أخبارنا المغربية
ي. الإدريسي- ن. الطويليع
"سئمت رؤية متسولين يفترشون الأرض ويحتمون بأكياس بلاستيكية ولفافات كارتونية علّها تقيهم برودة صقيع (الليالي حياني)، لم أعد أستطيع المرور بالشارع الرئيسي حيث يرابض أحد الشيوخ في مشهد مأساوي ترقّ له القلوب وتتعامى عليه أعين المسؤولين العاجزين عن تحريك الساكن" يعلّق أحد شباب المدينة.
أضحى مشهد المتسولين وهم يجوبون الشوارع أو يرتكنون إلى جدران البنايات، مألوفا لدى الساكنة لدرجة أن منهم من يحمل أطفالا في سن الزهور وينتشرون في التقاطعات وفي بعض الأماكن العمومية، طلبا لكسرة من رغيف الجوع أحيانا واستجداء للمشاعر ودغدغة العواطف في أحايين أخرى. وعلى الرغم من أن ظاهرة التسول قد استشرت بشكل واسع في شوارع المدينة إلا أن تحركات المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي حيال هذه الظاهرة تبقى محتشمة بالنظر إلى بعدها الاجتماعي والإنساني.
وفي هذا الصدد، أفاد أحد المسؤولين بالمجلس البلدي أن اللجنة المختصة في الأمر راسلت وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بشأن المتسولين المختلين عقليا الذين يضايقون المواطنين ويهددون أمنهم، مؤكّدا على ضرورة تضافر جهود مختلف فعاليات المجتمع المدني من أجل مقاربة اجتماعية تحول دون تفاقم الظاهرة.
وارتباطا بنفس السياق شدّد أحد الحقوقيين على ضرورة التفكير في صيغة عملية قصد حماية هذه الشريحة المجتمعية من العنف والاستغلال والظلم الطبقي في نطاق الأسرة والشارع والمدرسة أونطاق المجتمع بشكل عام .لأن مثل هذه الظواهر-حسب الإطار الحقوقي- تساهم بشكل كبير إما في تفشى العنف أو في اختلال توازن المجتمع.
من جهته عبّر أحد مؤسسي المبادرة الخيرية "أجي نديرو الخير" التي انبثقت فكرتها من المواقع الاجتماعية، عن امتعاضه من طريقة تعامل السلطة المحلية مع مبادرتهم في شقها القانوني والتشديد في مساطر إجراءات الترخيص، لكن يضيف الفاعل الجمعوي، بالرغم من ذلك، تحرّكنا بشكل اجتهادي رفقة بعض الأصدقاء اتجاه حالات إنسانية مؤثرة للغاية قصد تزويدهم بملابس مستعملة تقيهم شر البرد القارس.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة اليوسفية أضحت قبلة للمتسولين والمختلين عقليا الوافدين عليها من المداشر القريبة وكذا من بعض المدن المجاورة.