (أعلى قمة في العالم) ووعورة تضاريسه، مؤكدا أن "قاعدة الانطلاق، التي تتطلب نحو شهر، تمكن الفريق من بلوغها في عشرة أيام بعزيمة قوية ومن دون توقف".
وأضاف أن "الفريق واجهته صعوبات أخرى تتمثل في ضعف نسبة الأوكسجين تدريجيا بالنظر إلى الارتفاع الهائل للمنطقة وكذا ندرة المياه"، مشيرا إلى أنه "بعد الوصول إلى الموقع، شرع أعضاء الفريق في تجهيز المعدات (مظلات القفز وأقنعة الأوكسجين والعلم المغربي)، استعدادا لتنفيذ هذا الإنجاز الرياضي".
كما أوضح البطل المغربي أنه قام بقفزة فردية تجريبية من أجل دراسة قوة الرياح التي ستتم في إطارها القفزة والوقوف عند جاهزية أنبوبة الأوكسجين والبذلة الواقية من البرد والرياح، إلى جانب عدد آخر من المعدات اللازمة لإتمام هذا المشروع.
وبعد قيامه بهذا الإنجاز الرياضي ذي البعد الوطني، أقام القنصل الفخري للمغرب بكاتماندو السيد باسنت شودري حفلا على شرف البطل المغربي والفريق المرافق له، حضره على الخصوص وزير السياحة والثقافة والطيران المدني النيبالي السيد جيتندرا نارايان ديف، ونائب سفير المغرب المقيم بنيودلهي السيد حسن علوي مصطيفي.
وتم خلال هذا الحفل، المنظم أيضا في إطار الاحتفال بالذكرى الـ 42 للمسيرة الخضراء والذكرى العاشرة لتظاهرة "إفرست سكاي دايف" والأخوة النيبالية - المغربية، إلقاء كلمات ترحيبية تخللها تقديم نائب سفير المغرب للمحة تاريخية عن المسيرة الخضراء المظفرة، واستعراض الوزير النيبالي للبرنامج السياحي لبلاده، إضافة إلى عرض شريط فيديو يبرز الإنجازات الرياضية للبطل المغربي.
وكان أنس البقالي، المزداد بمدينة خنيفرة في عام 1988، يحلم منذ نعومة أظافره بالتحليق في الأجواء، وهو ما تأتى له بعد سنوات، بعد أن هاجر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والتحق فيها بفريق "آي فلاي" للقفز المظلي، الأول من نوعه في تلك المنطقة.
وفي فبراير 2010، تمكن البقالي من الحصول على العضوية الرسمية بمؤسسة "إنترناشيونال بودي فلايت"، التي أكمل بها تكوينه كمدرب للقفز الحر، التحق بعدها في سنة 2011 بـ "سكاي دايف دبي"، إحدى أهم مناطق السقوط الخاصة بالقفز المظلي بالمنطقة، محققا بذلك حلمه في التحليق في الأجواء، بعد أن أصبح مدربا للقفز المظلي.
وبعد أن أكمل البقالي سبع سنوات في هذا المجال، تمكن خلالها من تحقيق أكثر من 8000 قفزة، أضحى البطل المغربي في رياضة القفز بالمظلات عضوا ضمن نخبة مميزة من مدربي القفز بالمظلات من المستوى الرابع.
وتمكن البقالي من إحراز أرقام قياسية في القفز المظلي سنوات 2011 و2013 و2015، كما حصل على المركز الرابع ضمن بطولة العالم للقفز المظلي 2015، وواكب عمليات قفز مظلي قامت بها عدة شخصيات مشهورة، بينها نجم سينما هوليود ويل سميث، ورياضيون مثل زين الدين زيدان وميتشل رودريغز ورونالدو.
ويعد البطل المغربي كذلك عضوا منظما للبطولة العالمية للقفز المظلي بدبي ومنظما لمجموعة "وينترفيست نخلة الجميرة بدبي"، ومنسق مشروع "إكس سي إف" - غينيس للأرقام القياسية للقفز المظلي.
(سعد أبو الدهاج)