جواد القطار
يبدو ان فضيحة ملعب مولاي عبد الله بالرباط خلال المبارة التي جمعت بين فريقي كروس اسول وويسترن سيتي ضمن بطولة كاس العالم لللاندية المقامة بالمغرب، حينما تحول الملعب وفي ضرف دقائق معدودة من هطول امطار الخير الى شبه مسبح اولمبي بسبب البرك المائية التي اعاقت السير العادي للمباراة التي نقلتها اكثر من 60 قناة عالمية، تفننت كثيرا في الاستهزاء بنا. لن تقف حد اشكالية ملعب مولاي عبدلله كما قال رئيس الحكومة عبدلله بنكيران، بل تعدى الامر الى تدخل قوي وصارم من طرف جلالة الملك محمد السادس، حينما اعطى تعليمات صارمة لرئيس الحكومة بتعليق جميع انشطة وزير الشباب والرياضة محمد اوزين المتعلقة بكاس العالم وخصوصا المباراة النهائية، مع فتح تحقيق معمق وشامل يحدد فيه المسؤوليات.
تدخل الملك وبهذه القوة، عرى بشكل واضح عجز رئيس الحكومة عبدالاله بنكيران عن استخدام صلاحياته الدستورية واتخاذ اجراءات صارمة وقوية وعاجلة قادرة على الضرب بيد من حديد جميع المسببين في هذه الفضيحة التي اساءت لبلدنا بشكل كبير لم يسبق له مثيل،حيث كان من الممكن تقديم طلب للملك باقالة وزير الشباب والرياضة من مهامه، عوض الخضوع لضغوط حليفه في الحكومة، حزب الحركة الشعبية الذي كان يلعب في الكواليس على ورقة التهديد بالخروج من الحكومة في حالة اقدام بنكيران على مثل هاته الخطوة.
ملعب ب 22 مليار حسب ما صرح اوزين بنفسه لوكالات الانباء، ايقونة الملاعب الوطنية كما قال عنه اوزين،يصير عبارة عن برك مائية امام مراى ومسمع من العالم، وفي مسابقة عالمية ككاس العالم للاندية، امر يثير الاستغراب حول هاته الصفقة التي مولت من اموال الشعب وفقراء هذا البلد العزيز، لكن المفاجئة اتت من الشركة المكلفة بتعشيب ارضية هذا المركب التي حملت كامل المسؤولية لوزارة الشباب والرياضة، حينما لم تأخذ وزارة اوزين النصائح التي قدمتها على محمل الجد. بل ان الكارثة في كواليس هاته الصفقة تشير الى ان العشب الذي وضع فوق ارضية ملعب الرباط ليس هو نفس العشب الذي كان مضمنا في عرض شركة "فالتيك" قبل فوزها بالصفقة والتي بلغت قيمتها الاجمالية حوالي مليار و 700 مليون سنتيم .بل ان تغيير نوعية العشب جاء بطلب من مسؤولين داخل الوزارة،الذين فرضوا استيراده من شركة اسبانية قيل حينها بانه يشبه عشب ملعب "سانتياغو برنابيو" بمدريد. بل وحتى ان طلب تنظيم كاس العالم بين مدينة الرباط واكادير، جاء خصيصا للاستفادة من الميزانية الضخمة للاصلاح المركب التي فاقت 22 مليار سنتيم خاصة وأن بعض الجهات استغلت صفقات خاصة باصلاح الملعب و قامت بتفويتها لذوي القربى والأصدقاء واصحاب المصالح، ضاربة المثل بصفقة كراسي الملعب التي تبين أنها كانت مخزنة في مخازن أحد مسؤولي الوزارة حتى قبل اتخاذ قرار إصلاح ملعب العاصمة .
ما يؤكد بالملموس بان الصفقة تشوبها خروقات كبيرة اوصلتنا الى شوهة عالمية وعلى المقاس.
ما يستنتج من هذه الفضيحة هو ان مياه امطار الخير التي تضرب بلادنا كل سنة تتسبب في فضائح بعض مسؤولي هذا البلد،الذين يغيب عنهم الضمير والحس الوطني في صفقاتهم وتغلب عليهم لغة المصالح المشتركة، وكلنا نرى حالة بنياتنا التحتية كيف تكون كل فصل شتاء ،وكيف ان 10 دقائق مثلا من الامطار تغرق مدن كبرى كطنجة والرباط والدار البيضاء ومراكش... وبالتالي فان وزارة الداخلية ومعها وزارة المالية مطالبة بفتح تحقيقات في الصفقات الكبرى التي يقوم بها هؤلاء المسؤولين في هذا البلد العزيز وخصوصا الصفقات المتعلقة بتدبيرالشان المحلي.
رسالتي ايضا الى وزير الشباب والرياضة الى تقديم استقالته وحفض ماء وجهه ان بقي فيه ماء اصلا بعد فضيحة ستبقى عالقة في اذهان الجميع بل هي فضيحة السنة بامتياز ...انتهى الكلام