عماد علواش
تعتبر دراسة التاريخ من الركائز الاساسية التي يُعتمد عليها لبناء المستقبل، و التاريخ المغربي عرف و كما سابقا انتعاشة كبيرة من حيث الاهتمام به، فالمغاربة مؤخرا ما عادوا ينسون و خاصة بعد الربيع الديمقراطي، ظنا منهم بأن أمورا ستتغير قريبا.
ظهور حركة 20 فبراير، بشعاراتها القوية جعل المغاربة،و هم العارفون بما يحدث لمثل هكذا حركات خصوصا من عاش سنوات الثمانينات، جعلهم يتساءلون " ماذا تريد هذه الحركة؟"، فكان الجواب الكبير لهذه الحركة أنذاك و بالإضافة الى أجوبة أخرى هو " محاربة الفساد ".
و بما أن حزب العدالة و التنمية لم يمارس قط تدبير الشأن السياسي في المغرب اختاره المغاربة بلا منازع و تأكد الجميع بأنه حزب المرحلة بدون منازع و هذا ما حدث بالفعل.
لكن السؤال الذي يحتاج جوابا انيا و ملحا " هل فعلا تمت محاربة الفساد؟ " و هل تمكن هدا الحزب القديم الجديد أن يحارب الفساد أو على الأقل أن يحد منه؟ أم أن "عفا الله عما سلف" هي استقالة من موضوع الفساد و اكتفاء بجمع المال و اصلاح الصناديق إن اعتبرنا أن ما يقوم به هو فعلا اصلاح؟ و هل هذا الاصلاح مقبول دون محاسبة من أفسد؟................
تفجرت مؤخرا قضيتان أسالتا المداد و تحدث الجميع عنهما، قضية "الدركي" الذي سب الله و قضية الأستاذ المعروف ب "أستاذ رقم 5"، و استبشر الجميع بتوقيفهما و قالوا أنها بداية مرحلة محاربة المفسدين في الوظيفة العمومية, و المشترك في الحالتين المذكورتين هو رغبة الحكومة في الحفاظ على كرامة المواطنين كبارا و صغارا و الضرب بقوة على كل من يستهزئ أو يمارس سلطاته بشطط و دون مراعاة.لكن الملاحظ في الحالتين أن هؤلاء مجرد موظفين يعتبران في أدنى السلم في مهنتيهما و يسهل ببساطة تطبيق القانون عليهما بل و استعراض العضلات سواء من الحكومة أو الشعب.
> لماذا يطبق القانون فقط على الضعفاء؟
> لماذا لا يطبق على من " جداهم في المعروف " رغم أنهم يقومون بمثل ما فعل الأستاذ و ربما أفظع؟
بعد فضيحة ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، استهزأ العالم أجمع بالمغرب و المغاربة و أصبحنا أضحوكة يتحدث عنها القاصي و الداني أكثر من التلميذة "نادية" التي لا تعرف كتابة الرقم 5، فضيحة عالمية كلفتنا 22 مليار سنتيم و مليارات أخري، فهل سيحاسب وزير الشباب و الرياضة و الذي يتحمل المسؤولية الأولى أمام الحكومة و الشعب في هذه الفضيحة المجانية، و أقول مجانية لأن المغرب يملك ملاعب أخرى متميزة فلماذا الاصرار على مركب الرباط ؟
هل سيحاسب الوزير أم أنه فوق القانون و سيكتفون بتقديم كبش فداء أسوة بالأستاذ و الدركي و يتم غلق الملف و "عفا الله عما سلف" خوفا على الائتلاف الحكومي و يبقى شعار "محاربة الفساد" حصري من أجل البسطاء من موظفي الدولة؟ أما الكبار فشكواهم لله و لا أحد يحاسبهم . و الادهى و الأمر أنهم يخرجون بتصريحات يحسسون الشعب بأنه المسؤول عن كل ما يحدث و أنه عديم الوطنية و هم ملائكة لا يأتيهم الباطل من بين يديهم و لا من خلفهم.
أنا لست ضد الوزير و لا مع الأستاذ و الدركي أنا فقط مع تطبيق القانون على الجميع و أحلم باليوم الذي يصبح فيه الوزير و الموظف البسيط سواسية أمام المحاسبة و العقاب.