عبد الجبار الرشيدي: التعديل الحكومي جاء في مسار طبيعي من أجل إعطاء نفس سياسي

مؤسسة تعليمية بطنجة تحيي ذكرى المسيرة الخضراء تحت شعار "رسالة جيل لجيل"

البرلماني شهيد يقصف الحكومة: سرقتم البلاد وتريدون سرقة حتى التاريخ

نبيلة منيب تشيد بمغاربة هولندا وتوجه انتقادات نارية للحكومة

احجيرة: التعديل الحكومي ماشي للترضيات وإنما لتسريع وتيرة البرامج

السعدي: لن ننخرط في الحملات التي تسيئ لوطننا بسبب حسابات سياسية ضيقة

لحظة يا معلم..انحني..ليقضي ابني حاجته فوق راسك

لحظة يا معلم..انحني..ليقضي ابني حاجته فوق راسك

نجاة حمص

 

حينما اخترت العمل كمدرسة,كان اختياري نابعا من قناعة مترسخة,إلا وهي عدم الاختلاط  في العمل وقد اخترت العمل للشديد القوي,ليس "عياقة" ولا إثبات ذات ,ورغم ذلك كنت أتحاشى العمل وزميل أو زملاء لي كشركاء في مكتب واحد,وكانت قناعتي تلك بعدما جربت العمل المكتبي في بعض الشركات الخاصة,وقد ضقت ذرعا من مزاحمة الذكور,وتعمدهم الاقتراب إما لشرح ما هو واضح,أو لإفهامي ما هو مفهوم..ليس تطرفا ولا تزمتا,ولكن بصراحة لاني أحب نفسي وقد كرمني الله عز وجل وفصل في ذكر سبل راحتي وسعادتي,في كتابه الكريم,كما اقدر كوني ابنة رجل غيور وأخت لشاب دمه ساخن..

 

من قبل كنت أتجنب هذه المهنة وخاصة في القطاع الخاص, عملا بمبدأ "ابعد عن الشر وغني له",لم أكن أتصور نفسي معلمة,رغم تشجيع زملاء الدراسة,صديقاتي وقريباتي,تشجيع جاء بعدما لمسوه مني من تفان في الشرح والتفسير,والإغداق في التفصيل من غير تقتير,لكن لا اعلم لم كنت ارفض وبشدة,فالتعليم بالنسبة لي مسؤولية وأنا المعروفة بطبعي المتخوف من المسؤولية وحملها الثقيل,كما كنت ارفض لما أراه في جيل الغد من انعدام أخلاق وقيم,وهما الأساس في التربية والتعليم في نظري,كطالبة لم يشتكي منها معلم طوال فترة الدراسة ,وكإنسانة غرس فيها تقدير المعلم وذلك من  المسيد إلى الجامعة..

أما أسباب تهربي من التدريس فحدث ولا حرج:

 

ربما لاني كنت  اسمع أن هناك تلاميذ يحتج آباءهم على المعلم  لأنه لم يمنحهم قبلة الخروج أو الدخول..

أو لاني سمعت من قبل أن هناك من لمس راس طفل لينبهه,فأصبح اللمس ضربا و"نتفا"..

كنت اسمع أن هناك أطفال يرفعون أياديهم موبخين المعلم ومقرعين له بلا ماء.. 

كنت اسمع أن هناك من يشتكي المدرس لأنه لا يعمل مهرجا يضحك الملائكة الصغار,الذين يهرعون إلى آباءهم مطالبين ب"كلون" يحبب إليهم المادة ويقرب الفصل إلى ما يشبه السيرك,فيحب الصغير الدراسة وفي داهية الصرامة في التعليم والتحصيل,المهم الفرفشة...

كما كنت اسمع عن جرجرة المعلم الذي كاد أن يكون رسولا على بطنه جرا,لأنه نظر بحدة إلى طفل قلبه طري,أو لأنه أصر على حفظ جدول الضرب, conjugaison . آيات القران أو نصوص الأحاديث..

صحيح أني استفدت الكثير,تقوت شخصيتي وصقلت بفعل عوامل التعرية,من رياح وعواصف مرت علي مرور اللئام, لم تكن قط بردا ولا سلاما,دخلت فصولا لتعلم طرق التعليم العصرية,عبر الانترنت,حضرت دروسا لقدماء محاربي الجهل من أساتذة ومعلمين,تنصلت من كوني مسيرة شركات ومراقبة عمال,غير أني لم استطع التخلص من حبي للنظام,وكرهي للسفالة وقلة الأدب..

بصراحة..

لاني كنت اعرف أن الله عز وجل قال في كتابه الكريم : " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"..لذلك كرهت أن يأتي علي يوم يقضي فيه طفل حاجته فوق راسي...

 

وقضاء الحاجة على راس معلم,لن يضر شيئا,لاسيما وان أطفال هذا الزمن ملائكة يمشون على الأرض,ومن يقدر "يخسر" خاطر ملاك ..

 


عدد التعليقات (3 تعليق)

1

momo

اصبح المعلم ٱوالٱستاذ ضحية الكل يتهم التلاميذ بالعنف والكراهية كٱن رجل التعليم ملك لايخطٱ لقد عانيت الضرب والسب رغم ٱني كنت مجتهدا إلا اني كنت فقيرا ولا زلت احمل الجرح النفسي والعضوي رغم حصولي على الإجازة في الفيزياءولازلت اكره التعليم بسبب ذاك الٱستاذ عفوا الوحش

2015/03/14 - 09:48
2

مغربي

سبحان الله

احييك،رحم الله التعليم...مدرس

2015/03/15 - 05:31
3

aicha

ana oustada.a3malou bi2ikhlasin raghma anni akrahou lmihna....laysa khawfan mina l2abae aw mina lmas2oulin...walakin khawfan mina LLAHI 3aza wajal....zadat karahiyati lihadihi lmihna llati asba7a l2oustadou alatn yousayirounaha 7asaba iradatihim.asba7at l2idara tastami3 lil2aba2 raghma anahoum kadiboun..li2anahoum yati9ouna bi2abna2ihim ladina ya7milouna 7i9dan wakarahiyatan liman youridou lahoum lmasla7a..;

2015/03/15 - 05:33
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات