ضعف البنية التحتية بالدار البيضاء يتسبب في سقوط شاحنة لنقل "البوطا" في حفرة

بعد الحريق المهول بسوق البلدية بالمحمدية..تجار: ضعنا فرزقنا ومشات لينا أكثر من 100 مليون

حي العوامة بطنجة يتنفس تحت الماء

واقعة يسرى تدفع مواطنين ضواحي بركان إلى مطالبة السلطات بالتدخل قبل وقوع الكارثة

انخفاض سعر البيض بشفشاون تزامناً مع تراجع أسعار الدجاج

أمطار الخير تعيد إحياء تدفق المياه في منبع "رأس الماء" الشهير

مجزرة "شارلي إبدو" : إدانة دون تحفظ !

مجزرة "شارلي إبدو" : إدانة دون تحفظ !

الصادق بنعلال

 

1 -  يمكن القول دون أي تررد أو تلعثم إن الاعتداء الوحشي و الدموي الذي تعرضت له مؤخرا المجلة الفرنسية الساخرة "شارلي إبدو"  Charlie hebdo يدخل من "الباب الواسع" إلى الفعل الإرهابي الهمجي بحصر المعنى ، فمهما كانت المبررات و الحيثيات التي حدت بمخططي و منفذي هذا المهمة القذرة و الجبانة ، فإن المواطن الشريف سواء كان مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو غير متدين أصلا ، لا يمكن  إلا أن يدين و يستنكر بقوة هذه المجزرة في حق مواطنين عزل لا ذنب لهم إلا أنهم صحفيون يعبرون بالكلمة و الرسم عن مواقفهم من الإنسان و المجتمع . قد نختلف معهم قليلا أو كثيرا في طبيعة معالجتهم للقضايا الشائكة ، و قد نعارضهم قليلا أو كثيرا في خط تحريرهم  المستند إلى النموذج الديمقراطي الكوني و التشبث  بمبدأ حرية التعبير إلى أبعد مدى ، بيد أن التعاطي الإيجابي مع هكذا ممارسة صحفية مخصوصة تستدعي نفس السلاح ؛ القلم و الرسم و الكلمة ، للدفاع الحضاري عن ثقافتنا الإسلامية الحافلة بالمنجزات الإنسانية المبهرة ، و فضح مظاهر الفساد و الاستبداد المسلطة على الشعوب العربية داخليا و دوليا !   و الغريب أن "أبطال" هذه المجزرة الدنيئة ادعوا جهلا أنهم ينتقمون للرسول محمد عليه السلام  جراء الرسوم التي خصصها رسامو هذه المجلة للسخرية من رموز إسلامية تحظى بالاحترام و التقديس .

2 -  و في ملة صاحب هذه الأسطر و اعتقاده الراسخين أن رسوما كاريكاتيرية و مقالات صحفية مهما علا شأنها و تألق أصحابها ، لا يمكن بحال من الأحوال أن  تلحق أي ضرر بالمكانة الدينية و الاعتبارية لمن كان خلقه القرآن ، و أرسل رحمة للعالمين النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، و يكفي للتذكير بهذه الحقيقة الوجودية و الأزلية أن خصوم محمد عليه السلام في حياته و بعد مماته "أبدعوا" في إيذائه و السخرية منه .. غير أن ذلك لم يزد المسلمين  إلا إصرارا على إخراج البشرية من ظلام الجهل و الجبروت إلى نور البناء الحضاري غير المسبوق في التاريخ الإنساني .

3 -  إن خير وسيلة للرد على إهانة القيم و الرموز الإسلامية  ، التي قد تصدر عن نوايا مبيتة  لمسؤولين سياسيين و إعلاميين غربيين هي تجاهلها ، و عدم منحها اعتبارا لا تستحقه ، و الانصراف إلى طلب المعرفة الحق و النهل من معين الثقافة الإنسانية العلمية و النظرية ، لتفجير الطاقات الإبداعية و البحث عن الحلول الكفيلة بإحداث نقلة مفصلية إلى عالم الغد ، حيث ساحة المنافسة  هي المدارس و الجامعات و المعاهد العلمية فائقة الجودة ، و العمل المتواصل من أجل تعرية مظاهر الفساد الاستبداد الذين يئن تحت وطأتهما شعب عربي حرم من العيش الكريم و الحق في الكرامة و العدالة و الحرية سنين عددا .. فهل ستسمع الشعوب العربية و الإسلامية صوت العقل ، و تتجه صوب مواجهة واقعها السياسي و المجتمعي بالعقلانية و الديمقراطية ، أم أنها  ستستمر في انتهاج المسلكيات الانتحارية و المدمرة !؟


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

لؤلؤة

أوافق

جميل ما كتبت كتابة و مضمونا أوافقك الراي شكرا

2015/01/13 - 10:56
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات