أخبارنا المغربية
كشف علماء مختصون في فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (إيدز) أنهم عثروا على أدلة تسمح لهم بتحديد كيف يتحايل الفيروس على فحوصات التشخيص بعد تناول المريض أدوية.
يمكن للفيروس الخامد أن يقوم بتحولات تسمح له بأن يتجنب رصده من قبل الجهاز المناعي، لكن التجارب المختبرية بينت أنه من الممكن تدريب الجهاز المناعي على رصد الخطر ثم القضاء عليه.
كيك أند كيل
وتتطرق هذه الأبحاث المنشورة في مجلة "نيتشر" إلى الإستراتيجية المعروفة بـ "كيك أند كيل" (أي طرد الفيروس ثم القضاء عليه) والتي تعد من أبرز محاور علاج الإيدز في خلال 33 عاماً من الأبحاث في هذا المجال. وتقضي إستراتيجية "كيك أند كيل" بطرد الفيروس من الخلايا التي يتحصن بها بواسطة أدوية قوية ثم القضاء عليه عند ظهوره.
ومن المعلوم أن الفيروس المسبب لمرض الإيدز يتخفى في الخلايا اللمفوية المعروفة ب "سي دي 4" المنتمية إلى الجهاز المناعي بعد ردعه من قبل المضادات الفيروسية. وبعد وقف العلاج، يعاود الفيروس انتشاره، مهددا المريض بعد أكثر.
وتستعرض هذه الأبحاث الصعوبات في التوصل إلى هذا الهدف، لكنها تقدم في الوقت عينه وسيلة جديدة. وقال روبرت سيليتشانو الأستاذ المحاضر في البيولوجيا الجزئية في كلية الطب في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور (ولاية ماريلاند الأمريكية) أن "مخادعة الفيروس ليخرج من مخبئه ليست سوى نصف المعركة ... فقد وجدنا أن الفيروس النائم يحمل تحولات تخفيه عن الخلايا المناعية القادرة على لجمه. وحتى عندما يخرج الفيروس من مخبئه، فهو يفلت من قبضة الجهاز المناعي".
العلاج مبكراً
وحلل الفريق عينات دم من 25 مريضاً مصابا بالإيدز كان 10 منهم قد بدأوا بالعلاج بعيد إصابتهم، في حين راح الآخرون (15) يتناولون الأدوية عندما صار الفيروس ينتشر انتشارا مزمنا.
واكتشف الباحثون أن هؤلاء الذين بدأوا بالعلاج مبكراً كان يحملون فيروساً من دون تحولات تقريباً، أما هؤلاء الذين خضعوا للعلاج في فترة لاحقة، فقد كانت فيروساتهم شديدة التحول مع تحولات تسمح لها بالتهرب من الجهاز المناعي. وحتى في هذه الحالة الشديدة التحول، لا يزال الفيروس يحتفظ ببروتينه الحموي الأصلي الذي قد يكون بمثابة نقطة ضعف.
وصرح شارون لويس مدير معهد "دوهرتي إنستيتوت فور إنفكشن أند إميونيتي" في ملبورن (أستراليا) أن "الاستنتاج المشجع هو أنه من الممكن تعزيز الجهاز المناعي أو تدريبه ليرد على الفيروس المتخفي". لكنه لفت إلى أن هذه التجارب لم تنفذ إلا على خلايا مختبرية وفئران ولا شك في أن التجارب البشرية ستستغرق وقتاً طويلاً.
يُذكر أنه منذ العام 1981 أصيب نحو 78 مليون شخص بفيروس الإيدز، بحسب برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز.