أخبارنا المغربية - و م ع
أكد مشاركون في ندوة حول موضوع "العالم العربي في مواجهة التحديات الثقافية" أن التحدي الكبير الذي يواجه المثقف العربي في الوقت الراهن يتمثل في الحفاظ على الدولة الوطنية والحيلولة دون تفتيتها.
وحذر هؤلاء خلال هذه الندوة التي نظمها أمس الأربعاء رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج بالمعرض الدولي للنشر والكتاب المقام حاليا بالدار البيضاء، من محاولات تقسيم الدول العربية وتفتيتها ودعوا إلى تنسيق الجهود للتصدي لهذه المحاولات.
وفي هذا الصدد دعا رئيس جامعة الزيتونة بتونس عبد الجليل سالم، دول وشعوب المنطقة للعمل على إبقاء الدولة العربية قائمة، وتجنب خيار سقوطها وتفتيتها، مطالبا بالصمود في مواجهة هذا التحدي.
وأضاف أن الشعب التونسي "يشاهد عيانا ويلمس يوميا" تفكك الدولة التونسية بفعل الارهاب والحركات الأصولية وتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) "التي باتت على أبواب تونس في طرابلس" الليبية، متهما التنظيم بإدخال المنطقة في فترة "ظلام حالك".
وشدد الأكاديمي التونسي أن بلاده تشهد حاليا حالة من الضعف وتسيبا على مستوى الدولة والادارة ودواليبها وانهيار المؤسسات، مؤكدا أن الشعب التونسي لا يشعر بوجود أية "قوة ماسكة" وموحدة للبلاد ما عدا الجيش الوطني.
من جهته، قال المدير التنفيذي لمركز أحمد باديب للدراسات بالعربية السعودية زيد الفضيل، خلال اللقاء ذاته، إن "الربيع العربي" أدخل المنطقة في متاهات معقدة ، مضيفا أن بعض دول المنطقة شهدت في الآونة الأخيرة تمايزات ثقافية وعرقية غيرت من المنظومة الثقافية العربية وبات بمقتضاها من المقبول انفصال بعض الدول العربية وتحولها الى دويلات على أساس مبدأ "تفتيت المفتت وتقسيم المقسم".
وشدد على أن "أكبر تحد يواجه المثقف العربي غير النمطي" حاليا هو الحفاظ على الدولة الوطنية والحؤول دون تفتيتها، مضيفا أن هذا الوضع ما كان ليرى النور لولا تغيير المنظور الثقافي من خلال وسائل الإعلام والسياسة.
وبالنسبة لأستاذ الفلسفة بجامعة مرمرة التركية برهان كوروغلو، فإن العالم العربي والاسلامي "الذي يشهد أزمة بنيوية شاملة منذ قرنين تقريبا" انتقل من حلم توحيد الأقطار العربية والاسلامية الى مجرد الحفاظ على الدول الموجودة حاليا، مضيفا أن بعض هذه الأقطار تواجه حاليا خطر التفتيت كما هو عليه الشأن بالنسبة لسوريا التي تتعرض للإنهيار والعراق الذي يوجد على حافة الانهيار.
وذكر بأن دول العالمين العربي والاسلامي، التي تعرضت في السابق للاستعمار من قبل قوى غربية ، تواجه اليوم تحديات أخرى فرضها هذا الغرب نفسه وتداعيات الاستعمار متمثلة في التخلف والمذهبية والتشدد.