مأزق جديد دخلته البوليزاريو بعد اختطاف رعيتين اسبانيتين وإيطالي من داخل مخيم «الرابوني» بتندوف ليلة السبت الأحد المنصرمين. العملية كشفت من جديد تواطؤ عناصر من الإنفصاليين مع فلول تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذين لا يستبعد وقوفهم وراء العملية.
لحد الآن لا تزال الرويات متضاربة بين اتهام تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بالوقوف وراء تنفيذ العملية، لكن اتهامات أخرى بتنفيذها من طرف ميليشيات تابعة للبوليزاريو لصالح إحدى الجماعات الإرهابية بالصحراء والساحل كما هو حال تورط ولد سيدي أحمد ولد حما المعروف بـ «عمر الصحراوي» القيادي السابق في جبهة البوليساريو في اختطاف ثلاثة اسبانيين في شهر نونبر 2009 شمال موريتانيا لصالح تنظيم جماعة عبد الحميد أبو زيد منذ سنتين، والذي أدانه والقضاء الموريطاني ب 12 سنة سجنا قبل أن يطلق سراحه في عملية اطلاق سراح المختطفين.
يأتي ذلك في وقت أكدت مصادر مطلعة بالمنطقة، أن أحد عناصر تنظيم القاعدة قتل في مواجهات مع الجيش الموريتاني على الحدود المالية ينتمي إلى جبهة البوليساريو ويدعى «زيني ولد برا» وأشارت المصادرأن هذا الاخير قد التحق بالقاعدة في المغرب الاسلامي في الفترة الاخيرة قادما من مخيمات البوليساريو جنوب الجزائر، وتم تسليمه سرا الى قيادة البوليساريو .
و في ذات السياق تؤكد مصادر جد مطلعة على أنه في الفترة الأخيرة التحق عدد كبير من شباب جبهة البوليساريو بالتنظيم في المنطقة الصحراوية الواقعة على الحدود بين مالي والجزائر وموريتانيا نتيجة إنتشار التيار السلفي بالمخيمات. و أضاف مصدر من مخيمات تندوف في إتصال هاتفي مع الجريدة أن العملية التي وقعت داخل مخيمات تندوف وبالضبط المقر الذي يطلقون عليه «قر الشهيد الحافظ» تحمل إكثر من تساؤل نتيجة الطوق الامني المضروب على المخيمات وبالخصوص مكان عملية الاختطاف، كما رجح المصدر أن هذه العملية تدخل في إطار محاولة صرف الأنظار عن جبهة البوليساريو وعلاقتها مع تنظيم القاعدة، كما حذر ذات المصدر من مخيمات الرابوني أن هذه العملية من الارجح أن تحمل بصمات المخابرات الجزائرية و ربيبتها البوليساريو.
عملية اختطاف كل من «أينوا فيرناندث دي رينكون» إسباني الجنسية، من جمعية في إكستريمادورا، و «إينريكو غونيالونس» إسباني الجنسية أيضا من منظمة موندو بات الاسبانية و «روسيلا أورو» إيطالية الجنسية من منظمة تيشيسب الإيطالية، تمت بطريقة هوليودية أطلق فيها الرصاص وأصيب فيها أحد الرهائن بجروح وكذا أحد الحراس. «الخاطفون تسللوا من الأراضي المالية، ليهاجموا مقر ضيافة الأجانب بالمخيمات الموجودة غرب تيندوف، مستخدمين سيارة رباعية الدفع وأسلحة نارية، ليعودوا من حيث أتوا بعد عملية الاختطاف».
لم يتضح لحد الآن المكان الذي يوجد فيه المخطفون الثلاثة، ولم يصدر أي بيان عن الجهة التي نفذت العملية، لكن وزارة الشؤون الخارجية الاسبانية أكدت في بيان لها يوم أول أمس الأحد أنها « بصدد اتخاذ كافة التدابير اللازمة مع توخي أقصى درجات الحذر من أجل ضمان السلامة الجسدية للمواطنين الاسبانيين والإفراج عنهما في أقرب وقت». الوزارة من خلال سفارة إسبانيا في الجزائر ووحدة الطوارئ القنصلية قامت أيضا باتخاذ العديد من الإجراءات من أجل جمع كافة المعلومات حول حادث الاختطاف.
ومؤخرا حذر «تشيما خيل» المحلل الاسباني المتخصص في قضايا الارهاب من عدم تمكن «البوليساريو» من التحكم في منطقة تستفحل فيها ظواهر تهريب المخدرات والاسلحة والعبودية، كما حذر من مغبة إنشاء (دولة) غير قابلة للحياة في منطقة ينشط فيها الارهابيون مثل القاعدة في المغرب الإسلامي ومختلف الشبكات الدولية لتهريب المخدرات أو خليط من كلا النوعين.