أخبارنا المغربية - و م ع
قال أستاذ الفكر الاسلامي بجامعة أمستردام الحرة محمد أجواو إن الجالية المسلمة المقيمة بأوروبا تشهد في الفترة الحالية مخاضا عسيرا "لا أحد يعرف عما سيتمخض" بالتحديد، مضيفا أن هذه الجالية تمر بفترة تحول وإعادة ترتيب للأوراق.
وأوضح السيد أجواو، في ندوة حول "الاسلام والمسلمون بأوروبا: رهانات وتحديات هوياتية" نظمها رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج بالمعرض الدولي للنشر والكتاب المقام حاليا بالدار البيضاء، أن مجتمعات الاستقبال الأوروبية تمارس "ضغطا كبيرا" على الجالية المسلمة، قد يكون إيجابيا من أحد جوانبه، من أجل معرفة الاتجاه العام الذي تمضي نحوه هذه الشريحة من المجتمعات الغربية وأي إسلام تتبناه.
وأضاف أن المجتمع والحكومة والمنظمات بدول الاستقبال ترغب بالتحديد في معرفة مستقبل الجالية المسلمة بالدول الغربية وكذا توجهاتها (الجالية) الايديولوجية ومواقفها من مسألة التعايش والأقليات واللادينيين، مبرزا أن الدول الغربية لا تمارس أي ضغط على الجالية بخصوص أداء شعائرها الدينية ومعتقداتها الاسلامية.
وأضاف أن 30 في المائة من نزلاء السجون الهولندية يدينون بالإسلام ويحظون بالرعاية الروحية من داخل أسوار السجون كباقي أتباع الأديان الأخرى والشرائح اللادينية.
من جهته، طالب رئيس جمعية "أئمة فرنسا" وإمام مسجد مارسيليا طارق أوبرو الدعاة والمربين بأوروبا الى التركيز على نقل رسالة الإسلام وروح القرآن الكريم، مضيفا ان الدين بمقدوره مساعدة المسلمين بأوروبا على تحقيق ذواتهم وإبراز طاقاتهم.
وانتقد السيد أوبر العقليات "المسيجة والمنغلقة على ذاتها والمختنقة بمعايير لا تمكنها من الإسهام في نهضة دول الاستقبال"، مبرزا أن الفهم المغلوط لروح القرآن يتسبب في خسائر "قاتلة" كالعنف والتشنج والاضطرابات.
ومن جهته اعتبر الباحث بمركز التحليل والتدخلات الاجتماعية بفرنسا رشيد اد ياسين أن علماء الاجتماع والانثروبولوجيا يرفضون استخدام مفهوم "الهوية" الذي لا يحمل برأيه أي معنى علمي لكون الهوية معطى يبنى مع مرور الوقت وليست مكونا جاهزا ودائما، مضيفا أن هذا المفهوم بالغرب موضع استغلال سياسي وأيديولوجي .