بعد حملات التحرير.. باشا سطات يعيد النظام إلى أشهر شارع بحوار إنساني مع الباعة

النــدوة الصحفية الأسبوعية للناطق الرسمي باسم الحكومة

الحكومة تشكل لجنة لصياغة المدونة وترفض الإساءة للمجلس العلمي

مواطنون في طنجة يخرجون للاحتفال بنهاية الحرب في غزة

محكمة الاستئناف تخفض عقوبة مشغلة الخادمة كنزة وزوجها والدفاع يكشف تفاصيل الحكم

كساب بخنيفرة يكشف للمواطنين الأسباب وراء ارتفاع أسعار الماشية

البحث و التنقيب في تراثنا سبيل إصلاح منظومتنا التربوية

البحث و التنقيب في تراثنا سبيل إصلاح منظومتنا التربوية

الحسين باروش

 

قد كتبت مقالا سابقا في الفكر التربوي الإسلامي من خلال كتابات ابن سحنون والقابسي وغيرهم، إلا أن هذه المرة سأحط الرحيل والزاد للفكر المغربي خصوصا مع مجموعة من المفكريين الذين تحدثوا عن أهم النقط التي تناولتها النظريات الحديثة.

بداية يمكن القول بأن كل من المختار السوسي ت 1083هـ صاحب كتاب سوس العالمة،  والمعسول، والمساري المنحدر من  قبيلة مسارا بجبال الريف صاحب منظومة " سراج الطلاب " و أحمد البلغيثي الفاسي  صاحب كتاب " مقنع المحتاج"، ثم "الإبتهاج بنور السراج" والطرنباطي الفاسي صاحب كتاب "بلوغ أقصى المرام" فهؤلاء العلماء تناولوا قضايا تربوية كانت بدايتها الحديث عن تربية الطفل، ثم جسدوا لنا كيفية العلاقات التربوية التي تربط كل من المدرس والمتعلم، ثم تحدثوا عن منهجية التدريس من خلال إعطاء المتعلم فسحة للأسئلة وحرية التعبير، كما أن الإجابة يجب أن تكون من طرف المدرس بصدر رحب ووجه بشوش، ثم أكدوا على ضرورة مخاطبة المتعلمين حسب عقولهم، فليس شأو المبتدأ، شأو الفحول، وهي ما نسميها بمراعاة الفروق الفردية، كما أكدوا على ضرورة تسلح المدرس بما هو معرفي وما هو بيداغوجي وأخلاقي، إلا أن من بين النقط التي يمكن أن أقارن بين الفكر التربوي المغربي، والنظريات الحديثة هما: الخطأ بالنسبة للمتعلم، ثم مسألة التحفيز.

الخطأ بالنسبة للمتعلم وارد عند كل من المساري والبلغيثي اللذان أكدا على ضرورة الخطأ لدى المتعلم، والذي من خلاله يمكن للمدرس أن يبني درسه، أو إن صح التعبير أن يبني تعلمات المتعلم، ومن هنا نرى أن النظريات الحديثة و أخص  بالذكر النظرية البنائية مع جون بياجي، التي تعتبر بأن الخطأ شرط في التعلم.

التحفيز كذلك موجود لدى هؤلاء المفكرين المغاربة، من خلال ربطه بالدرس، فالتحفيز ضروري في المنظومة التربوية، فيعتبر من بين الوسائل التي يطور بها المدرس أجوبة المتعلمين وإليكم بعض الأبيات التي تدعوا لأهميته:

وإن ترى القلوب حينا فاتــرة

لكسل فاقصص عليهم نــادرة

ليست بأجنبية في الـــــــدرس

تدني بواســــق الأنـــــــــس

من ملح الأكياس تجلب الفــرح

وتبسط الروح وتقبض الترح

ليحصل النشاط للقـــــلوب

ويظفروا بغايــــة المطلـــوب.

وهذه النقطة كذلك واردة في المدرسة السلوكية التي تتمحور نظريتها حول المثير والمستجيب، إلا أن سكينر وهو من رواد المدرسة السلوكية، أضاف نقطة التحفيز للمثير حتى ينتظر دائما من المتعلم إجابات عديدة، كما أنه قسم التحفيز إلى إيجابي وسلبي، فالأول مثير ومريح عند إضافته للموقف يزيد من معدل احتمالية الإستجابة، والثاني مثير غير سار، عنده سحبه يكون العكس.

وختاما فكلا النقطتين موجودتين في فكرنا المغربي، كما لا يمكن أن نعتكف فقط على النظريات الحديثة، فالمعمول هو النبش في تراثنا المغربي، حتى نعيد المجد لعلمائنا من خلال فكرهم النير والثاقب.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات