الطاهر أقديم
لا جدال أن المغرب قد خسر تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية 2015 بطريقة أقل ما يقال عنها أنها تفتقد للجدية ولأسباب واهية إتخذتها وزارة الشباب والرياضة برئاسة السيد محمد أوزين ، ذراعا للإعتذار بشكل غير مباشر وللتملص من مسؤولية إحتضان هذه التظاهرة الأمجد على مستوى القارة السمراء وماخفي كان أعظم .
إن إفترضنا أن الدولة المغربية تقدمت للإتحاد الإفريقي لكرة القدم بطلب التأجيل لأسباب إيبولية ، وذلك لتجنب تفشي هذا المرض الذي يقبع في دول غرب إفريقيا ، فلماذا لم تتوقف بعد الرحلات الجوية من وإلى هذه الدول الموبؤة ؟ ولماذا إعتذر المغرب عن تنظيم مسابقات في الرياضات الأخرى ؟
تأسفت وتحسرت وأنا أتابع مباريات البطولة على أراضي غينيا الإستوائية وتمنيت لو أنها تجرى بملاعبنا لكن الرياح تأتي بما لاتشتهي السفن والخاسر الأكبر هو الجمهور المغربي العاشق للمستديرة الساحرة ، ومما لاشك فيه هذا القرار سيؤثر سلبا أكثر من السابق على التمثيلية المغربية وسنظل أوفياء للأدوار الثانوية ، التي لا تغني ولاتسمن من جوع ، داخل أسوار الإتحاد القاري للعبة ، في إنتظار العقوبات التي ستسلط على الكرة الوطنية جراء هذا القرار ، رئيس الكاف الكاميروني عيسى حياتو تشبت بتنظيم البطولة في وقتها المحدد ، وبذلك فرح المسؤولين المغاربة لأن الإعتذار سيكون قاسيا وتكشف أسرار ظلت خفية إلى حد الآن ، أما في حالة التأجيل يكون المغرب قد تمسك بالتنظيم لأنه يعرف مسبقا أن النهائيات لايمكن تأجيلها نظرا للعقود التي تربط الإتحاد بالشركات .
ما يغيظني حقا هو حينما يتم الحديث عن أن صحة المواطن المغربي خاصة والإفريقي عامة فوق كل إعتبار ، والعكس هو الصحيح ، الأيام القليلة المقبلة كفيلة للإجابة عن كل ماوقع .