ملعب طنجة المونديالي يصل لمراحل متقدمة في الأشغال

رالي المغرب ينطلق من مراكش.. وجوهرة بناني ضمن الأبطال العالميين المشاركين

أجواء انطلاق أشغال المجلس الوطني لحزب الاستقلال

دورة ساخنة لجماعة طنجة وانتقادات حادة من المعارضة للرئيس الليموري

تفاصيل جديدة مثيرة في ملف "إسكوبار" الصحراء

قانون المسطرة المدنية يدفع المحامين للاعتصام باستئنافية البيضاء

المرأة و شعار "الخبز والسلام"

المرأة و شعار "الخبز والسلام"

فاطمة أحسين

 

و نحن نحتفل بالعيد الأممي للمرأة و الذي يصادف يوم 8 مارس من كل سنة؛ لا بد أن نذكر أن في مثل هذا اليوم من سنة 1857 استشهدت 129 عاملة بمدينة نيويورك الأمريكية بعدما ثارت النساء ضد الحيف الإجتماعي الذي كانت تعاني منه بخصوص عدد ساعات العمل والأجر لتتوالى منذ ذلك الحين المسيرات و الاجتماعات من طرف قوى سياسية تقدمية و حداثية للمطالبة بتحقيق المساواة بين الرجل و المرأة في الحقوق المدنية و بالحرية و الكرامة و الديمقراطية. 

محطة أخرى بارزة في تاريخ النضال النسائي قادتها النساء الروسيات بعدما تبين من سجلات الحرب العالمية الأولى مقتل مليوني امرأة روسية ليخرجن إلى الشارع تحت شعار "الخبز و السلام" و تضامن النساء الأوروبيات معهن في مسيرات مطالبات الحكومات بوقف الحرب.

هذه المحطة النضالية في تاريخ المرأة جعلتني أقف عندها لأنها تحمل بعدا إنسانيا مهما و حقا مقدسا و الذي هو "حق الحياة" خاصة و نحن اليوم نرى أوضاعا دموية و لاإنسانية في مجموعة من الدول المغاربية و العربية : ليبيا؛ سوريا؛ العراق ؛ اليمن؛ لنتساءل:

ماذا حققن نحن النساء المغاربيات و العربيات من أجل الضغط على حكوماتنا و على القوى العالمية من أجل أن نوقف هذه المجازر اللاإنسانية في هذه البلدان؟

هل نملك سجلات تثبت بالأرقام عدد النساء اللواتي قُتلن أو امْتُهِنت كرامتهن بفعل الاغتصاب جراء هذه الحروب القذرة؟

هل نملك جرأة النساء الروسيات للخروج إلى الشارع تحت شعار "الخبز و السلام" لندافع عن حق السوريات و الليبيات و العراقيات و اليمنيات في الحياة.

ماذا عن الحركات النسائية التقدمية بأوروبا و أمريكا و التي ترى اليوم العديد من النساء يُقتلن و يُشردن في ظروف مأساوية على مرأى و مسمع العالم.

إننا لا يمكننا نحن النساء المغاربيات و العربيات أن نتكلم عن إنجازاتنا الحقوقية كيفما كانت انتماءاتنا السياسية مادمنا لازلنا لا نملك الجرأة في صنع القرارات الكبرى بمنطقتنا على غرار النساء الأوروبيات و الأمريكيات؛ فأغلب ما وصلنا إليه من حقوق مع اختلاف الدرجات من بلد لآخر هو راجع لحتمية دولية لمجموعة من الدول بخصوص اندماجها في النظام العالمي الجديد و الذي يفرض احترام مجموعة من الاتفاقيات الدولية بخصوص المرأة؛ و تبقى القوانين التي تخص المرأة تحت رحمة ما قد تجود به الحكومات بهذه البلدان مادامت الممارسة السياسية للمرأة هي مجرد هامشية أو شكلية و هذا طبيعي لكون المرأة لم يكن لها تاريخ نضالي حقيقي يمكنه أن تنتزع به مكانتها في تولي مراكز القرار و حتى إن كان موجودا فهو غير مؤرخ في الكتب أو تم تقزيمه ليصبح مجرد إشارات هامشية بخصوص مشاركة المرأة في استقلال بلدانها بل و لا يوجد بكتبنا المدرسية دروس حول زعيمات نسائية ساهمن في تحرير بلدانهن من يد المستعمر كنوع من رد الاعتبار للنساء بالمنطقة و خلق ثقافة احترام المرأة في مجتمع لازالت جل أمثلته الشعبية تحط من قيمتها الإنسانية مما أثر سلبا على معاركنا النضالية بخصوص صنع القرارات التي تهم رفع التهميش و الفقر و الظلم على مجموعة من النساء في البوادي و النساء المطلقات و الأرامل و النساء الخادمات .... ليبقى نضالنا بالصيغة النسوية حبيس العمل الجمعوي و الخيري بخصوص إيجاد حلول أو تدبير أزمات مجتمعية في إطار القوانين المسموح بها في كل بلد.

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات