الوزير برادة: الوزارة وسعت العرض المدرسي الجماعاتي وسيتم احداث مدارس جديدة

المعارض الجزائري أنور مالك يكشف بالرباط أدلة تورط الجزائر والبوليساريو في جرائم ضد المحتجزين بتندوف

برادة: مدارس الريادة حققت نتائج مهمة جدا وبشهادة الجميع

الوقاية المدنية تسيطر على حريق مهول بأحد المطاعم الشعبية بوجدة

الجيش الملكي يجري آخر استعدادته لمواجهة الرجاء

المعارض الجزائري وليد كبير: ندوة جمهورية الريف تؤكد أن نظام الكابرانات أيقن أنه خسر معركته مع المغرب

الحرية الدينية و مبدأ "لا إكراه في الدين"

الحرية الدينية و مبدأ "لا إكراه في الدين"

يوسف المتوكل

 

في ظل الأوضاع العالمية المتردية، لعلاقة المسلمين مع الغرب، ومع غيرهم من أهل الملل الأخرى في الدول العربية والإسلامية، وما آلت إليه هذه الأوضاع، من تعصب للدين، وعنصرية للعرق وعصبية جاهلية، وجب علينا أن ننظر في طبيعة هذه العلاقة، من زاوية إنسانية، ونذكر فيها بفلسفة الدين الاسلامي في تعايشه مع الآخر، وتصوره لهذه العلاقة التي باتت تشكل أزمة دينية وسياسية في كل ربوع العالم.

لقد أجاز الإسلام "لأهل الكتاب"وغيرهم، أن يعيشوا في ظل المجتمعات الإسلامية آمنين مستقرين، يمارسون عباداتهم بكل حرية، ويحضون بحماية تمكنهم من الاطمئنان على أموالهم وممتلكاتهم وحياتهم. ولا يجوز لمسلم أن يعتدي على "كتابي"، ما دام ملتزما بعهد الوفاء، والاحترام للمشاعر والمقدسات الدينية والوطنية للدولة الإسلامية.

فلا يكرهون على اعتناق أي دين من الأديان، أو يهددون في مصالحهم، لإخضاعهم أوإرغامهم بالقوة على ذلك، وهذا مما يتنافى مع الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، التي هي من صميم الرسالة الإسلامية.

ولأن الإيمان في الإسلام هو تصديق قلبي يبلغ مرتبة اليقين، استحال الوصول إلى هذا الإيمان بأي لون من ألوان الإكراه، فكانت القاعدة القرآنية المحكمة:"لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"[1]. لذلك كان سبيل الإسلام إلى القلوب والعقول، ليس بالعنف والشدة، وإنما هو الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين"[2]، فمن استجاب قلبه وتفكر عقله كان مؤمنا بالإسلام، ومن أعرض قلبه، وأغلق عقله ف"لكم دينكم ولي دين"[3]، وله الحرية في أن يعتقد ما شاء، ويتعبد كيف ما شاء، "و قل الحق من ربكم فمن شاء فليومن ومن شاء فليكفر"[4].وحسابه في – الآخرة – على الله، أما في الدنيا، فإنه له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين'[5].

ومن تم كان هذا هو موقف الإسلام من غير المسلمين، وهذه فلسفته في اندماج أفراد المجتمع بعضهم مع بعض، أكانوا مواطنين في دولته، أو كانوا شعوبا أودولا متجاورة، ماداموا مسالمين ومعاهدين، وقد وفدوا بالعهود المبرمة مع المسلمين. وذلك لأن الإسلام لا ينكر على الآخرين بقائهم علىعقائدهم تبعا للقاعدة الأساسية التي هي: "لا إكراه في الدين"[6]. والعدل في الإسلام للجميع، أكانوا مسلمين أم لم يكونوا، تبعا لقوله تعالى:" يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله، شهداء بالقسط، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى و التقوا الله إن الله خبير بما تعملون"[7].

وبالتالي فقد تأكد لنا نظريا وتشريعيا من مصادر الإسلام الأساسية،أن الإسلام يقبل عن رضا بوجود أديان وعقائد مغايرة له، و يقر مبدأ الحرية الدينية، مما يوجد في المجتمع العربي الإسلامي وعلى صعيد الإسلام تعددية دينية وعقائدية[8]. فكانت هذه الخصيصة هي من أهم الخصائص التي تميز بها المسلمون عبر قرون و استطاعوا من خلالها أن يتعايشوا مع كافة المعتقدات والأديان الأخرى في تساكن و سلام.

 

 



[1]- سورةالبقرةالآية 256.

[2]- سورةالنحلالآية 125,

[3]- سورةالكافرونالآية 6.

[4]- سورةالكهفالآية 29.

[5]- هذاهوالإسلام،الدين،والحضارةعواملامتيازالإسلام،د. محمدعمارة،ط1، 1426ه- 2005م،مكتبةالشروقالدولية،القاهرة. ص 19.

[6]- سورةالبقرةالآية 256.

[7]- سورةالمائدةالآية 8.

[8]- الإسلاموالتفاهموالتعايشبينالشعوب،ذ. هانيالمبارك- د. شوقيأبوخليل. ط2، 1424ه- 2004م،دارالفكرالمعاصر،بيروت. ص 24- 25.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات